بات خوف مديري المدارس البريطانيين والمدرسين فيها من انتشار التطرف مبالغا فيه، فأي خطأ إملائي أو تعبير ساخر، أو حتى التعبير عن الاستعداد لمكافحة التطرف، هو مدعاة لدعوة الشرطة ومسؤولي الخدمات الاجتماعية؛ للتحقيق في الأمر.
وهذا ما حدث مع التلميذ ريز أتكينسون، الذي تعلم عن الأحداث في
سوريا من
المدرسة، وقال إنه "سيذهب إلى سوريا لحرب
الإرهاب".
ونشرت صحيفة "ديلي ميل" تقريرا أعدته ليز هال، جاء فيه أن والدي تلميذ عمره ثماني سنوات شعرا بالدهشة، عندما قامت مديرة المدرسة بإبلاغ الخدمات الاجتماعية عن ابنهما، الذي كتب في حصة المدرسة أنه يريد "قتال الإرهابيين".
ويشير التقرير إلى أن التلميذ ريز كتب التعليق "الساذج" في حصة مدرسية، خصصت للحديث عن الأزمة في سوريا، لافتا إلى أنه تم استدعاء والديه لويس إسبينال ومارك أتكينسون، إلى مدرسة "سانت مايكل أند أول إنجلز" الابتدائية الكاثوليكية في منطقة ويرال، التي اتصلت بمسؤولي الخدمة الاجتماعية.
وتنقل الصحيفة عن الأب والأم المنفصلين عن بعضهما، قولهما إنه كان من "الحماقة" توصل الأساتذة إلى نتيجة "مجنونة" عن ابنهما، الذي تركه الحادث في حالة من الغضب.
وتلفت هال إلى أنه في حالة مماثلة، حققت الشرطة الأسبوع الماضي مع جوي تيلور (15 عاما)، بعدما دخل إلى موقع حزب الاستقلال اليميني، وشاهد تقريرا على هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، حول مجلس الدفاع الإنجليزي، وهو جماعة متطرفة تقوم بالتحرش بالمهاجرين، خاصة المسلمين، وذلك بعد مناقشة حول المجلس في حصة المدرسة، واستدعى المدرسون والد جوي، وأخبروه أنه يشاهد مواد إعلامية غير مناسبة على الإنترنت.
ويورد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، نقلا عن مارك أتيكنسون (58 عاما) قوله إن المشكلة بدأت الأسبوع الماضي، عندما عاد ريز من المدرسة، وطرح أسئلة حول سوريا وأزمة اللاجئين فيها، ويضيف: "أخبرني ريز أن المدرس شرح لهم كيف بدأت الأزمة، وأجلسته وناقشنا الموضوع، وفي اليوم التالي كتب في المدرسة أنه يريد قتال الإرهابيين، وهو تعبير طفولي لا يعني شيئا".
ويواصل أتكينسون قائلا للصحيفة: "وبعد ذلك، لمّح إلى أن ريز هو واحد (منهم)، وتم استدعائي للقاء مع المديرة، ولم أصدق ماذا قالت، كيف تصدق أن ابني البالغ من العمر ثمانية أعوام يمكن أن يكون إرهابيا؟ ولم يقل إنه يريد أن يكون إرهابيا، بل قال إنه يريد قتالهم، وكانت ردة فعل مبالغا فيها وغير مناسبة".
وتنوه الصحيفة إلى أن والدة التلميذ لويز أسبينال (39 عاما)، التي تعمل مصممة ديكور، وصفت ابنها بأنه "ولد ذكي، وكل ما قاله إنه يريد حماية وطنه"، وأضافت: "أنا غاضبة، وكان عليهم التصرف كما يتصرف الكبار، بأن يعرفوا كيفية الرد على تعليقات ساذجة لتلميذ صغير، ولكن تصرفهم أحمق ولا يدل على الفهم".
وتذكر الكاتبة أن ريز قد كتب الأسبوع الماضي في دفتره: "أريد الذهاب إلى سوريا لمقاتلة الإرهابيين"، وبعد أيام اتصلت مديرة المدرسة سوزان رالف بوالده أتكينسون، وقال أتكينسون إنه بعد لقائه مع رالف، قيل له إن الموضوع أغلق، لكنه دهش عندما تلقى هو وإسبينال رسالة من دائرة الشؤون الاجتماعية في مجلس ويرال، حيث زعمت الرسالة أن والدي ريز سمحا له باللعب في ألعاب عنيفة، وهو زعم ينفيه الوالدان، وقالت إسبينال إن اللعبة لشريكها وإن ابنها لا يُسمح له بالتعامل معها.
ويفيد التقرير بأنه جاء في الرسالة أن الموضوع لا يحتاج إلى تدخل الشؤون الاجتماعية، لكنها أكدت ضرورة منع ريز من الوصول إلى لعبة في الحاسوب، ولم يتهم ريز بأنه إرهابي أو أنه تعرض للتشدد، وقال أتكينسون إن المدرسة طلبت لقاء مع العائلة، لكنه لا يشعر بالارتياح بعقد لقاء في هذه الظروف.
وتختم "ديلي ميل" تقريرها بالإشارة إلى أنه بناء على استراتيجية الحكومة لمكافحة الإرهاب، فإنه يجب على المدارس والمؤسسات العامة إخبار السلطات عن تصرفات للتلاميذ، الذين تشعر أنهم تحت تأثير التطرف أو من هم عرضة له.