نشر موقع "ديلي بيست" تقريرا حول
مليشيا "
أمون بندي"، التي تضم متطرفين معارضين للحكومة الأمريكية، وكانوا قد اشتبكوا مع قوات الأمن الفيدرالية من قبل، لصالح مربي الماشية، وأثارت تبجحات أحدهم ضد المسلمين تحذيرات من مكتب التحقيقات الفيدرالية (FBI).
ويشير التقرير إلى أن مجموعة من المتطرفين قامت يوم السبت باحتلال مركز للحياة البرية على بعد 300 كم من جنوب شرق بورتلاند؛ وذلك للاحتجاج على الحكم بالسجن على دوايت وستيفن هاموند "الأب والابن"، المدانين بجريمة إشعال النار في حوالي 100 فدان من الأراضي الفيدرالية، وبحسب التهمة، فقد ارتكبا جريمتهما للتغطية على الصيد غير القانوني.
ويذكر الموقع أن محتلي البناية هم من مليشيا "أمون بندي"، التي يقودها ابن كليفن بندي، مربي الماشية من نيفادا، الذي واجه قوات الأمن الفيدرالية عام 2014، وكان بندي الأب يقاتل إدارة الأراضي، التي جاءت للاستيلاء على المواشي التي كانت ترعى في أراض عامة، ونهضت المليشيات اليمينية لمناصرة بندي، ما اضطر السلطات إلى التراجع.
ويلفت التقرير إلى أن بعض المعادين للحكومة يتجاوبون الآن مع الدعوة للتوجه إلى أوريغون، حيث انشق أمون وعشرون آخرون عن مظاهرة سلمية يوم السبت، وقادوا سياراتهم 30 ميلا إلى مركز الحياة البرية، وقاموا باحتلاله.
ويبين الموقع أن رجال المليشيات يحتجون على ما يسمونه ملكية الحكومة غير الشرعية للأراضي في منطقة هارني، التي يقولون إنها يجب أن تكون تابعة لمربي الماشية المحليين.
ويورد التقرير أن أحدهم قال لمراسلة (أوريغون ببلك برودكاستنغ) أماندا بيتشر: "لم آت هنا لأطلق النار، أتيت هنا لأموت"، وعرف بنفسه بأنه "الكابتن موروني".
ويوضح الموقع أنه في حين أن الشرطة لم تنجر للمواجهة معهم كما يبدو، فإن رجال المليشيا يقومون بحراسة الموقع من برج يستخدم عادة لمراقبة اشتعال أي حرائق في المحمية، بحسب صحيفة "أوريغانيان". وتقدر مراسلة الصحيفة أن هناك 20 شخصا في المركز، وتقوم النساء بإعداد الطعام لهم، ووصفت المشهد بأنه هادئ، ولا يظهر أي علامات للتخريب.
ويفيد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، بأنه في الوقت الذي تم فيه بث التقارير حول القصة يوم الأحد، فإن المتطرفين قاموا ببث تسجيلات الفيديو على الإنترنت. ويخشى الجمهور من وقوع أحداث عنف، وقد تحدى المراقبون التقارير الإعلامية التي وصفت احتلال المركز بالسلاح بأنه "سلمي".
ويقول الموقع: "ليس الجميع في ريف أوريغون سعيدين لرؤية المليشيا، فهناك لافتات كتب عليها (لا لخلافة بندي – خذ كراهيتك إلى مكان آخر!) و(دافعوا عن الزي الأزرق – ولتعد المليشيا من حيث جاءت) على الطريق لمدينة بيرنز، كما أنه تم تأجيل فتح المدارس في منطقة هارني".
ويذكر التقرير أنه في المركز يدور الرجال، الذين يلبسون المعاطف الشتوية، في مرآب السيارات، حيث أغلقت بعض الشاحنات المدخل، وبعضهم يحمل على وسطه السكاكين والمسدسات، ورفضوا الحديث لمراسل "ديلي بيست".
وبحسب الموقع، فإنه في الوقت الذي بدا فيه معظمهم مسالمين، فإن هناك بعضهم تلاحقه سمعة الانضمام لمجموعات كراهية مثل "ثري برسنترز" و"أوث كيبرز".
وينقل التقرير عن بيان صادر عن مكتب نقيب الشرطة يوم الاثنين، الذي وعد بأن يحافظ على سلامة المواطنين، قوله: "أتى هؤلاء الرجال إلى منطقة هارني، مدعين بأنهم رجال مليشيات مؤيدون لمربي الماشية المحليين، ولكن في الواقع فإن لهؤلاء الرجال دوافع أخرى، وهي محاولة الإطاحة بالحكومتين المحلية والفيدرالية، على أمل إحداث حركة على مستوى الولايات المتحدة". وبحسب ما قال أمون بندي لموقع "كوين 6"، فإنه ينوي هو ومليشياته البقاء إلى إشعار آخر: "نحن نخطط للبقاء هنا لسنوات، بالتأكيد، ولم يكن هذا قرارا اتخذناه في آخر لحظة".
وينوه الموقع إلى أن جون ريتزهيمر قام بتسجل فيديو عاطفي، وجهه لأبنائه، وحمله على "يوتيوب"، أوصاهم فيه أن يكونوا جيدين في غيابه، حيث إنه يقوم بمواجهة "القمع والاستبداد"في أوريغون. وقال ريتزهيمر: "أبوكم أدى القسم بأن يحمي الدستور ويدافع عنه ضد الأعداء كلهم، الأجانب والمحليين، ولذلك لن يستطيع أن يكون معكم في عيد الميلاد هذا، ولن يستطيع الاحتفال معكم برأس السنة". ويقول بعد ذلك في الفيديو، الذي يسجله بينما هو جالس في مقعد قيادة شاحنة: "أنا مستعد لأن أضحي بروحي لمحاربة الاستبداد في هذا البلد".
وانتهى المقاتل السابق في العراق إلى القول: "مهما حصل، وبغض النظر عن الكذب الذي سينشر، أريدكم أن تعلموا أنني وقفت لتحقيق شيء. لا تجعلوا هذا يذهب سدى". وقال ريتزهيمر، إنهم لن يفتحوا النار ما لم تفتح النار عليهم، وأنهم سيدافعون عن الدستور، وفق التقرير.
ويشير التقرير إلى أن ريتزهيمر نظم مظاهرات ضد المسلمين في أيار/ مايو 2015، أمام مسجد فينيكس، وقد وصل عدد المتظاهرين إلى 250، كثيرون منهم كانوا مسلحين، كما أنه دعا إلى رسم صور كاريكاتيرية للرسول عليه الصلاة والسلام، بعد هجوم غارلاند في تكساس.
ويكشف الموقع عن أن ريتزهيمر بدأ بعد هجوم غارلاند بالتمشي أمام المسجد، وهو يلبس قميصا كتبت عليه شتائم ضد الإسلام، وحاول جمع 10 ملايين دولار الصيف الماضي، عندما ادعى أن عائلته مهددة بسبب الاحتجاجات التي يقوم بها، ما اضطر عائلته للاختباء، ولكن موقع التبرعات أغلق بسرعة عندما تنبه الإعلام له.
ويورد التقرير أن ريتزهيمر ساعد خلال تشرين الأول/ أكتوبر 2015، على التحريض لإقامة 20 مظاهرة ضد المسلمين في أنحاء أمريكا، في ما أسماه "الزحف لأجل الإنسانية". وأصدر مكتب التحقيق الفيدرالي بعد ذلك بشهر تحذيرا للسلطات المحلية، بعد أن نشر ريتزهيمر فيديو لنفسه وهو يلوح ببندقية، ويقول إنه في طريقه لهانكوك في نيويورك ليتحدى مجموعة إسلامية. وقصد ريتزهيمر ناشر "ذي إسلاميك بوست"، التي أطلقت عليه "طالبان أمريكا".
ويختم "ديلي بيست" تقريره بالإشارة إلى أن ريتزهيمر منتسب لمليشيا (ثري بيرسنترز)، التي تأخذ اسمها من الأسطورة القائلة بأن 3% فقط من المستعمرين الأمريكيين شاركوا في حرب الاستقلال.