ماذا نعرف عن تأثير
تنظيم الدولة في إندونيسيا؟ يقول باتريك وين في "غلوبال بوست" إن الجواب لا يزال غامضا في ضوء مقتل سبعة في
هجمات نفذها
إرهابيون اليوم في العاصمة الإندونيسية جاكرتا، وسط القنابل والمتفجرات.
ويشير التقرير إلى أن تنظيم الدولة اعترف بمسؤوليته عن العملية، من خلال وكالة الأنباء شبه الرسمية التابعة له، فيما اعترفت الشرطة الإندونيسية بأنها تلقت تهديدات من التنظيم الإرهابي، بحسب وكالة أبناء "أسوشيتد برس". وتعتقد الشرطة الإندونيسية أن المهاجمين كانوا يحاولون تقليد المسلحين الذين هاجموا العاصمة الفرنسية العام الماضي.
ويقول وين إنه "لا يوجد تأكيد رسمي عن ضلوع تنظيم الدولة بالعملية، خاصة أنه يزعم مسؤوليته عن هجمات لا علاقة له بها. وما هو واضح أن الهجمات تظهر قلة تخطيط، ولا تقدم أي دليل عن تدريبات تلقاها المهاجمون على يد التنظيم المعروف بحرفية مقاتليه العالية".
ويذكر الموقع أن الهجمات بدأت صباح اليوم الخميس في الحي المزدحم وسط العاصمة الإندونيسية، وقريبا من مقر الأمم المتحدة ومركز شهير للتسوق فيه مقهى "ستاربكس" ومطعم الوجبات السريعة "برغر كينغ".
ويرجح التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، أن يكون هدف المهاجمين كشكا صغيرا للشرطة، وبحسب المصادر المتعددة، فإن عدد الذين قتلوا في الهجوم سبعة، بينهم المهاجمون الأربعة أو الخمسة، مشيرا إلى أنه إذا صحت الأرقام، فإن ذلك يعني أن عدد القتلى من المهاجمين يتفوق على عدد الضحايا.
ويلفت الكاتب إلى أنه "لا يوجد لتنظيم الدولة فرع رسمي عامل في إندونيسيا، التي تعد أكبر دولة مسلمة من ناحية عدد السكان، وفشل التنظيم في تجنيد أعداد من أبنائها، ويبلغ عدد المسلمين في إندونيسيا 200 مليون نسمة، لكن لم يسافر إلى سوريا سوى 800 متطوع فقط، وهو عدد أقل من أعداد المقاتلين القادمين من فرنسا".
ويورد الموقع أن استطلاعا قام به مركز "بيو"، يظهر أن غالبية المسلمين الإندونيسيين يمقتون تنظيم الدولة. وبحسب معهد تحليل السياسات والنزاع في جاكرتا، فإن عدد الشباب الإندونيسيين الذين انضموا لتنظيم الدولة لا يتجاوز 150 متطوعا. وتقول مديرة المركز سيدني جونز: "العدد الأكبر منهم اشتكوا من تكليفهم بأعمال يدوية، ولم يتم إرسالهم لساحات القتال".
وتضيف جونز للموقع أن "الجماعات الجهادية لا تزال ناشطة في إندونيسيا، وتركز على إرسال المقاتلين إلى سوريا أكثر من اتخاذ أفعال". وكتبت قبل فترة: "وعلى أي حال، فهم مدربون بشكل فقير، وبقيادة فقيرة، وعاجزون بشكل كبير".
ويستدرك التقرير بأنه رغم ذلك، فإن إندونيسيا مثل غيرها من مناطق أوروبا والولايات المتحدة، لديها عدد من المعجبين بالتنظيم، ومنهم من يريد الانضمام له، كما كشف الهجوم على سان برناندينو، فإن مجموعة صغيرة وقعت تحت تأثير التنظيم يمكنها أن تسفك دماء كثيرة، وأسوأ من هذا فمن تعرض لتأثير المتشددين عبر الإنترنت من الصعب اكتشافه بسهوله.
ويفيد وين بأن وحدة مكافحة الإرهاب الإندونيسية تقوم بمراقبة شديدة للمتطرفين ومئة شخص أو أكثر استطاعوا الوصول إلى أراضي تنظيم الدولة والعودة منها، لافتا إلى أنه في كانون الأول/ ديسمبر، قامت الشرطة الإندونيسية، وبناء على معلومات استخباراتية حصلت عليها من الولايات المتحدة، بسلسلة من المداهمات والاعتقالات؛ بهدف تفكيك شبكة "تأثرت" بتنظيم الدولة. وأشارت تقارير إلى أن الشبكة تعاونت مع إندونيسيين قاتلوا في صفوف التنظيم في سوريا.
ويبين الموقع أن هجمات جاكرتا جاءت في وقت أعلن فيه تنظيم
القاعدة عن أن جنوب شرق آسيا "نضج للإحياء الجهادي"، وذلك بحسب تقرير نشره موقع "لونع وور جورنال".
ويذهب التقرير إلى أنه على خلاف تنظيم الدولة، الذي يتميز بدعاية جذابة، فإن تنظيم القاعدة لديه تاريخ عميق في إندونيسيا، ففي عام 2002، مول هجمات على نواد ليلية في جزيرة بالي، وقتل فيها 202، ولا يزال ذلك هو أسوأ حادث إرهابي في تاريخ البلاد.
ويقول الكاتب إن الإرهابيين من داخل البلاد، وإن تأثروا بتنظيم القاعدة أو بتنظيم الدولة، فهم مهتمون أكثر بتحويل إندونيسيا إلى دولة محافظة على طريقة السعودية، والقضاء على الحياة الحرة فيها، التي تبدو في ليالي السبت في العاصمة، حيث النوادي والحانات والاختلاط الواضح.
ويختم "غلوبال بوست" تقريره بالإشارة إلى أن هجوم الخميس لم يثر إعجاب المغردين المتعاطفين مع الجهاديين على "تويتر". وعلق محاضر إندونيسي، واسمه يوهانس سليمان، قائلا: "علي الاعتراف بأن هذه هي أكثر جماعة إرهابية حمقا".