قال مصدر مسؤول بالتحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب في
مصر إن السلطات المصرية تشن حملات اعتقال عشوائية ضد عدد من المواطنين في محافظات مصر المختلفة، وذلك قبل أيام قليلة من الذكرى الخامسة لإحياء ثورة 25 كانون الثاني/ يناير.
وأوضح المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته، في تصريح لـ"
عربي21"، أن حملات الاعتقال "العشوائية" طالت نحو 100 شخص في عدد من المحافظات، خلال الثلاثة أيام الماضية، واصفا ما تقوم به قوات الأمن بأنها حملات "مسعورة ومتخبطة"، ولا تفرق بين صغير وكبير أو امرأة ورجل، وأنها تأتي على خلفية ما وصفه بحالة الرعب لدى سلطة الانقلاب من
25 يناير.
ولفت المصدر إلى أنهم يتوقعون تزايد هذه الحملات مع اقتراب
الموجة الثورية "الكبيرة" في 25 يناير، مضيفا بأن سلطة الانقلاب بعثت برسائل تهديد وتخويف للنشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، في محاولة وصفها بالفاشلة للتوقف عن فضح انتهاكاتها.
وأشار إلى أنه تم اعتقال خمس فتيات في منطقة المطرية بمحافظة القاهرة، وتم ترحيلهن إلى قسم شرطة المطرية، الثلاثاء، وهم "أسماء جمال، وروضة سعد، وهاجر حسين، وشيماء حمدان، وأم عبد الله"، بزعم اشتراكهن في تظاهرات مناهضة للانقلاب، وتم الإفراج عن اثنتين منهن فجر الأربعاء.
وأضاف: "كما قامت الأجهزة الأمنية باعتقال ما يقرب من ثمانية شبان بمنطقة ناهيا في محافظة الجيزة أمس الثلاثاء، وأحدثت حالة من الفزع بين عدد كبير من المواطنين الآمنين، لتبرهن على حالة الرعب التي تنعكس عليها من خلال محاولة إرعاب الأهالي".
واستطرد قائلا: "كما شهدت محافظة القليوبية اعتقال 17 طالبا من منازلهم فجر الأربعاء، وشنت قوات الأمن أيضا حملة مداهمات لمساكن الطلاب بمدينة نصر، وقامت بشن حملة أخرى في دمنهور واعتقلت 11 مواطنا بزعم الانتماء لجماعات محظورة، وتم اعتقال بعضهم من أماكن عملهم وآخرين من منازلهم".
وتابع المتحدث نفسه: "كذلك، شنت قوات الأمن بمحافظة دمياط حملة مداهمات على قرية البصارطة صباح الأربعاء، وداهمت عدة منازل وأسفرت الحملة عن اعتقال محمد عياد، والد المعتقلة فاطمة عياد، وتم اقتياده إلى مكان غير معلوم، وتحمل أسرة المختطف وزارة الداخلية مسؤلية سلامته".
بدورها، قالت شقيقة الطالب المعتقل رجب محمد رجب في محافظة القليوبية، أسماء، عبر حسابها على "الفيسبوك" إن التهمة التي تم توجيهها إلى أخيها هي الاستعداد للتظاهر في 25 يناير المقبل، وأضافت: "وكم بمصر من المضحكات، ولكنه ضحك كالبكاء، يعني ياخدوه من قلب مدرسته من لجنة الامتحان ويقولوا الاستعداد للتظاهر بالنية يعني".
من جهته، قال القيادي بتحالف دعم الشرعية ورئيس حزب الأصالة، إيهاب شيحة، إن نظام
السيسي فشل في كل محاولات تركيع الشعب المصري، ومازال يعاني من انكسار حاجز الخوف لدى الشباب، لافتا إلى أن حملة الاعتقالات تأتي في هذا السياق، لأن رئيس الانقلاب "يتوهم أنه بذلك يستطيع إخراس صوت الثورة".
وأكد إيهاب شيحة في تصريح لـ"
عربي21"، أن "هذه الإجراءات تؤكد أن نظام السيسي هش يفتقد لثبات قدميه على الأرض، ولا يملك إلا استراتيجية الضرب بيد من حديد"، مضيفا بأن "السعار الانتقامي لنظام السيسي كثورة مضادة ضد كل من له علاقة بالثورة لهو رسالة لكل مصر بأنه لا مفر من إسقاط الانقلاب ويجب تخليص البلاد منه".
وأردف "شيحة": "على صعيد آخر، فإن هذه الإجراءات تؤكد أن الشباب هو مالك زمام الثورة، وكل ما يثار عن خمود الثورة وإمكانية إطفاء جذوتها هو كلام غير صحيح على الإطلاق".
وشدد على أن "أداء نظام السيسي يؤكد أنه ثورة مضادة لا يميز بين تيار وآخر، بل يتعامل على أساس الثورية وعدم الثورية، لذا تجد أن حملات الاعتقال والقمع أصبحت تطال تيارات مختلفة بل ومن غير المسيسين أيضا"، مشددا: "هذه رسالة لكل الشباب.. قوتكم في تماسككم.. قوتكم في عودتكم يدا واحدة".