أكد محمود حمدي زقزوق، وزير الأوقاف في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، أنه سيتخذ إجراء قانونيا في واقعة وضع وزير الأوقاف الحالي، محمد مختار جمعة، اسمه بدلا من زقزوق على موسوعة "الحضارة الإسلامية"، وقيامه بإهدائها لـ(رئيس الانقلاب) عبدالفتاح
السيسي.
وقال زقزوق، صاحب الإصدار الأصلي: "إن الواقعة المتداولة صحيحة مائة بالمائة".
وأضاف: "موسوعة الحضارة الإسلامية أصدرتُها عام 2005، وأهديتُها للرئيس الأسبق حسني مبارك في مناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، وعندما خرجت من الوزارة، تركت لهم الجمل بما حمل، لأفاجأ بعد إصدار الموسوعة بـ11 عاما بحذف اسمي من عليها، وتعديل تاريخ إصدارها، ووضع الدكتور جمعة (وزير الأوقاف الحالي) اسمه عليها بدلا مني، وقيامه بإهدائها إلى الرئيس السيسي خلال احتفالات المولد النبوي الشريف الماضي".
وأردف، في تصريحات نقلتها صحيفة "صوت الأمة" هذا الأسبوع: "لم أرد إعلاميا على الواقعة، لأنني اعتزلت الإعلام منذ خمس سنوات، وسأتخذ إجراء قانونيا لن أفصح عنه الآن، ولم أتواصل مع أي من الموجودين بالوزارة، لأنني تركت كل شيء خلفي لهم حرية التصرف فيه، ولكن بالطبع ليس بالسطو عليه".
وكانت تقارير صحفية كشفت ما اعتبرته "واقعة تزوير جديدة"، بطلها هذه المرة وزير الأوقاف الحالي، متهمة إياه بأنه قام بتزوير فاضح، إذ إنه وضع اسمه على موسوعة الحضارة الإسلامية التي أصدرتها وزارة الأوقاف عام 2005، وغير تاريخ النشر إلى عام 2014.
وقام جمعة بحذف اسم سلفه محمود حمدي زقزوق، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، من على الموسوعة، ووضع اسمه عليها، وغيّر تاريخ صدورها من 2005 إلى شباط/ فبراير 2014، ثم قدَّمها إلى السيسي في أثناء الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في كانون الأول/ ديسمبر الماضي.
وقالت صحيفة "
المصري اليوم" إنها حصلت على مستندات تؤكد الواقعة.
وكان زقزوق أهدى الموسوعة إلى الرئيس مبارك في الاحتفال بذكرى المولد عام 2005، عقب الانتهاء من إصدارها مباشرة.
وتقع الموسوعة في ألف صفحة، وتضم هيئة تحريرها كلا من: نائب رئيس جامعة الأزهر الأسبق الدكتور أحمد فؤاد باشا، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الدكتور طه أبو كريشة، ونائب رئيس جامعة القاهرة حينذاك الدكتور عبد الله التطاوي، والأستاذ بكلية الآداب بجامعة القاهرة الدكتور عبد الستار الحلوجي، والأستاذ بكلية العلوم بجامعة القاهرة الدكتور رفعت حسن هلال، علاوة على 50 أستاذًا.
وحاول جمعة احتواء زقزوق منذ شهور، فأسند إليه رئاسة تحرير مجلة "الأزهر" بدلا من الدكتور محمد عمارة، المعروف بمواقفه المناهضة للانقلاب العسكري.
وشهدت الساحة إعادة تأهيل زقروق، باعتباره عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر، والأمين العام لبيت "العائلة المصرية" (هيئة حكومية تضم الأزهر والكنيسة)، عبر محاضرات ألقاها أخيرا في الدورة التدريبية الثانية لشباب العلماء والباحثين والوعاظ بالأزهر.
ومعروف عن زقزوق احتقاره للمسلمين، وسوء تعامله مع الدعاة، وتدني أحوالهم في عهده، فضلا عن دفاعه المستميت عن الاستشراق.
وفي محاضرته الأخيرة الثلاثاء، بعنوان "الاستشراق والخلفية الفكرية للصراع الحضاري"، أشاد بالاستشراق، ودوره في نشر الإسلام، وقال إنه لم يحدث في تاريخ المسلمين أن تصبح سمعتهم سيئة مثلما يحدث الآن، نتيجة الجماعات الإرهابية التي أساءت للإسلام، دون أن يتعرض لدور الحكام المستبدين والأنظمة المتسلطة في ذلك.
أما محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف الحالي، المستمر في حكومتين للسيسي، فتلاحقه اتهامات الفساد المالي من قبل أجهزة ووزارات رسمية، أبرزها الجهاز المركزي للمحاسبات، ووزارة المالية، ويمثل أداة السيسي في تطويع الخطاب الديني لتوجهاته السياسية، وإضعاف الجمعيات والمؤسسات الدعوية الإسلامية، والحرب عليها، بتنسيق كامل مع الأجهزة الأمنية، فأغلق المساجد وفصل العشرات من الأئمة، وتنكر لكادرهم المالي، ما دفع بعضهم للتظاهر ضده.