كشف موقع "تابناك"
الإيراني الشهير الذي يشرف على إدارته قائد الحرس الثوري الإيراني الأسبق الجنرال محسن رضائي، في تحليل له، أن هناك مساعي وتحالفات سعودية - تركية جديدة بدأت تتشكل وتظهر ملامحها ضد الاتفاق النووي الإيراني بالمنطقة.
وأوضح الموقع الإيراني أن السعودية وتركيا خلال "تحركاتهما التخريبية في السنوات الماضية التي كانت تصب ضد العديد من الدول الإسلامية تحاول الآن، وتحت يافطة محاربة الإرهاب ظاهريا، مواجهة التقدم الاقتصادي الإيراني بعد
رفع العقوبات الاقتصادية عن إيران" على حد قوله.
وأضاف: "تحاول كل من السعودية وتركيا إدخال أكبر دولتين في تحالف إقليمي واسع ضد إيران بعد الاتفاق النووي الإيراني الذي بموجبه ترفع العقوبات الاقتصادية عن طهران".
وأشار إلى أن من بين الدول التي تحاول أن تدخل في التحالف السعودي - التركي الجديد مصر وباكستان، والسبب في ذلك، على حد تعبيره، "تشكيل تحالف رباعي موسع ضد إيران".
وأكد موقع "تابناك" أن الزيارة الأخيرة لوفد رسمي مصري للعاصمة التركية أنقرة لم يكن الهدف منها طرح ملف "الإخوان" لكن، بحسب الموقع الإيراني، كان الهدف الحقيقي الذي أتى بتنسيق سعودي هو "المساعي السعودية الرامية لإيجاد توافق فيما بين السعودية ومصر وتركيا حول القضايا الكبرى بالمنطقة ومن أهمها إيران".
ولفت إلى تحذيرات الأكاديمي السعودي "خالد الدخيل" حول خطورة المشروع الإيراني والتحركات الإيرانية بالمنطقة قائلا: "حذر الأكاديمي السعودي الشهير خالد الدخيل من التغييرات الكبيرة والمفاجئة التي سوف تحدث بعد تسوية الملف النووي الإيراني والتوافق الإيراني - الأوروبي - الأمريكي الذي يتم بين هذا الثلاثي بالمنطقة، حيث طالب "الدخيل" بتشكيل تحالف ثلاثي عاجل فيما بين السعودية وتركيا ومصر لتحقيق أهداف الأمن القومي السعودي وإيجاد توازن إقليمي بالمنطقة".
وذكر تحليل الموقع الإيراني أن "قادة تركيا، من خلال تصريحاتهم الأخيرة، يعتبرون الأضرار التي ألحقتها إيران بالمنطقة أكبر من الأضرار الإسرائيلية تجاه دول الجوار، وهذا التوجه الذي يحمله القادة الأتراك تجاه إيران كمستشار أردوغان، أمر الله إيشلر، يجعلهم يعملون على بناء تحالفات إقليمية مع الدول الإسلامية ضد إيران".
وأكد على بناء التحالف السعودي - التركي الجديد بمشاركة مصر وباكستان قائلا: "من خلال التحركات والمعطيات الأخيرة التي حدثت بالمنطقة، يبدو أنه بعد الاتفاق النووي الإيراني ورفع العقوبات الاقتصادية عن إيران سوف يكون التحرك السعودي - التركي في ذروته خلال الأشهر المقبلة لبناء هذا التحالف الإقليمي ضد طهران".
ويرى المراقبون للشأن الإيراني بأن طهران، من خلال الخسائر الكبيرة التي تكبدتها في برنامجها النووي، وتنازلها الكبير عن هذا المشروع القومي الذي عطل التنمية الاقتصادية في البلاد لعدة عقود، تحاول تعويض خسائرها وفشلها في برنامجها النووي من خلال مكاسب سياسية إقليمية تروج لها داخليا وخارجيا في المرحلة المقبلة، "ولكن الدول العربية، وعلى رأسها السعودية، لن تقبل بذلك، حيث ترى أن طهران تحاول أن تكون مكاسبها الإقليمية على حساب العرب، وخصوصا مصالح وأمن دول مجلس
التعاون الخليجي العربي بالمنطقة".
ويروج الإعلام الإيراني بأنه بعد تسوية الملف النووي الإيراني ورفع العقوبات الاقتصادية عن طهران سوف تصبح إيران "القوة الإقليمية الكبرى التي يستند عليها الغرب والأمريكان لحل النزاعات الإقليمية ومحاربة الإرهاب بالمنطقة، وذلك بسبب تمتعها بنفوذ وتأثير سياسي وأمني واسع في عدة بلدان عربية منها العراق واليمن وسوريا ولبنان".