في محاولة لمحاربة نزعات التشدد وأيديولوجية
تنظيم الدولة خاصة، ابتكر صومالي أمريكي شخصية كرتونية تستهدف في حياتها وأفكارها الأطفال المسلمين من سن الثامنة إلى السادسة عشرة، وأطلق عليها اسم "
أفريج محمد" أو (الوسطي/ المعتدل)، وهي شخصية عادية من أجل محاربة التشدد.
وتقول صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية إنه على خلاف الشخصيات الخارقة، فإن شخصية "أفريج محمد" لا ترتدي زي الأبطال الخارقين، إلا أن مهمتها هي أكبر من عادية، وهي: وقف تنظيم الدولة والتطرف.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن الصومالي الأمريكي محمد أحمد كان يبحث عن حوار بناء حول
التطرف، وفي النهاية توصل إلى حل الأمر بنفسه، ولهذا ابتكر شخصية "أفريج محمد"، وهي شخصية مرحة ومهمتها مواجهة التطرف قبل أن تبدأ بالتاثير على هذا الجيل، وشعار الشخصية هو "أملنا تغيير العالم للسلام، وأن يكون ضد التطرف، ويعمل من أجل الديمقراطية".
وتلفت الصحيفة إلى أن أكثر من 20 صوماليا أمريكيا من مدينة مينابوليس، التي يعيش فيها أكبر تجمع للصوماليين في أمريكا، سافروا إلى الصومال للمشاركة في نشاطات حركة الشباب الإسلامية المتشددة. ويحاول تنظيم الدولة في العراق والشام استهداف الصوماليين في الخارج وجذبهم لأيديولوجيته.
ويفيد التقرير بأن مهمة محمد "الوسطي" هي منح العائلات نقطة ارتكاز لمواجهة "
الدعاية المضللة التي ينشرها المتطرفون"، مشيرا إلى أن الشخصية تحاول تمثيل القطاع الأكبر من المسلمين، وتطرح مجموعة من القضايا الحساسة التي تتراوح من الهوية إلى حرية التعبير.
وتنقل الصحيفة عن مبتكر الشخصية قوله إن المبدأ وراء شخصيته بسيط وهو "أن شخصا متوسط القدرات يقوم بتحويل الناس المتوسطين إلى التطرف، وعلينا نحن الناس المتوسطون أن نخبرهم برسالة مختلفة".
ويورد التقرير أنه من الحلقات التي قدمها "أفريج محمد"، هناك حلقة تتحدث عن تنظيم الدولة "وصف وظيفي للدولة الإسلامية"، حيث قدم لها محمد أحمد التعليق الصوتي، ويقول: "وظيفتك هي ارتكاب المجازر ضد المسلمين والمسيحيين والأزيديين واليهود، وترهيبب النساء البريئات والرجال والأطفال، ودفعهم للطاعة العمياء لك، وتقوم بقطع رؤوس الأشخاص الأبرياء الذين تلقي القبض عليهم، وتدمر الحضارات العالمية والمساجد، وتفجر المزارات الدينية، وليس بالضبط عالم ديزني فيلم حركة مثلما تقول دعايتك، أليس كذلك؟".
وتبين الصحيفة أنه في فيلم آخر حمل عنوان "مكافحة التفجيرات الانتحارية" وهو باللغات الصومالية والإنجليزية والسواحيلية، يقول محمد المتوسط محذرا: "من يرتكب عملية انتحارية بقطعة حديد، فإنه سيواجه عذابا مماثلا بها في نار جهنم"، حيث يستند على حديث في الصحاح يقول: "من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم".
وتختم "ديلي تلغراف" تقريرها بالإشارة إلى أنه في رد إدارة الرئيس باراك أوباما على الدعاية القوية التي تصدر عن تنظيم الدولة، فقد زادت في العام الماضي من التعاون مع القطاع التكنولوجي، وتحدثت مع شركات في "وادي السيليكون" وطلبت المساعدة في زيادة مستوى مواجهة الدعاية المضادة للتطرف.