مع وصول وفد حركة "حماس" رفيع المستوى إلى القاهرة، السبت، للقاء مدير المخابرات
المصرية في عهد الانقلاب، خالد فوزي؛ أثيرت علامات استفهام حول جدوى لقاء "الضدين"، وتباينت آراء محللين
فلسطينيين حول مدى إمكانية تحقيق تقارب بين الطرفين، وما هي المصلحة التي يمكن أن يحققها كل طرف حال حدوث ذلك؟
وضم وفد حركة المقاومة الإسلامية "حماس" قيادات بارزة، وهي خليل الحية، ومحمود الزهار، وعماد العلمي، ونزار عوض الله، برئاسة نائب رئيس المكتب السياسي موسى أبو مرزوق، حيث تتطلع الحركة "لمرحلة جديدة في العلاقة مع مصر".
واستبعد المختص في الشأن الإسرائيلي، عمر جعارة، أن يكون هناك "تقارب بين حركة حماس، وبين نظام
عبد الفتاح السيسي الانقلابي؛ لأن الضدين لا يجتمعان"، مرجعا ذلك إلى أن "كافة الأنظمة الانقلابية العسكرية العربية ليست ديمقراطية، ولم تخدم شعوبها".
الاحتلال والسيسي
وأضاف جعارة لـ"
عربي21" أن "السيسي لا يستطيع أن يزعج إسرائيل بهذه العلاقة، وهو من قام بتهجير مئات الأسر المصرية من أجل إقامة منطقة عازلة على حدود مصر مع قطاع غزة، ودمر الأنفاق التي هي بمثابة شريان الحياة لغزة ومقاومتها".
وقال "إن السيسي أصبح قدوة للاحتلال في تعامله مع حركة حماس"، مستدلا على ذلك بقول زعيم المعسكر الصهيوني في الكنيست يتسحاك هرتسوغ: "يجب أن نفعل بالأنفاق في الجانب الإسرائيلي؛ تماما مثلما يفعل السيسي بالجانب المصري".
ولفت جعارة إلى أن أي "تحسن للعلاقة بين الجانبين (مصر وحماس)؛ سيكون في الإطار الاجتماعي الإنساني فقط".
وحول رؤية الاحتلال لإمكانية التقارب بين "حماس" ومصر؛ أوضح أن الاحتلال ينظر للجانبين على أنهما "ضدان بشدة"، مشيرا إلى أن الاحتلال "يعتقد أن أحسن وقت لمهاجمة حركة حماس؛ عندما تكون العلاقات المصرية الحمساوية سيئة".
وأكد جعارة أن قادة الاحتلال يفتخرون بعلاقتهم الإستراتيجية مع السيسي، ويعتبرون أن موقفه من "حماس" لا سابق له في العلاقات المصرية الفلسطينية، منوها على أن الاحتلال "يرى أن إساءة العلاقات ما بين مصر وحماس؛ هي كنز استراتيجي يجب استغلاله في حصار وهزيمة حركة حماس".
تنازلات تكتيكية
من جانبه؛ قال المحلل السياسي طلال عوكل، إن فرصة التقارب بين "حماس" ومصر "قائمة، وفتح المجال للحوار سيساعد في ذلك"، لافتا إلى أن مصر "تمسك بكل خيوط الوضع الفلسطيني، وتسعى لاستعادة الملفات الفلسطينية، وهي على علاقة بالسلطة ودحلان، وتفتح الباب الآن أمام حماس بشروط".
وأوضح لـ"
عربي21" أن هذه الشروط تتمثل في "إعلانها الانفصال عن حركة الإخوان المسلمين في مصر بطريقة أو بأخرى، وهي عمليا أعلنت ذلك من خلال حديثها المتكرر حول عدم وجود أي علاقة تنظيمية أو إدارية مع إخوان مصر" بحسب قوله.
وأشار عوكل إلى أن من أهم القضايا المطروحة على الطاولة؛ هو "مدى استعداد ومساهمة وتعاون حماس للمحافظة على الأمن القومي المصري الذي يواجه تحديات كبيرة في الداخل، وخاصة في سيناء، وليس فقط كما تؤكد حماس دوما أنها تعمل على حماية أمن الحدود المصرية".
وذهب عوكل إلى أن "الظروف حاليا نضج كي تقدم حركة حماس أجوبة صريحة على القضايا والأسئلة الحقيقية المطروحة في العلاقة مع مصر"، وقال إن "أي حركة سياسية هي على استعداد أن تقدم تنازلات تكتيكية؛ عندما يكون وضعها صعبا، لكنها لا تتنازل عن المبادئ".
ولفت المحلل السياسي إلى أن "حماس" تمتلك الكثير من الأوراق، التي يمكن لها أن تحافظ على الحد الأدنى من مطالبها، والتي تتمثل في أنها حركة فلسطينية كبيرة؛ لها تأثير في المحيط العربي، وتحظى بتأييد واسع في الشارع الفلسطيني، وتمتلك معلومات كبيرة تخص الجماعات المختلفة التي تعمل في سيناء، إضافة إلى أنها تمتلك ورقة المصالحة الفلسطينية، وتتحكم في حدود مصر مع قطاع غزة".