أثار تحرك
تنظيم الدولة في
ليبيا وخروجه من معقله في مدينة
سرت، التي يسيطر عليها منذ آذار/ مارس من العام الماضي، باتجاه الهلال النفطي الليبي، ردود فعل غربية تدعو إلى تدخل عسكري في ليبيا.
لكن، ما هو حجم سيطرة التنظيم خارج سرت؟
إضافة إلى مواقعه بضواحي سرت، مثل النوفلية وبن جواد وهراوة، يسيطر تنظيم الدولة في ليبيا على مواقع بمنطقة الفتائح شرق درنة ورأس الهلال غرب درنة، وأحياء سوق الحوت والصابري والليثي في بنغازي، وجنوب مدينة أجدابيا، ومدينة صبراتة غرب العاصمة طرابلس، والطريق الرابط بين مدينتي هون وودان جنوب ليبيا، ومدينة تازربو بالجنوب الشرقي الليبي.
وتتواجد عناصر تابعة لتنظيم أنصار الشريعة، الذي يدين بالولاء لتنظيم القاعدة في المغرب العربي، في منطقة القوارشة غرب مدينة بنغازي، إلا أن أعدادهم تقدر بالعشرات؛ بسبب استنزاف قياداتهم ومقاتليهم في المعارك مع قوات عملية الكرامة بقيادة خليفة حفتر، إضافة إلى مبايعة عدد مقاتلي من أنصار الشريعة لتنظيم الدولة.
وكانت نشأة تنظيم الدولة في سرت بالطريقة ذاتها التي ظهر فيها في بنغازي ودرنة عام 2013، إلا أن نشأته بسرت كانت بعيدة عن التغطية الإعلامية.
وتتحدث مصادر متطابقة عن انضمام مقاتلين سابقين في صفوف كتائب القذافي إلى تنظيم الدولة؛ بدافع الخوف من أي انتقام قد يقع عليهم من الموالين لثورة شباط/ فبراير، وطلبا للحماية التي وفرها لهم التنظيم.
في درنة شرق ليبيا، تقاسم تنظيم الدولة النفوذ على المدينة منذ عام 2013 مع كتيبة شهداء أبو سليم التي انضوت تحت مجلس شورى مجاهدي درنة وضواحيها، إلا أنه بعد اغتيال القائد بمجلس الشورى ناصر العكر في حزيران/ يونيو 2015، شن مقاتلو المجلس حربا على التنظيم داخل المدينة لم تستغرق سوى يومين، ليخرج عناصر التنظيم إلى منطقة الفتائح شرق المدينة، وحي الساحل الشرقي بالمدينة.
وفي وقت لاحق، انضمت قوات مكونة من عسكريين ومدنيين من البيضاء وطبرق، شرق ليبيا، بقيادة العقيد الراحل محمد بوغفير وخلفه المقدم مفتاح حمزة، لمقاتلة ومحاصرة التنظيم في محور الفتائح.
سرت محط أنظار القوى الغربية
تهتم الولايات المتحدة والدول الغربية، بحسب خبراء عسكريين، بتحركات تنظيم الدولة في مدينة سرت؛ بسبب موقعها الاستراتيجي، كونها مطلة على البحر المتوسط، ولديها امتداد نحو الصحراء جنوبا، إضافة إلى قربها من مرافئ وحقول النفط الليبية.
فالمدينة قريبة من الحقول النفطية شرقا، ويمكن من خلالها التوغل في الصحراء جنوبا، أو التوجه إلى مدينة زلة جنوبا، الغنية بالحقول النفطية.
ويستقبل ميناء سرت المقاتلين الأجانب الذين يقدمون إليها بحرا في خطوط بحرية موازية لخطوط الهجرة غير الشرعية، وهو ما يعني إمكانية تسلل عناصر التنظيم إلى موانئ أوروبية في إيطاليا واليونان ومالطا.
وطلب الرئيس الأمريكي باراك أوباما من مجلس الأمن القومي العمل على وضع خطط مواجهة التنظيم في ليبيا، وإرسال خبراء عسكريين لتقييم الوضع على الأرض.
من جانبه، قال مصدر برئاسة حكومة الوفاق الوطني الليبية لـ"عربي21"، فضل عدم ذكر اسمه، إن خبراء من الولايات المتحدة وألمانيا وإيطاليا وفرنسا التقوا مسؤولين في الحكومة، طالبين منهم التسريع بتشكيل الحكومة؛ بهدف الحصول على إذن من الحكومة بتخل عسكري، وصفه المصدر بـ"الوشيك".
وأفاد المصدر بأن الدول الغربية، في خطوة أولى، حتى قبل تشكيل الحكومة، ستوجه ضربات جوية لمواقع التنظيم بسرت، ودراسة إمكانية دخول قوات خاصة على الأرض بعد تشكيل الحكومة.