تسببت لعبة "
الشطرنج" الشهيرة بتراشق تغريدات بين الأكاديمي
الإماراتي عبد الخالق عبد الله، ومواطنه الداعية
وسيم يوسف.
أصل الخلاف بدأ حينما نشر الإعلامي زيد بنيامين مقطعا لوسيم يوسف يقول فيه: "ما هذه التماثيل التي أَنتم لها عاكفون، لأن يقبض أحدكم جمرا بيده، خير له من أن يمس هذا الصنم".
حيث رد وسيم يوسف عليه بنشر كامل المقطع لفتواه بخصوص الشطرنج، نافيا أن يكون قد حرّمها، بالرغم من أن المقطع الكامل أيضا يُفهم منه تحريمها، إذ إن يوسف ختمه بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "كل لهو باطل".
وتابع وسيم يوسف: "ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم (كل لهو باطل)، أي لا منفعة فيه لك، وليس دليل التحريم ولا إثم فيه".
الأكاديمي عبد الخالق عبد الله، الذي يُعد من المقربين لحكام الإمارات، علق قائلا: "فتوى تحريم الشطرنج، ووصفه كالقمار والخمر وأنه رجس من عمل الشيطان، لا يستقيم مع المنطق السليم، ولا أفهم دوافع الفتوى والتوقيت والمسوغات الشرعية".
وتابع قاصدا وسيم يوسف: "هل يعقل أن هذا الكلام يصدر عن عالم دين محسوب على إمارات التسامح والاعتدال والانفتاح، الدولة القدوة في المنطقة".
تغريدات عبد الخالق عبد الله أثارت حفيظة وسيم يوسف، الذي رد عليه قائلا: "من السذاجة أن تقطع مقطعا وتنشره وأنت تحمل دكتوراه! لا تكن بوقا".
وتابع: "فأرجو منك عدم قطع المقطع ونشره، وابق في تخصصك".
عبد الخالق عبد الله واصل التراشق مع يوسف، مغردا: "استكثرت عليك الاستشهاد بأدلة تستصغر الشطرنج، بدل ذكر ما يحث على ممارسته، بما أن الإمارات تصدر للعالم أبطالا في الشطرنج".
فرد عليه وسيم يوسف: "بعدما وضحت لك كذب المقطع الذي نشرته عني، تقول الآن إني استصغرت الأدلة! الزم تخصصك ولا تدخل بمجال لا تفقه به".
عبد الخالق عبد الله نقل "المعركة التويترية" إلى منحى آخر، حيث اتهم وسيم يوسف إمام وخطيب مسجد الشيخ زايد في أبوظبي بأنه غير مهذب.
مغردا: "لا بأس أن يكون ردك قويا ومقنعا، لكن توقعت أن تكون قبل غيرك مهذبا في ردك انسجاما مع (إنما الدين الأخلاق)".
وباتهام مماثل، قال وسيم يوسف مخاطبا عبد الخالق عبد الله: "الأدب أن أتحرى قبل النشر، فمن حق صاحب الحق أن يتكلم، خصوصا أن المقطع مبتور ورجل معه دكتوراه قام بنشره!!! فأين الأدب".
وأضاف: "الدين أخلاق صح! فأين كانت أخلاقك حينما نشرت مقطعا مبتورا؟!! وأين أخلاقك وأنت لم تكلف نفسك بالاعتذار؟!!".
ومع ارتفاع حدة النقاش بين الطرفين، قال عبد الخالق عبد الله: "الأدب والأخلاق في عدم استخدام مفاهيم سوقية مثل (بوقا)، لا تليق بمقام الأستاذ وسيم".
وأكمل مغردا: "ولو جاء ردك مهذبا لوجدت أن الاعتذار من كريم الأخلاق، أما أن تستهزئ بدرجة علمية فهو ليس من صفات نفس كريمة وذات وقار".
وبعد عزوف الأكاديمي الإماراتي عن الجدال، غرّد وسيم يوسف قائلا: "البوق: الذي ينقل الصوت دون الإدراك يا دكتور، وأنت قمت بمهتمه حينما نقلت ولومت ووبخت، وبعد الإيضاح تحاول التملص".
وختم تغريداته قائلا: "لم أنتقص من درجتك أبدا، بل حاولت تذكيرك بمجال تخصصك، والوقار هو ألا أنقل كل ما يصل لي!! فأنت أكاديمي فالأصل أن تتحرى".
التراشق بين وسيم يوسف، وعبد الخالق عبد الله، أحدث انقاسما بين عدد من المغردين الإماراتيين، الذين عبّر كل منهم عن تأييده لطرف من الطرفين المقربين من "شيوخ الإمارات"، وفقا لمراقبين.
يشار إلى أن وسيم يوسف غير جل أفكاره وقناعاته بعد حصوله على الجنسية الإماراتية نهاية العام 2014، وهو ما شكل حملة رأي عام ضد تصريحاته.
يذكر أن الحديث عن حرمة "الشطرنج" أشغل المغردين الخليجيين هذه الأيام، بعد إعادة نشر فتوى قبل عام لمفتي السعودية عبد العزيز آل الشيخ حرّم خلالها لعبة "الشطرنج".