نشرت صحيفة "التايمز" تقريرا للصحافية حنا لوسيندا - سميث، قالت فيه إن أهل
حلب يقولون، على سبيل النكتة أحيانا، إن الشيء الوحيد الذي يمكن أن يجعل الوضع أسوأ مما هو عليه هو أن تلقى قنبلة ذرية على مدينتهم.
وتعلق الكاتبة بأن "هذه الفكاهة السوداء لا تجافي الحقيقة كثيرا، فقد خضعت هذه المدينة، التي كانت مركزا تجاريا مهما، لمدة ثلاث سنوات ونصف، للقصف بمختلف أشكال المقذوفات".
وتضيف سميث قائلة: "في اليوم الأول من وجودي في حلب، كوني مراسلة صحافية في شهر شباط/ فبراير عام 2013، وقع أحد صواريخ
الأسد من نوع (سكود)، فدمر صفا كاملا من البيوت دفعة واحدة، وحتى بمقاييس تلك المنطقة، التي خضعت لستة أشهر من القصف، فإن ما تبقى من ذلك الشارع يبدو حزينا".
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أنه "بعد ذلك بعام، تم تحويل مناطق كاملة من المدينة إلى مناطق أشباح خالية من أي شكل من أشكال الحياة، سوى القطط الضائعة، فخلال شتاء عام 2013 بدأت قوات الأسد بإلقاء البراميل المتفجرة، وهي عبارة عن براميل بدائية تملأ بالمتفجرات والشظايا المعدنية. واعتقد البعض بأن ذلك كان مؤشرا على قلة الذخائر لدى نظام الأسد، وأن تلك المتفجرات كانت تستخدم نتيجة اليأس، وأظهر التلفزيون الرسمي السوري أحد جنود النظام يرفع الإبهام ويبتسم، في الوقت الذي يدفع فيه برميلا متفجرا من طائرة هيلوكبتر".
وتكشف الصحيفة عن أن "الأمور ساءت منذ أيلول/ سبتمبر، عندما دخلت
روسيا في الصراع، فلم تعد البراميل البدائية المتفجرة هي فقط التي تسقط على حلب، بل أصبح يسقط عليها أحدث أنواع المقذوفات الموجودة في الترسانة العسكرية الروسية، فحتى الهياكل التي بقيت من البراميل المتفجرة تم سحقها لتتحول إلى غبار".
وتلفت الكاتبة إلى أنه "كان يعيش في المنطقة التي يسيطر عليها
الثوار في شرق حلب، حوالي مليوني شخص، والآن لم يبق سوى 300 ألف، هم الفقراء والمعاقون والعنيدون، وقد عانوا أكثر من أي مكان آخر في
سوريا، ويواجهون الآن أكثر أسلحة الأسد وحشية، وهو سلاح التجويع الذي أثبت فعاليته المرعبة أكثر من مرة".
وينوه التقرير إلى أنه بسبب تحرك
المليشيات الكردية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي لإغلاق المنفذ الوحيد المتبقى باتجاه الشمال، فإن هناك شعورا بين الثوار بأن ذلك التحرك يشكل طعنة من الخلف لهم.
وتفيد الصحيفة بأن الثوار تعايشوا مع المليشيات الكردية جنبا إلى جنب في علاقة ليست سهلة، مستدركة بأن المليشيات اليوم تستثمر أصعب الأوضاع التي يمر بها الثوار.
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى أنه "بالنسبة للناس داخل هذه المدينة المحطمة، التي لا تزال صامدة، فإنه لا يهمهم من الفصيل الذي يقطع شريان الحياة، إنهم يعلمون ما الذي سيتبع ذلك".