سلطت الصحف
المصرية، الصادرة الأحد 27 كانون الأول/ ديسمبر 2015، اهتمامها الرئيس على حركة المحافظين التي أُعلنت السبت، بينما وضعت "تحويل مجرى النيل"، الذي أقدمت عليه إثيوبيا أخيرا، بمؤخرة هذا الاهتمام، في محاولة منها لصرف الانتباه، عن بدء التشغيل الفعلي لسد "النهضة"، بعد تمرير المياه في جانب منه، وتوليد الكهرباء فعليا.
لتحقيق هذا الهدف، كثفت الصحف من حديثها عن حركة المحافظين، وأطلقت عليها أوصافا مثيرة، وادعت أنها تنقل أسرارها، بينما قللت من خطورة الإعلان الإثيوبي، وأبرزت تصريحات وزير الري حسام مغازي، الذي رأى فيه أمرا "طبيعيا".
وأبرزت هذه الصحف نفسها، الإعلان الأول لإثيوبيا، في عهد الرئيس محمد مرسي، عن شروعها في تحويل مجرى النيل، وخصصت له مانشيتاتها، واعتبرته وقتها تحديا لإدارته، ونبهت إلى أن الإعلان جاء في غضون زيارة مرسي لإثيوبيا، لحضور اجتماعت القمة الأفريقية، ثم تغاضت الصحف عن الإعلان نفسه، مع أنه أخطر هذه المرة، لأنه اقترن بتشغيل السد، الذي يهدد حصة مصر من مياه النيل.
تسليط الأضواء على حركة المحافظين
وتبارت الصحف في تناول حركة المحافظين من زوايا متشابهة، فقالت البوابة: "أسرار حركة الجنرالات"، وذلك في إشارة منها، بهذه الكلمة الأخيرة: "الجنرالات"، إلى هيمنة لواءات الجيش والشرطة على الحركة، والواقع أنها نصف حركة، أو أقل، لأنها شملت 11 محافظا من بين 27.
أما الأسرار التي عنتها "البوابة"، فهي كالتالي: "المحافظون الجدد 9 لواءات و2 مهندسين.. اتصالات بدر (أحمد زكي بدر وزير التنمية المحلية) بالقدامى فجرت عملية التغيير قبل الإعلان عنها.. 80% في الوجه البحري.. والحدودية (تقصد المحافظات الحدودية) كما كانت.. كمال الدالي (المحافظ الجديد) في مهمة إنقاذ خاصة بالجيزة".
حركة محافظين "بنكهة عسكرية"
وقريب من ذلك صدرت صحيفة "المصري اليوم" بمانشيت يقول: "حركة محافظين بنكهة عسكرية"، أشارت فيه إلى: "11 محافظا و5 نواب للوزراء.. ومصادر: تغييرات المحليت قريبا.. السيسي يكلف بمواجهة الغلاء والفساد.. ورئيس الوزراء يزور بورسعيد ودمياط الثلاثاء".
ومع صورة: "السيسي والمحافظون والنواب الجدد بعد أداء اليمين"، قالت المصري اليوم: " أدى أحد عشر محافظا جديدا، و5 نواب للوزراء، اليمين الدستورية، أمام الرئيس عبدالفتاح السيسي، السبت، بينهم 9 لواءات من الشرطة والقوات المسلحة، واثنان من المدنيين".
ونقلت عن المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، علاء يوسف، قوله إن المحافظين الجدد هم: محمد عبدالظاهر محافظا للإسكندرية، وأحمد الهياتمي محافظا للسويس، وأحمد ضيف صقر محافظا للغربية، وإبراهيم نصر محافظا لكفر الشيخ، ومجدى حجازي محافظا لأسوان، وعادل الغضبان محافظا لبورسعيد، وخالد سعيد شحاتة محافظا للشرقية، ومحمد كمال سعيد الدالي محافظا للجيزة، وطارق حسن نصر محافظا للمنيا، ورضا فرحات محافظا للقليوبية، وشريف حبيب محافظا لبني سويف"
كما أدى خمسة نواب جدد لوزراء التعليم العالي، والتربية والتعليم، والصحة، والإسكان، والاتصالات، اليمين الدستورية أمام السيسي.
وقال مصدر بمجلس الوزراء إن رئيس الوزراء شريف إسماعيل سيرأس، الأسبوع المقبل، أول اجتماع لمجلس المحافظين بكامل تشكيله، وبحضور نحو 10 وزراء. وأشار المصدر إلى أنه ستتبع حركة المحافظين تغييرات في المحليات"، وفق "المصري اليوم".
محافظون "ضبط وربط"
هكذا وصفت "اليوم السابع" الحركة في مانشيتها، في إشارة واضحة أيضا إلى هيمنة العسكريين والأمنيين عليها.
وفي التفاصيل قالت: "بعد أن أخفق بعض المحافظين في تحقيق معدلات التنمية، انطلق الدكتور أحمد زكي بدر من هدف تحقيق التنمية، وتقديم الخدمات للمواطنين بتدعيم حركة المحافظين بـ10 شخصيات ذوي خلفية أمنية، لإحكام السيطرة على المحافظات، والتسريع بعملية التنمية، وتحقيق الضبط والربط، ومواجهة الفساد في المحافظات".
وفي مانشيتها قالت الأخبار: الرئيس للمحافظين الجدد: حاربوا الفساد أينما وُجد.
وأفردت "الأهرام" مانشيتها للحركة، فقالت: "الرئيس يطالب المحافظين الجدد بخدمة المواطنين.. 11 محافظا و5 نواب للوزراء يؤدون اليمين الدستورية".
وفي التفاصيل أشارت الصحيفة إلى اجتماع السيسي بالمحافظين الجدد الأحد عشر ونواب الوزارات الخمس، عقب أدائهم اليمين الدستورية، حيث شدد على ضرورة إيلاء الاهتمام، والعناية الواجبة لكافة الإجراءات، التي يتعين اتخاذها من أجل تحسين مستوى معيشة المواطنين، والعناية بمحدودي الدخل، والفئات الأولى بالرعاية، وزيادة كفاءة عمل الحكومة، وتحقيق المزيد من الشفافية والنزاهة ومكافحة الفساد أينما وُجد"، وفق "الأهرام".
حركة المحافظين الثانية بعهد السيسي: زيادة حصة اللواءات
"الوطن" أفردت مانشيتها للحركة أيضا قائلة: "حركة محافظين جديدة.. والأجهزة الرقابية تحسم اختيارات الرئيس.. السيسي يلتقي عدلي منصور.. ويوجه بالتحقيق في ارتفاع فاتورة فساد مؤسسات الدولة إلى 600 مليار جنيه".
وفي المقابل، لم تفرد "الشروق" مانشيتها للحركة، ولكن لتطورات ملف "
سد النهضة"، غير أنها أشارت في تغطيتها العريضة بالصفحة الأولى للموضوع بالقول: حركة المحافظين الثانية في عهد السيسي: "زيادة حصة اللواءات.. 11 محافظا جديدا بينهم 4 لواءات جيش و5 لواءات شرطة يؤدون اليمين.. ومصدر: اجتماع مجلس المحافظين اليوم".
تحويل مجرى النيل في "مانشتين" فقط
غاب عن مانشيتات صحف الأحد، باستثناء صحيفتي الشروق والمصري اليوم، ما قامت به إثيوبيا من إعلان التحويل الفعلي لمجري النيل، ليأخذ طريقه إلى جانب من سد "النهضة"، وهو الإعلان الذي استبق الاجتماع السدادسي المقرر الأحد، بين وزراء الخارجية والري في كل من مصر والسودان وإثيوبيا، بالخرطوم.
والمفارقة أن عددا من الصحف، خاصة القومية (الحكومية) عندما تناول الأمر اكتفي بإبراز تصريحات وزير الري المصري، التي اعتبرت الأمر "طبيعيا"، ولم تبد تلك الصحف أي قلق، دون - حتى - استدعاء الخبراء والسياسيين للتعليق على الأمر، بل روجت لكون الاجتماع السداسي "يحسم الموقف".
"الشروق" تسبق بإبراز استباق إثيوبيا مفاوضات الخرطوم
وفي البداية، خصصت "الشروق" مانشيتها للأمر، وكانت موفقة.. فقالت: "إثيوبيا تستبق مفاوضات الخرطوم بضخ المياه في سد النهضة.. وزير الري: تحويل المجرى المائي لا يعني بدء تخزين المياه ببحيرة السد.. ومصادر إثيوبية: أديس أبابا تعرض تأجيل ملء الخزان بدون وقف البناء".
وفي التفاصيل قالت "الشروق": "في تطور ورد فعل إثيوبيء مفاجئ، وقبل ساعات من بدء المفاوضات الحاسمة لوزراء الخارجية والمياه بمصر وإثيوبيا والسودان، التي تستضيفها الخرطوم، أعلنت الحكومة الإثيوبية أمس تحويل مجرى النيل الأزرق مرة أخرى لتمر المياه للمرة الأولى عبر سد النهضة، بعد الانتهاء من إنشاء أول أربعة أنفاق للمياه، وتركيب مولدين للكهرباء تم شراؤهما من فرنسا، في جسم السد الرئيس.
ونقلت "الشروق" عن مصادر إثيوبية مطلعة قولها إن هذه الخطوة لا تعني بدء التخزين في موقع السد، ولكنها إجراء هندسي ضمن الجدول الزمني للإنشاءات في موقع السد.
إثيوبيا تحول مجرى النيل إلى سد النهضة
وفي مانشيت على ثلاثة أعمدة فقط، مع صورة لوزيري الخارجية والري المصريين، سامح شكري وحسام مغازي، قالت المصري اليوم: "إثيوبيا تحول مجرى النيل إلى سد النهضة.. اجتماع طارئ بسفارة مصر في الخرطوم.. ومغازي: القرار طبيعي".
وفي التفاصيل قالت الصحيفة: "بدأت الحكومة الإثيوبية إعادة تحويل مجرى النيل إلى موقعه الرئيسي أسفل سد النهضة"، وأوردت "المصري اليوم" تصريحات وزير الري المصري، عقب وصوله إلى مطار العاصمة السودانية الخرطوم مساء السبت، يرافقه وزير الخارجية، التي قال فيها: "إن تحويل إثيوبيا لمجرى النيل طبيعي، وهو إعادة للمجرى القديم للنهر".
وأوضح أن "الخطوة الإثيوبية ليس لها علاقة بالاجتماع السداسي المقرر عقده اليوم، وأن تغيير المجرى يسمح بمرور المياه أسفل سد النهضة لأول مرة"، مشددا على أنه "تم تحويل المجرى استعدادا للبدء في تنفيذ المشروع قبل عامين".
ورأى مراقبون أن هذه التصريحات تعكس حالة الغيبوبة التي تسيطر على الوزير إزاء مخاطر تطورات الملف، لا سيما أنه رأى أن "الاجتماع السداسي السابق حقق 3 نقاط إيجابية، ولم يفشل، خاصة أن سمة مفاوضات المياه هي النفس الطويل".
وأوضح أن "النقاط الإيجابية شملت عرض الشواغل المصرية حول السد، وتعهد إثيوبيا بالرد على هذه الأسئلة خلال الاجتماع الحالي، والالتزام باتفاق المبادئ الذي وقعه قادة الدول الثلاث".
وفي المقابل، نقلت "المصري اليوم" تصريحات وزير الري الأسبق، محمد نصر الدين علام، التي قال فيها: "إن إثيوبيا أرادت توصيل رسالة لمصر، بأنها تسير في طريقها تجاه سد النهضة وستبدأ في تخزين المياه مع الفيضان المقبل، كأنها تقول لنا: اللي مش عاجبه يشرب من البحر".
وأضاف علام: "أستطيع القول: عليه العوض، وأبلغنا كافة مؤسسات الدولة بأن مسار المفاوضات خاطئ، ويجب أن نتعرف الطريق الصحيح أولا حتى نسير على الطريق السليم، ومنذ 3 سنوات، ونحن بـنؤذن في مالطا".
وأخطر من ذلك ما نقلته الصحيفة على لسان رئيس وحدة دراسات حوض النيل بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، هاني رسلان، من القول إن ما سعت إليه إثيوبيا يؤكد أنها ستنتهي من الملء الأول للسد بعد 6 شهور.
ووصفت مصادر معنية بالملف القرار الإثيوبي بأنه "يضع مصر والسودان أمام الأمر الواقع برغم أن أديس أبابا ستدعي أن تحويل مجرى النيل يستهدف التخزين التجريبي، بينما تسعى إلى الوصول لتخزين 74 مليار متر مكعب من المياه عند اكتمال بناء السد عام 2017".
إثيوبيا تستبق مفاوضات "السداسي"
وفي تقرير - على أعمدة أربعة - قالت "البوابة": اليوم الاجتماع السداسي يحسم الموقف.. وزير الري: نحتاج تدخلا سياسيا مباشرا لإنقاذ مفاوضات سد "النهضة".
واكتفت "الأخبار" بإشارة أسفل الصفحة الأولى كالتالي: إثيوبيا تستبق مفاوضات "السداسي".. وتحول مجرى النيل.. ومغازي: أمر طبيعي.
ومن جانبها اكتفت "الوطن" بتقرير على ثلاثة أعمدة بأسفل صفحتها الأولى بعناوين تقول: "سداسي النهضة" اليوم.. ومصر تطلب رسميا وقف بناء السد مؤقتا.. دراسة إثيوبية: الولايات المتحدة اعترفت رسميا بتمويل البنك الدولي للمشروع بمليار دولار".
أما "الأهرام" فلم تر في تحويل مجرى النيل ما يستحق الذكر، أو الإشارة، أو المرور عليه بأي شكل من الأشكال، في صفحتها الأولى، التي ضاقت عن تناول الموضوع، بينما اتسعت لاستيعاب الإشارة إلى موضوعات عدة.
وشملت تلك الموضوعات: احتفال الأهرام اليوم بمرور 140 عاما على تأسيسها، وتأكيد القاهرة دعم الوفاق الليبي والسلام في سوريا، ولقاء السيسي (مع صورة للقاء) مواطنة أزيدية تخلصت من أسر تنظيم "داعش"، وتصريحه بأن: مصر تدين الإرهاب.. والإسلام يعلي قيم التسامح والرحمة.