تحقق السلطات الأمنية والقضائية بالجزائر، بملف جزائري، ظهرت له صورة مع عبد الحميد أبا عود، البلجيكي من أصول مغربية، المتورط في
هجمات باريس بتاريخ 13 تشرين الأول/ نوفمبر 2015.
وألقت مصالح الدرك الوطني بالجزائر القبض على
زهير مهداوي (29 عاما) ببلدة آقبو، بمحافظة بجاية، 300 كيلومتر شرق العاصمة
الجزائر، الأسبوع الماضي، بعد بلاغ وصل الدرك، يفيد بأن الشخص الذي يظهر بصورة رفقة عبد الحميد
أباعود، هو زهير مهداوي.
وكان زهير دخل الجزائر، يوم 9 شباط/ فبراير الماضي، واجتاز مطار الجزائر الدولي بصفة عادية، وتوجه لبلدته آقبو بمحافظة بجاية لزيارة عائلته هناك، وقضى أياما مع أفراد أسرته، قبل أن يتم القبض عليه من طرف فرقة مكافحة الإرهاب التابعة للدرك الوطني.
وأودع زهير سجن بجاية، وفتحت السلطات الأمنية والقضائية تحقيقات معمقة حول هويته، وما إذا كان هو فعلا الظاهر بالصورة رفقة عبد الحميد أبا عود، والتي بثتها قناة "فرانس2" الفرنسية قبل أيام قليلة، ولم يكن المشتبه به مسجلا "مطلوبا" لدى مصالح الأمن الجزائرية ولا البلجيكية، حيث يقيم ببروكسل.
وتنفي عائلة زهير أن يكون الشخص الظاهر بصورة بثتها قناة "فرانس2"، الفرنسية، هو ابنها.
وقال مصدر من مركز الأبحاث الجنائية بالجزائر في تصريح لصحيفة "
عربي21"، الأربعاء إن "التحقيقات الأولية تكشف بنسبة 70 بالمائة أن الصورة لزهير مهداوي".
لكن عائلة المشتبه به، تؤكد عكس ذلك، وقال شقيق زهير في تصريح لصحيفة "
عربي21"، الأربعاء إن "قول مركز الأبحاث الجنائية بأن الظاهر بالصورة رفقة أباعود، 70 بالمائة هو زهير، يعني أن المصالح المعنية لم تؤكد ذلك".
وأضاف شقيق زهير: "أعرف أخي جيدا، صحيح هو سلفي ومتدين ويطلق لحية، لكنه ضد الإرهاب وضد داعش بالتحديد"، وتابع: "لقد قرر زهير زيارة أهله بالجزائر ولو كان يشعر أنه مشبوها بالإرهاب لما جاء، وهذا دليل براءته، كما أنه هو من تنقل إلى فرقة الدرك الوطني ليؤكد لهم أن ما يشاع عنه أنه الشخص الذي رفقة أباعود بالصورة، ليس هو".
وتجري الجزائر تحقيقات عن طريق الإنابات المتبادلة مع السلطات القضائية والأمنية البلجيكية، للتأكد من الأمر.
وقال الطيب لوح، وزير العدل الجزائري، الأربعاء إن "قضية زهير مهداوي المشتبه بصلاته مع عبد الحميد أباعود الرأس المدبر للهجمات الإرهابية التي طالت باريس السنة الماضية، جد معقدة نظرا للتشابه الكبير بينه وبين الشخص الظاهر في الصورة مع الإرهابي أباعود".
وأضاف لوح على هامش افتتاح الدورة الربيعية للبرلمان الجزائري، الأربعاء، أن "مهداوي دخل الجزائر في 9 شباط/ فبراير الماضي بشكل عادي"، وتابع: "هناك قرائن عدة تبين تشابه الشخص الظاهر في الصورة داخل سيارة مع إرهابيي باريس".
وقال أيضا إن "النيابة العامة فتحت بموجب طلب افتتاحي تحقيقا قضائيا، وكلفت قاضي تحقيق بإجراء التحقيقات اللازمة، واستنادا إلى القرائن القوية التي أدت إلى تحديد هوية الشخص المعني بالأمر، فقد استدعي من طرف قاضي التحقيق، وتم سماع أقواله وأودع السجن المؤقت".