نشرت صحيفة "التايمز" تقريرا حول الجهود التي تقوم بها الحكومة
السعودية في التعامل مع
الجهاديين السعوديين.
وتقول الصحيفة إنه "في الوقت الذي كان فيه سعيد ينظر إلى قدميه، تمتم بالسبب الذي أدى به إلى السجن في السعودية، قائلا: (لأني ذهبت إلى الجهاد دون إذن)".
ويشير التقرير إلى أن مجموعته سافرت إلى
سوريا لتشارك مع تنظيم "أحرار الشام"، الذي يعده الغرب متطرفا إلى حد لا يستحق معه الدعم، إلا أن السعودية تدعمه، ومع ذلك لم ينج سعيد من الاعتقال عند عودته إلى السعودية بعد عام.
وتبين الصحيفة أنه لخوف السعودية من ردود الفعل السلبية من الشباب العائدين من ساحات القتال في سوريا، فقد صدر مرسوم ملكي عام 2014 يجرم السفر إلى الخارج بهدف القتال، ويعاقب من يقوم به بالسجن لمدة أدناها ثلاثة أعوام، ومن يعتقل لدى عودته يدخل برنامج إبعاد عن التشدد، الذي تم إدخاله عام 2003، بعد سلسلة من الهجمات الدموية التي قام بها تنظيم
القاعدة.
ويلفت التقرير إلى أن المملكة تواجه الآن تهديدا جديدا من
تنظيم الدولة، الذي بدأ بمهاجمة المملكة العام الماضي، وهدد بهجمات انتقامية أخرى؛ بسبب مشاركة السعودية في التحالف العسكري ضده.
وتذكر الصحيفة أن الحكومة السعودية حاولت تغيير السمعة بكونها حاضنة للتطرف ومصدرة له، حيث أعلن البرلمان الأوروبي أن الوهابية هي المصدر الرئيسي للإرهاب العالمي، وشكلت هذه العقائد المحافظة مصدر إلهام للراديكاليين العنيفين، بما في ذلك تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة، مستدركة بأنها في السعودية تستخدم أساسا للجهود في إعادة تأهيل المتطرفين وإلغاء خطرهم على الدولة.
ويستدرك التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، بأنه رغم أن الأطباء النفسيين وعلماء الاجتماع يشاركون في عملية إعادة التأهيل، إلا أن العبء الأكبر يقع على رجال الدين الوهابيين، الذين أسند إليهم تصحيح "الانحرافات الفكرية" التي أصابت المتطرفين، ومن بين تعليماتهم أن الجهاد ليس ممنوعا باستثناء الجهاد دون إذن الدولة.
وتنقل الصحيفة عن الدكتور خالد العبدان، الذي يقوم بالتعامل مع السجناء في سجن الحائر، وهو واحد من خمسة سجون للإرهاب يديرها الأمن السعودي، قوله: "نتأكد من أن الولاء يكون للملك والمملكة".
ويورد التقرير أن محمد أيضا مثل سعيد ارتكب خطأ الذهاب إلى الجهاد دون إذن، وكان قد سافر في طريق الجهاديين المعروفة من السعودية إلى أفغانستان بعد أحداث 11 أيلول/ سبتمبر، وشجعه لذلك فرصة قتال الأمريكيين، ويقول بمرارة: "لم أكن أعلم بأنه ليس لدي إذن".
وتقول الصحيفة إن حارس السجن قاطع محمد قبل أن يتم اسمه، لكنه جاء بعد ذلك وهمس بعيدا عن مسامع الحارس بأن اسمه محمد جعفر القحطاني، وهو عضو معروف في تنظيم القاعدة، هرب من الاحتجاز في باغرام قبل أن يعتقل ثانية ويرسل إلى السعودية، ويقول إن الأمريكيين قاموا بتعذيبه.
وبحسب التقرير، فإن أحد السجناء أوضح قائلا إن هذا الجناح من السجن هو "للسجناء المؤدبين"، حيث تكافأ التصرفات الجيدة وإصلاح الفكر بحرية أكبر.
وتكشف الصحيفة عن أن هناك بيتا عائليا فخما فيه حمامات رخامية ومكان للعب الأطفال، حيث يستخدم هذا البيت لزيارات السجناء العائلية، وهو للسجناء الذين "يظهرون تحسنا في فكرهم".
ويفيد التقرير بأن الأعمال الفنية العلاجية تملأ الممرات في السجن، وبعض تلك اللوحات عنيف جدا، ويظهر في إحدى اللوحات جندي سعودي يعطي بندقية لرجل لينضم إلى المقاتلين الذين يطلقون النار على مقاتلين يلبسون الأسود. ويوضح الرسام أن هؤلاء الذين يرتدون الأسود هم الحوثيون، الذين تدعمهم إيران في اليمن، ويكمل موضحا أن الآخرين هم من تنظيم الدولة، ويقول إنهم معهم أيضا.
وتعلق الصحيفة قائلة: "لا يهم أنه من الصعب التصديق بتحالف بين عدوين طائفيين، هم الثوار الشيعة والجهاديون السنة، فالمهم أن كلاهما عدو للدولة السعودية".
ويورد التقرير أن كبير المعالجين بالفن في مركز الأمير محمد بن نايف لإعادة التأهيل في الرياض عواد علياني، ذعر عندما بدأ سجين جديد بنحت تمثال عار لزوجته، وقال: "إن ذلك ليس مقبولا"، لكن موضوع حملة اليمن فهو مقبول.
وتنقل الصحيفة عن علياني قوله إن السجين كان متحمسا، وتمنى لو كان بإمكانه الانضمام إلى الحملة في اليمن، لكن ذلك غير ممكن، ثم قام بنحت طائرة عسكرية تقلع من خارطة للمملكة في طريقها لقصف الحوثيين.
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن وزارة الأوقاف السعودية أرسلت رسائل لأئمة المساجد في البلاد جميعهم، عندما بدأت الحملة في اليمن، لجعل الخطب ضد الحوثيين الشيعة.