نشرت صحيفة "صندي تايمز" تقريرا لكل من جوش بوزويل وشون غريفيثس، حول
طالب مدرسة ثانوية يقول بأن أساتذته صنفوه على أنه "متطرف"، وحولوه إلى قسم مكافحة الإرهاب في الشرطة؛ بسبب ارتدائه شعارا مكتوبا عليه "الحرية لفلسطين" في المدرسة.
وينقل التقرير عن الطالب رحمان محمدي (17 عاما) قوله إن الشرطة قامت بالتحقيق معه بعد أن حولته مدرسة تشالني الثانوية للبنين في مدينة لوتون إلى قسم "برفنت"، وهو البرنامج الجديد الذي وضعته الحكومة لمكافحة
التطرف، وقد بدأ الصيف الماضي.
ويشير الكاتبان إلى أن محمدي، الذي توصلت الشرطة إلى أنه ليس في دائرة خطر الوقوع في التطرف، اتهم المدرسة بالمبالغة في رد الفعل خلال اجتماع لحملة "الطلاب ليسوا مشتبها بهم" في اتحاد طلبة غولد سميث في لندن.
وتذكر الصحيفة أن الحكومة تتهم المجموعة التي تقوم بحملة "الطلاب ليسوا مشتبها بهم"، بأنها تقوض برنامج "برفنت" بإطلاق ادعاءات تحريضية، مثل الادعاء بأن برنامج "برفنت" يستهدف الطلاب الذين يعانون من مشكلات في الصحة العقلية.
ويفيد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، بأنه تم تنبيه الشرطة بخصوص محمدي قبل بدء نفاذ قانون جديد في أيلول/ سبتمبر الماضي، يلزم المدارس بإحالة الطلاب الذين يخشى عليهم الوقوع في التطرف إلى السلطات المعنية.
ويكشف الكاتبان عن أن مبعث قلق الأساتذه كان لبس محمدي لشعارات وأساور مكتوب عليها "ادعموا
الفلسطينيين"، وطلب الإذن لجمع التبرعات للأطفال الفلسطينيين، وقراءة منشورات مؤيدة لفلسطين، نشرتها مجموعة اسمها أصدقاء الأقصى تم إغلاق حساباتها البنكية منذ فترة قصيرة في بنك "كو أوب".
ويلفت التقرير إلى أن محمدي عندما تحدث في اجتماع "الطلاب ليسوا مشتبها بهم"، شارك المنصة مع السجين السابق في غوانتانامو ومدير مؤسسة "كيج" معظم بيغ، الذي كان قد وصف سفاح تنظيم الدولة "الجهادي جون" بأنه "شاب رائع".
وتورد الصحيفة، نقلا عن محمدي قوله في كلمته، إن أساتذته طلبوا منه ألا يتحدث عن فلسطين في المدرسة، مشيرا إلى أن أحد أعضاء هيئة التدريس طالب أخاه البالغ من العمر 14 عاما بأن "ينصح رحمان بالتوقف عن كونه راديكاليا، وإلا فإنه ستتم إحالته إلى السلطات".
وينقل التقرير عن المدرسة قولها إنها لا تستطيع التعليق على حالات بعينها، لكنها أكدت أن لديها "سياسة واضحة وقوية". وقال محمدي للصحيفة: "يخلق برنامج (برفنت) حالة التشكك، فإن رأينا أحد المسؤولين الكبار في المدرسة ونحن نهمس لبعضنا البعض (ماذا لو كان يتنصت على حديثنا؟) هذه هي الحالة من التشكك التي أوصلنا إليها (البرنامج)".
ويصف محمدي كيف زارتهم عناصر من الشرطة من قسم مكافحة الإرهاب في مقاطعة (بدفوردشاير) قائلا: "عندما يأتي أفراد من الشرطة إلى بيتك ويقولون: (نريد التحدث إليك)، وهم يحملون معهم ملفا ضخما كتب عليه اسمك، فإن ذلك مخيف، ويجعلك تشعر بالنفور".
وتورد الصحيفة نقلا عن شرطة بدفوردشاير قولها: "تحدث الضباط مع الغلام حتى شعروا بأنه ليس في مجال الخطر، وتم توفير النصح والدعم له".
وتختم "صندي تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن روبرت ساتون من جمعية هنري جاكسون الفكرية قال: "إن هذا الشخص كان بحوزته مادة من جمعية أصدقاء الأقصى في الفصول المدرسية، فكان المدرسون محقين بتخوفهم".