قالت هيئة الأرصاد الكورية الجنوبية، الأربعاء، إن كوريا الشمالية أجرت "على الأرجح" تجربة نووية تسببت في زلزال قرب موقع معروف للتجارب في الدولة الشيوعية التي تعيش في عزلة، وهي الرواية التي وافقت ما أعلنته الحكومة اليابانية.
وأفادت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية بوقوع زلزال قوته 5.1 درجة، قالت كوريا الجنوبية إنه كان على بعد 49 كيلومترا من موقع بونجي-ري الذي اجريت فيه تجارب نووية في السابق.
وقال مسؤول بهيئة الأرصاد الكورية: "نعتقد أنه زلزال ناتج عن عامل بشري، ونعكف على تحليل نطاق ومركز الزلزال".
وفي الأثناء، قال المتحدث باسم الحكومة اليابانية يوشيهيدي سوغا خلال لقاء مع الصحافيين: "نظرا إلى الحالات السابقة، فمن الممكن أن يكون الأمر متعلقا بتجربة نووية في كوريا الشمالية"، مضيفا أن طوكيو تدرس الوضع.
وقالت وسائل إعلام كورية جنوبية إن كوريا الشمالية تعتزم إصدار بيان مهم في وقت لاحق الأربعاء على الأرجح، وهو ما حدث لاحقا بإعلان الأخيرة إجراء تجربة ناجحة لقنبلة هيدروجينية.
وعقد مكتب الرئاسة في كوريا الجنوبية اجتماعا أمنيا طارئا، بينما قال كبير المتحدثين باسم الحكومة اليابانية إن الزلزال أحدثه تفجير نووي على الأرجح.
والتجربة النووية الكورية الشمالية السابقة أجريت في 2013، وبلغت شدتها 5.1 درجة على مقياس هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية.
ومن المعروف أن كوريا الشمالية أجرت ثلاث تجارب نووية، وتخضع لعقوبات فرضتها الأمم المتحدة؛ بسبب برامجها النووية والصاروخية.
قلق عالمي
وقالت كوريا الجنوبية الأربعاء إنها ستتخذ جميع الإجراءات الممكنة بما في ذلك عقوبات محتملة عن طريق الأمم المتحدة لضمان أن تدفع بيونج يانج الثمن بعد أن أجرت تجربتها النووية الرابعة.
ونقلت رويترز عن دبلوماسيين بمجلس الامن التابع للأمم المتحدة قولهم إن المجلس يعتزم الاجتماع الأربعاء؛ لمناقشة أنباء أحدث تجربة نووية لكوريا الشمالية، فيما قال البيت الأبيض إن أمريكا سترد بالطريقة المناسبة على أي إستفزازات من كوريا الشمالية، وستواصل حماية حلفائها في المنطقة.
ويرى معظم الخبراء أن بيونغ يانغ ما زالت بعيدة جدا عن إمكانية إنتاج قنبلة نووية حرارية، لكنهم منقسمون بشأن قدرتها على صنع أسلحة ذرية صغيرة، وهي مرحلة أساسية في إنتاج الرؤوس النووية.
وسواء كانت تجربة لقنبلة هيدروجينية او غير ذلك، يشكل هذا الاختبار النووي الرابع لكوريا الشمالية تحديا صارخا لأعداء
كوريا الشمالية ولحلفائها على حد سواء، وسط تحذيرات من حلفائها من أن ثمن مواصلتها لبرنامجها النووي سيكون باهظا جدا.
ولم تمنع العقوبات الدولية بيونغ يانغ من القيام بتجربة نووية رابعة ستثير ردود فعل أقسى هذه المرة على الأرجح.
وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما وصف في 2014 كوريا الشمالية بأنها "دولة مارقة" ووعد بفرض عقوبات أقسى عليها إذا أجرت أي تجربة نووية جديدة.
وبعد الإعلان عن تجربة الأربعاء، حملت الولايات المتحدة بعنف على "الاستفزازات" الكورية الشمالية، لكنها أكدت في الوقت نفسه أنها غير قادرة على تأكيد ما إذا كانت بيونغ يانغ قد أجرت تجربة لقنبلة هيدروجينية كما تقول.
وستتم متابعة رد فعل الصين بدقة، فقد مارست بكين في الماضي ضغوطا على كوريا الشمالية في الماضي، لكنها بدا مؤخرا أن صبرها بدأ ينفد؛ بسبب رفض بيونغ يانغ التخلي عن برنامجها النووي.
ويقول خبراء إن قدرة الصين على التأثير على حليفتها تحدها مخاوفها من قيام كوريا موحدة على حدودها تدعمها الولايات المتحدة.
وفي طوكيو، أدان رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي التجربة، معتبرا أنها تشكل "تحديا خطيرا" لجهود العالم للحد من الانتشار النووي، و"تهديدا جديا" لليابان.
كما أدانت سيول بشدة التجربة النووية، معتبرة أنها "تحد خطير" للسلام العالمي، وأكدت أنها ستتخذ كل "الإجراءات الضرورية" لمعاقبة بيونغ يانغ، وفور الإعلان عن التجربة، دعت الرئيسة الكورية الجنوبية بارك غيون-هي إلى اجتماع عاجل لمجلس الأمن القومي.