قرر الرئيس
الباجي قايد السبسي، الثلاثاء، تعيين وزير الشؤون الدينية السابق
عثمان بطيخ مفتيا للديار
التونسية خلفا للمفتي حمدة سعيّد، بعد أقل من أسبوع من تخلي الحبيب الصيّد عنه في تركيبة حكومته الثانية.
وأثار بطيخ، الذي شغل سابقا منصب مفتي تونس في نظام بن علي قبل إقالته في تموز/ يوليو 2013 وتعويضه بسعيّد نفسه، جدلا كبيرا خلال توليه تسيير وزارة الشؤون الدينية بعد تعيينه في شهر شباط/ فبراير من العام الماضي.
ووجهت لبطيخ انتقادات بسبب قراره غلق عدد من المساجد وإعفاء بعض الأئمة الخطباء على غرار وزير الشؤون الدينية السابق نور الدين الخادمي، وإمام جامع اللخمي بمحافظة صفاقس رضا الجوّادي وغيرهما.
ينتهج سياسة الماضي
ووصف بطيخ الجوّادي، الذي تم سجنه ثلاثة أيام أواخر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، في حوار تلفزيوني منذ أشهر، بـ"التكفيري المتطرف" قائلا إنه "يخرج في المظاهرات مع المصلين ويردد الله أكبر".
ووصف زعيم حركة النهضة،
راشد الغنوشي، في تصريح إعلامي سابق، قرار الوزير بطيخ بعزل عدد من الأئمة الخطباء بالتعسفي، مشيرا إلى أنه "ينتهج سياسة الماضي من خلال تجفيف المنابع" وفق تعبيره.
واعتبر الاتحاد العام التونسي للشغل، أحد أبرز أطراف رباعي الحوار الحاصل على نوبل للسلام في بيان رسمي له، الخميس الماضي، عقب إعلان الصيد عن حكومته الثانية، أن الأخير عمد إلى معاقبة بعض الوزراء الذين عبروا عن نفس إصلاحي حقيقي، في إشارة إلى بعض الوزراء ومنهم وزير الشؤون الدينية عثمان بطيخ، بحسب مراقبين.
شبهة تجاوزات
وانتقد الصحبي عتيق، النائب عن حركة النهضة، الوزير السابق بطيخ بالبرلمان، حيث توجه له قائلا: "عُرفت بأخلاقك وهدوء أعصابك، فاتق الله في عباد الله وبيوت الله".
وقبل أسبوع، أذنت النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بتونس بفتح تحقيق قضائي ضد بطيخ حول شبهة تجاوزات حصلت خلال موسم الحج لعام 2015.
وقالت وسائل إعلام محلية إن القضية رفعها المحامي سيف الدين مخلوف ضد بطيخ، وكل من سيكشف عنه البحث، لافتا إلى أنه تجاوز القانون من خلال حشر عدد من الأشخاص، لا تتوفر فيهم الشروط القانونية، ضمن قائمة مرشدي الحجيج على حساب المال العام.
من القضاء إلى الافتاء
ويبلغ المفتي بطيخ 75 سنة من العمر، وهو من مواليد العاصمة، حيث تحصل على الإجازة في الحقوق عام 1967، وعلى الإجازة من الكلية الزيتونية للشريعة وأصول الدين، وله دكتوراه مرحلة ثالثة في علوم الشريعة، ودكتوراه دولة من الجامعة الزيتونية.
عمل قاضيا بالمحكمة الابتدائية بتونس، ثم أستاذ تعليم عال بجامعة الزيتونة من العام 1981 إلى 2001.
كما شغل منصب ملحق مكلف بدائرة الشؤون الدينية برئاسة الجمهورية خلال الفترة الممتدة من 2001 إلى 2006.
وتولى بطيخ كذلك منصب مفتي الجمهورية التونسية وذلك من 2008 إلى 2013 وهو عضو بالمجلس الإسلامي الأعلى.