ذكر نشطاء سوريون أن سليمان الأسد، أحد أقرباء بشار الأسد، يشارك في قمع معتقلين سياسيين مضربين عن الطعام في سجن
طرطوس (الساحل - غرب)، رغم أنه يقضي عقوبة بالسجن لعشرين عاما على خلفية قتله ضابطا العام الماضي.
وكان السجناء السياسيون في سجن طرطوس قد بدأوا إضرابا مفتوحا عن الطعام لتحقيق مطالبهم داخل السجن، واحتجاجا على تمييزه الطائفي من قبل إدارة السجن، ومعاملة السجناء الجنائيين بشكل أفضل.
وقالت صفحة حملة "صوت المعتقلين"، الخاصة بتوثيق الانتهاكات ضد المعتقلين في سجون النظام السوري: "بدأ المعتقلون إضرابهم صباح يوم الثلاثاء الأول من شهر آذار/ مارس من العام الحالي، ومرت الأمور بشكل اعتيادي، ولكن اليوم الثاني شهد ثلاث حالات افتعال مشاكل مع معتقلين سياسيين من قبل سليمان الأسد وشبيحته في السجن، والاعتداء على المعتقلين بالضرب، إضافة لبدء الاستدعاءات للمعتقلين السياسيين من قبل مفرزة التحقيق".
وأشارت الصفحة إلى أن مطالب السجناء المضربين عن الطعام تتمثل في إعادة النظر بالأحكام الصادرة بحقهم من محكمة الإرهاب، ومقابلة وزير الداخلية لإطلاعه على الوضع المزري الذي يعيشون فيه بالسجن من تمييز طائفي، ومعاملة السجناء الجنائيين لهم بطائفية، تحت أعين إدارة السجن، بالإضافة إلى المطالب بالعودة إلى سجن عدرا قرب دمشق؛ لأن جميع المعتقلين من سجن عدرا تم نقلهم بشكل تعسفي إلى سجن طرطوس، رغم أن معظمهم من أبناء محافظة دمشق وريفها.
وقال الناشط كريم الحوراني، عضو حملة "صوت المعتقلين"، لـ"
عربي21"؛ إن سجن طرطوس، قبل العام 2015، لم يكن فيه إلا عدد محدود من المعتقلين السياسيين المتهمين بتهم تتعلق بالإرهاب، وكانوا معزولين ضمن غرفة في الطابق الأرضي عن بقية نزلاء السجن، ولكن وفي بدايات العام الماضي، وتحديدا في الشهر شباط /فبراير، قامت إدارة السجون بتحويل حوالي 200 معتقل من سجن عدرا المركزي، معظمهم من أبناء محافظتي دمشق وريفها، "بشكل تعسفي" إلى سجن طرطوس المركزي، وتبع ذلك "نقل تعسفي" لمجموعة من المعتقلين من سجن حماة المركزي إلى سجن طرطوس على خلفية الاستعصاء الذي قام به المعتقلون. وفي نهاية عام 2015 وبداية عام 2016، تم تحويل دفعتين جديدتين إلى سجن طرطوس من سجن عدرا ولكنهما كانتا أقل عددا، بيد أنه من بين المنقولين سجناء جنائيون، فلم تقتصر الدفعة على المعتقلين السياسيين فقط، كما يقول الحوراني.
ولفت الحوراني إلى أنه كان لتصاعد وتيرة هذه التصرفات الأثر السيئ على المعتقلين السياسيين وصحتهم ونفسيتهم، "حيث إنهم يعيشون بشكل دائم بجو مشحون من العنصرية السياسية والتمييز الطائفي، وأي معتقل منهم معرض في أي لحظة للاعتداء أو للتحقيق معه في مفرزة الأمن السياسي، مع عدم قدرة إدارة السجن وعناصر الشرطة على ضبط أمور السجناء الجنائيين خوفا أو تواطؤا".
وتحدث الحوراني عن زيادة سطوة السجناء الجنائيين بعد سجن سليمان الأسد في سجن طرطوس، حيث بات يشارك في التضييق على المعتقلين السياسيين، الأمر الذي دفع بالمعتقلين السياسيين لمحاولة تحصيل حقوقهم وإيصال صوتهم باستخدام
الإضراب عن الطعام حتى تحقيق مطالبهم التي تعتبر بسيطة ومحقة، وفق قول كريم الحوراني.
وقال الحوراني: " كانت أسباب الإضراب نتيجة تراكم أمور عدة، ومنها الاكتظاظ الشديد داخل السجن، لأن العدد الإجمالي للمعتقلين المنقولين إضافة لنزلاء السجن بات يفوق القدرة الاستيعابية للسجن، وسوء التهوية والإضاءة في الجناح الذي يتواجد به العدد الأكبر من المعتقلين السياسيين، على عكس الطابق العلوي الذي يضم السجناء الجنائيين من أبناء طرطوس واللاذقية، حيث تم العمل على منع وجود المعتقلين السياسيين في هذا الطابق، "ويستخدمون (السجناء الجنائيون) لذلك أساليب قذرة منها الاعتداء بالضرب أو الوشايات الكيدية لمفرزة الأمن السياسي في السجن، فضلا عن سوء وقلة الطعام المقدم من إدارة السجن و التضييق على زيارات الأهالي من قبل إدارة السجن".
ويقول الحوراني إن "حملة صوت المعتقلين" تتواصل مع
المعقتلين عن طريق حصالات الهاتف أو عبر الزيارات لنقل أخبارهم وتطورات الإضراب، دون أن يوضح من يقوم بهذه الزيارات وكيف تتم.
يذكر أنّ سليمان الأسد تلقى حكما بالسجن لمدة 20 عاما، بعد قتله العقيد في القوات الجوية، حسان الشيخ، بسبب خلاف على أفضلية المرور في مدينة اللاذقية ذات الغالبية العلوية على الساحل السوري العام الماضي. ويصفه السجناء داخل سجن طرطوس بـ"المضطرب نفسيا"، حيث يقوم بضرب السجناء السياسيين وشتمهم، ثم يقوم باستدعائهم وإعطائهم مبالغ مالية كـ"ترضية"، باعتباره ابن "العائلة الحاكمة" في سورية، بحسب الناشط كريم حوراني.