قالت صحيفة "الأوبزيرفر" البريطانية، إن
روسيا تسعى لإسقاط المستشارة الألمانية أنجيلا
ميركل، عبر شن "معلومات عليها"، تسعى لإثارة غضب ألمانيا على اللاجئين، بحسب مركز إعلام استراتيجي.
وأوضح محللون تابعون لـ"الناتو" أن الرئيس الروسي فلاديمير
بوتين، يسعى لإسقاط الزعيمة الألمانية، التي كانت داعما كبيرا للعقوبات ضد نظامه.
وقال جانيس سارتس، مدير مركز الإعلام الاستراتيجي للتميز التابع لـ"الناتو" والموجود في لاتفيا، إن روسيا تملك سجلا طويلا بتمويل قوى متطرفة في أوروبا، مضيفا أن هناك دليلا على تدخل روسي في ألمانيا ضد ميركل.
وقال الباحث سارتس إن "روسيا تؤسس شبكة تستطيع السيطرة عليها، لتقوض العملية السياسية في ألمانيا عبر قضية اللاجئين"، مشيرا إلى أن "ميركل كانت داعمة كبيرة للعقوبات ضد روسيا، التي تختبر قدرتها على بناء زخم، عبر استغلال المشاكل الموجودة، وسط الساحة الألمانية السياسية المضطربة".
وتابع سارتس بقوله إن "الروس يختبرون قدرتهم - في بلد كبير ليس هشا في الأوقات العادية - على إنشاء ظروف تمكنهم من التأثير في القيادة العليا، عبر استخدامهم للناطقين الروس، والإعلام الاجتماعي، وبناء خطوط ارتباك".
وقال سارتس، المقرب من الاستخبارات، إن "هناك تمويلا روسيا للقوى المتطرفة في أوروبا، سواء اليمينية أو اليسارية، طالما بقيت متطرفة"، موضحا أنها تخدم التكتيكات الروسية.
وأشارت "الأوبزيرفر" إلى أن هناك أكثر من مليون لاجئ، معظمهم من سوريا، وصلوا إلى ألمانيا خلال العام الماضي، بعد دعوات ميركل بعدم وضع حد للاجئين الذين يمكن استقبالهم في ألمانيا.
وأثارت تحركات ميركل صعود الحزب اليميني الألماني "ألتيرناتيف فور ديوشلاند (البديل من أجل ألمانيا)"، خصوصا بعد ظهور استبيانات تظهر أن 81 بالمئة من الألمان يعتقدون أن ميركل فقدت السيطرة، في حين ستختبر اتجاهات الناخبين تجاه الأزمة للمرة الأولى، في 13 آذار/ مارس، عندما تعقد الانتخابات للمرة الأولى بعد الأزمة في ثلاث مناطق من أصل 16 منطقة.
وقال سارتس، الذي كان قبل تعيينه في الناتو يعمل كأكبر موظف مدني في وزارة الدفاع اللاتفية، إن "تأثير محاولة روسيا لتحفيز الفوضى في ألمانيا فشلت لأن المشكلة اكتشفت"، محذرا من أن هناك بلدانا أخرى تغض النظر عن حرب بروباغندا بوتين.
وأضاف سارتس: "رأينا ذلك في ألمانيا، أفضل أداة معلومات هي عدم ملاحظة عدوك، وهو الأكثر تأثيرا"، مؤكدا وجود عدد من الدول لم تلحظ ذلك بعد، أو "اختارت أن لا تلحظ"، بحسب تعبيره.
ميركل تنتقد المعارضة
إلى ذلك، انتقدت ميركل، حزب "البديل من أجل ألمانيا" المناهض للهجرة، قائلة إنه يثير التعصب واستقطاب المجتمع.
وتعكس تصريحات ميركل، التي أدلت بها خلال مقابلة مع صحيفة "فيلت إم زونتاغ"، الاستياء المتزايد بين أحزاب التيار الرئيس في ألمانيا، وسط دعم شعبي متزايد لحزب البديل من أجل ألمانيا اليميني ومعارضته الشرسة لسياسة اللاجئين التي تنتهجها ميركل.
وتواجه ميركل واحدة من أصعب اختباراتها الانتخابية في ثلاثة انتخابات إقليمية في 13 آذار/ مارس، ومن المنتظر أن يفوز حزب "البديل" بنحو 20 في المئة في ولاية "ساكسونيا-أنهالت" بشرق ألمانيا، ويتساوى مع الحزب الديمقراطي الاشتراكي الحاكم، في ولاية "بادن-فورتمبيرغ" الواقعة في جنوب غرب ألمانيا، وذلك وفقا لمعظم استطلاعات الرأي التي أجريت في الآونة الأخيرة.
وقالت ميركل إن "حزب البديل من أجل ألمانيا ليس حزبا يجمع المجتمع ولا يطرح الحلول الملائمة للمشكلات، ولكنه يثير التعصب والاستقطاب".
والانتخابات التي ستجري في ولايات "ساكسونيا أنهالت" و"بادن فورتمبيرغ" و"راينلند بالاتينات" أول انتخابات في ألمانيا منذ أيار/ مايو الماضي، وستكون بمثابة اختبار للشعور الشعبي بعد وصول أكثر من مليون مهاجر إلى ألمانيا العام الماضي.
وقالت ميركل إن على مسؤولي الحكومة وأحزاب التيار الرئيس تحدي حزب "البديل من أجل ألمانيا" في مناظرة عامة بأن ينأوا بأنفسهم بشكل واضح عن موقفه المناهض للهجرة.
ودافعت ميركل عن قرارها بإبقاء حدود ألمانيا مفتوحة رغم تدفق المهاجرين، وشددت على حملتها للتوصل إلى حل أوروبي مشترك، يتضمن تعزيز الحدود الخارجية للقارة والتعاون مع تركيا لمنع اللاجئين من السفر إلى أوروبا، قائلة: "لا نستطيع مواجهة هذا التحدي إلا معا".
وقالت ميركل إن الاجتماع الطارئ الذي يعقده الاتحاد الأوروبي مع تركيا الاثنين، سيركز على الطريقة التي تخطط بها أنقرة لإنفاق ثلاثة مليارات يورو تعهدت بتقديمها الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، كي توقف تدفق المهاجرين إلى أوروبا.
وأضافت أن الزعماء سيناقشون أيضا الطريقة التي يمكن أن تساعد بها الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، اليونان، لمواجهة "هذا الموقف الصعب".