ذكر مصدر ميداني أن "
جيش الفسطاط" الذي تشكل حديثا في
الغوطة الشرقية، يمر الآن بمرحلة "ترتيب هيكلته العسكرية والإعداد اللازم من حيث التجهيز والتسليح".
وأوضح المصدر لـ"
عربي21"؛ أن الفكرة الأساسية لتشكيل هذا الجيش؛ هي فكرة
جبهة النصرة التي تسعى "لاستقطاب الشباب من خارج
الفصائل، إضافة إلى ضم المجموعات المقاتلة التي لا تنضوي تحت مسميات".
ونفى المتحدث ما تناولته بعض "الأوساط المحلية وانتشر على نطاق ضيق في وسائل التواصل الاجتماعي، بأن يكون هذا التشكيل يدخل في إطار المنافسة مع جيش الإسلام"، وتحدث عن مساع تبذلها قيادات "مرموقة" في التشكيل الجديد لإقناع "جيش الإسلام بالانضمام إلى التشكيل الجديد".
ويأتي تشكيل "جيش الفسطاط" بعد الإعلان عن اندماج فيلق الرحمن والاتحاد الإسلامي لأجناد الشام، في محاولة من الفصائل الأخرى لتوحيد "كل الجهود لإنقاذ الغوطة الشرقية التي باتت قوات النظام على أبواب بلداتها الرئيسية"، بحسب قول المصدر.
من جهة أخرى، رجح المصدر مشاركة "حركة أحرار الشام بالتشكيل الجديد؛ نظرا للعلاقات العميقة التي تربط قادة الحركة بقيادات جبهة النصرة التي تتولى التنسيق مع الفصائل الأخرى للانضمام إلى جيش الفسطاط".
وأضاف أن فصائل أخرى من بينها "لواء فجر الأمة قد يشارك دون أي شروط مسبقة، خاصة أنه اليوم هو الفصيل الوحيد الذي لم ينضو تحت أي راية بين فصائل الغوطة الشرقية".
وكشف عن "رغبة أبدتها العديد من المجموعات القتالية المستقلة بالانضمام إلى التشكيل الجديد طالما أنه سيستهدف حماية الغوطة الشرقية من السقوط بيد النظام"، وهي مجموعات وصفها المصدر بأنها "مجموعات صغيرة مستقلة شاركت في قتال النظام بغالبية المعارك دون أن تنتمي إلى أي فصيل؛ خشية اضطرارها لقتال فصائل أخرى، امتثالا لأوامر قد تصدر من القيادات في حال دخولها ضمن أي جبهة أو تحالف أو تشكيل من الأسماء المعروفة".
وتوقع المصدر نجاح ما أسماه "مشروع جيش الفسطاط" في توحيد الصف والكلمة، طالما أن الجيش لا يستثني أحدا من الفصائل أو من سكان الغوطة الذين "استبشروا خيرا بهذه التسمية التي تستند إلى حديث نبوي شريف يتحدث عن أن الغوطة هي فسطاط المسلمين"، وفق قوله.
واستبعد المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لأسباب شخصية "مشاركة جيش الإسلام بقيادة البويضاني" وأرجع السبب إلى أن الجيش يُعتبر أكبر تشكيل في الغوطة الشرقية، ولطالما ظل متمسكا بنظرة كل تشكيل كبير في أي ساحة، والتي تتمثل بأن على الجميع الانضمام تحت لواء التشكيل الأكبر متمثلا بجيش الإسلام، وأن إنشاء تشكيلات أو جبهات جديدة من شأنه أن يكون سببا من أسباب التفرقة، وهو من حيث المبدأ أمر منطقي"، بحسب المصدر الذي تابع مستدركا: "لكن جيش الإسلام على الأرض اليوم لم يعد هو الجيش الأقوى أو التشكيل الأكبر في الغوطة الشرقية، وحتى هذه اللحظة لم يصدر أي شيء من جيش الإسلام يرفض أو يؤيد هذا المسعى".
وأعرب المتحدث عن أمله في "دخول الجميع ضمن تشكيل واحد في توقيت حرج للغاية يشهد تحولات عسكرية مهمة على الساحة السورية"، مؤكدا أن انضمام جيش الإسلام سيمثل "إضافة قوية ومهمة لجيش الفسطاط"، بحسب ما قاله المصدر المقرب من جيش الفسطاط في حديثه لـ"عربي21".