نشرت صحيفة لاستمبا الإيطالية تقريرا حول قيام مجموعة من
المسلمين في
كينيا بالدفاع عن
المسيحيين، بعد أن تم اعتراض حافلتهم من قبل مسلحي
حركة الشباب، في حادثة أبرزت رفض مسلمي كينيا للإرهاب والعنف باسم الدين الإسلامي.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن مجموعة من المسلمين في كينيا وقفوا وقفة يمكن وصفها بالشجاعة أو الجنون، وقالوا لمتطرفي حركة الشباب
الصومالية: "اقتلونا جميعا مسلمين ومسيحيين"، وبالتالي، فإن هذه الحركة أنقذت عددا كبيرا من المدنيين المسيحيين من مجزرة مؤكدة.
وأضافت الصحيفة أن هؤلاء كانوا على متن حافلة قرب منطقة "الواك" في شمال كينيا، على بعد كيلومترات قليلة من الحدود الصومالية، عندما قامت مجموعة من المسلحين بمداهمة الحافلة، وإجبار جميع الركاب على النزول، وتقسيمهم حسب دياناتهم، وذلك في إجراء متطرف أصبح متكررا بشكل كبير في هذه المنطقة الأفريقية التي تنتشر فيها الانقسامات الدينية.
وبينما كان المسيحيون العائدون لقراهم من العاصمة نيروبي يتجهزون للاحتفال بأعياد الميلاد؛ جاثمين على ركبهم وفوّهات البنادق موجهة نحو رؤوسهم وهم مستسلمون لمصيرهم المحتوم، قرر المسلحون فجأة التراجع عن تنفيذ قرار إعدامهم، بعد أن صدمتهم ردة الفعل المفاجئة من قبل الركاب المسلمين، الذين رفضوا الاكتفاء بالمشاهدة والنجاة بأرواحهم، وقاموا بالوقوف بشجاعة بين المسيحيين والمسلحين كدرع بشري يحول بين الطرفين.
وأشارت الصحيفة إلى أن اثنين من المسافرين قتلوا أثناء هذه الواقعة، ولم تعرف ديانتهم إلى حد الآن، حيث أطلق عليهم المسلحون النار بعد أن فشلوا في الحفاظ على هدوئهم وحاولوا الفرار. كما تعرض السائق واثنان من المسافرين لجروح طفيفة، لا تشكل خطرا على حياتهم.
واعتبرت الصحيفة أن رد الفعل هذا يثبت أن سكان شمال كينيا، الذين هم في أغلبهم مسلمون من أصول صومالية، ضاقوا ذرعا بهجمات المجموعات المسلحة ويرفضون العنف باسم الدين الذي تمارسه حركة الشباب ضد المسيحيين.
وذكرت أنه في الفترة الماضية، نفذ مسلحو حركة الشباب مجزرة بعد أن قاموا بفصل المسيحيين عن المسلمين وإعدامهم، وهو ما دفع بأكثر من ألفين من سكان المنطقة للمغادرة، من بينهم عمال إغاثة وأجانب ومدرسون وأطباء، وذلك بسبب انعدام الأمن.
وقد قعت حادثة من النوع ذاته سنة 2014، عندما قامت مليشيات صومالية باحتجاز 36 مسافرا مسيحيا كانوا متوجهين لحضور أعياد الميلاد، وقامت بقتلهم في المكان؛ لأنهم لم يتمكنوا من تلاوة بعض آيات القرآن. وقبل ثمانية أشهر أيضا، شهدت كينيا مجزرة جامعة غاريسا، حيث قتل فيها مسلحون صوماليون 147 طالبا.
وذكرت الصحيفة أن المخابرات الكينية كانت قد حذرت من أن أكثر من 200 عنصر من مسلحي حركة الشباب، كانوا قد دخلوا كينيا خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، في وقت يزداد فيه إصرار الرئيس أوهورو جوما كينياتا على إقامة جدار عازل على الحدود بين كينيا والصومال لمنع تسرب المسلحين.