نشرت صحيفة "نوفال أوبسرفاتور" الفرنسية تقريرا استعرضت فيه ثماني أجوبة لأسئلة هامة حول طريقة عمل
الانتخابات الرئاسية الأمريكية، التي تشهد تنافسا كبيرا بين المرشحين في
الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي، في سباقهم نحو البيت الأبيض.
وقالت الصحيفة، في التقرير الذي ترجمته "
عربي21"، إن الجدل حول الانتخابات الرئاسية الأمريكية ينطلق في كل مرة، قبل أشهر من موعد الانتخابات التي تقام في بداية شهر تشرين الثاني/ نوفمبر. ويتزامن هذا الجدل مع المنافسة الكبيرة داخل
الحزبين الديمقراطي والجمهوري، لاختيار أفضل مرشحين للمراهنة على خلافة باراك أوباما في البيت الأبيض.
وذكرت الصحيفة أن شروط الترشح للانتخابات الرئاسية الأمريكية هي تقريبا الشروط ذاتها التي يجب أن تتوفر في المرشحين للفوز بتمثيل الحزبين الجمهوري والديمقراطي، اللذين يعتبران الحزبين الأكثر شعبية في الولايات المتحدة. وتتعلق هذه الشروط أساسا بوجوب أن يكون المترشح حاملا للجنسية الأمريكية منذ أكثر من 35 سنة، وألا يكون قد أمضى ولايتين رئاسيتين.
وأضافت الصحيفة أن الانتخابات الرئاسية الأمريكية تشهد خلال مرحلتها الأولية ترشح 12 شخصا عن الحزب الجمهوري، الذي يمثل التيار المحافظ الذي ينتسب إليه دونالد ترامب، بينما يدخل الحزب الديمقراطي الذي يمثل التيار الليبرالي سباق الانتخابات الرئاسية بثلاثة مرشحين فقط، من أبرزهم وزيرة الخارجية السابقة، هيلاري كلينتون.
وذكرت الصحيفة أن النظام الانتخابي الأمريكي يضمن نظريا للمرشحين للانتخابات الرئاسية حقهم في الترشح نيابة عن أي حزب آخر، أو بصفة مستقلة، إلا أن ذلك يقتضي توفير تمويلات ذاتية للحملة الرئاسية للمرشح.
وتعتمد الانتخابات الأمريكية على نظام الاقتراع غير المباشر، أي أن المواطنين الأمريكيين لا يقومون بانتخاب رئيس الولايات المتحدة بصفة مباشرة، بل عن طريق اختيار مندوبيهم في الولايات الخمسين للبلاد.
كما أن النظام الانتخابي الأمريكي يقوم على طريقة الاقتراع غير المباشر، في اختيار المرشحين عن الحزب الجمهوري والديمقراطي في الانتخابات الأولية، حيث يقوم المواطنون الأمريكيون المنتمون لأحد هذين الحزبين بانتخاب ممثلين يختلف عددهم بين الولايات والمقاطعات، ويلتزم هؤلاء الممثلون بانتخاب المرشح الرئاسي الذي تعهدوا بالتصويت لصالحه في المؤتمر الحزبي العام.
وهنالك طريقتان أساسيتان لاختيار الممثلين في الولايات والمقاطعات، تتمثل الطريقة الأولى في الانتخابات التمهيدية الأولية، التي يختار فيها الناخبون عن طريق الاقتراع ممثليهم عن كل حزب، بينما تعتمد الطريقة الثانية على تنظيم مؤتمرات حزبية انتخابية تفضيلية في الولايات، يقدم فيها أعضاء الحزب المرشحون لتمثيله في الولايات، برامجهم وخططهم لنيل ثقة الأعضاء.
وأضافت الصحيفة أن كل ولاية من الولايات الخمسين المكونة للولايات المتحدة، لديها حرية اختيار إحدى الطريقتين في انتخاب ممثليها في الانتخابات التمهيدية، حيث تعتمد ثلث الولايات الأمريكية على نظام المؤتمرات الحزبية، بينما تفضل الولايات الأخرى اعتماد نظام الانتخابات الأولية التمهيدية.
وذكرت الصحيفة أن الأحزاب الأمريكية تعتمد على مبدأ "الفائز يأخذ الكل" في سباق المنافسة على الأصوات في الولايات، أي أن المرشح الرئاسي الذي يفوز بأغلبية الأصوات في ولاية محددة يستأثر بأصوات جميع أعضاء الهيئة الانتخابية في تلك الولاية لوحده.
وأشارت الصحيفة إلى أن الانتخابات الأولية تنطلق في بداية شهر شباط/ فبراير، وتتزامن مع تنظيم ولاية أيوا لأولى الانتخابات التمهيدية بين الولايات، وتنتهي عادة في ولاية كولومبيا في 14 حزيران/يونيو، بعد أشهر من الحوارات التلفزيونية والنقاشات بين المرشحين.
وأضافت الصحيفة أن اختيار ولاية أيوا لتكون أولى الولايات الأمريكية التي تقوم بتنظيم الانتخابات الأولية التمهيدية يرتبط بقيمتها التاريخية، حيث نقلت عن الأستاذ في جامعة درايك، دنيس غولدفورد، في تعليقه على اختيار ولاية أيوا دائما لبداية الانتخابات الأولية؛ "أن ولاية أيوا ليست الأولى لأنها مهمة، بل هي مهمة لأنها الأولى".
وذكرت الصحيفة أن نتائج الانتخابات التمهيدية التي تتواصل في الولايات الأمريكية لمدة تتجاوز الخمسة أشهر، ستكون حاسمة في اختيار الرئيس المناسب في تشرين الثاني/ نوفمبر. ويعتبر "الثلاثاء الحاسم" الذي يتوافق مع يوم 1 آذار/ مارس، أبرز تاريخ في مشوار المنافسة نحو البيت الأبيض، حيث يتزامن مع تنظيم أكبر الولايات لانتخاباتها التمهيدية، ما يعني أنه سيكون حاسما في تحديد اسم الرئيس الخامس والأربعين في تاريخ الولايات المتحدة.
وأضافت الصحيفة أن التقليد الذي يعرف "بالثلاثاء الحاسم"، ظهر في الولايات المتحدة في انتخابات سنة 1988، عندما قرر الديمقراطيون في الولايات الجنوبية تنظيم انتخاباتهم الحزبية في يوم واحد لحسم الانتخابات لصالحهم، أما الحزب الجمهوري فقد راهن على التقليد ذاته بعد عشرين سنة، عندما صوتت 20 ولاية أمريكية في اليوم ذاته في سنة 2008.
وفي الختام، قالت الصحيفة إن مسار الانتخابات الأولية في الولايات سيحدد أسماء المرشحين للانتخابات الرئاسية الأمريكية، بالنسبة للحزبين الأبرز في الولايات المتحدة، ولذلك فإن الأشهر المقبلة ستشهد إقصاء عديد الوجوه السياسية البارزة، خاصة بالنسبة للحزب الجمهوري.