تشهد الساحة السياسية في تونس، الأحد، حدثين متناقضين يُنتظر أن يكون تأثيرهما كبيرا على الحياة السياسية في البلاد، فالأوّل هو حلّ حزب "المؤتمر" طوعيا والاندماج في "حراك شعب المواطنين"، والثاني انقسام "نداء تونس" وتأسيس حزب جديد.
وتصادف أن يكون يوم 20 كانون الأول/ ديسمبر 2015، منعطفا مفصليا في تاريخ حزبين قادا زعيميهما محمد منصف المرزوقي والباجي قايد السبسي إلى قصر قرطاج.
وينتظر أن يعلن الأمين العام لحزب المؤتمر من أجل الجمهورية، عماد الدايمي، اليوم قرار حلّ نفسه طوعيا، والانخراط بشكل تلقائي في حزب "حراك شعب المواطنين" الذي سيرأسه المرزوقي.
يذكر أنّ "المؤتمر من أجل الجمهورية" أسّسه الدكتور منصف المرزوقي سنة 2001، حيث اعتبر نظام بن علي فاسدا غير قابل للإصلاح، ومطالبا بإسقاطه، فيما أسّس الباجي قايد
السبسي "نداء
تونس" سنة 2012 قبل أن يستقيل منه أواخر العام الماضي بعد فوزه بالرئاسة أمام المرزوقي.
الاندماج الكامل
وأفاد الدايمي في تصريح لوكالة "تونس أفريقيا" للأنباء، مساء السبت، بأن حزبه "جزء لا يتجزأ من مبادرة "حراك شعب المواطنين"، باعتباره ساهم في الإعداد لها"، لافتا إلى أن مؤسسات الحزب، قررت الاندماج الكامل في هذا الإطار السياسي الجديد.
وأضاف أن حراك شعب المواطنين "يأتي في وقت مناسب جدا من أجل تحقيق توازن مفقود في المشهد السياسي وإعطاء التونسيين الأمل في وجود بديل قادر على البناء وعلى الإسهام، في حل مشاكل البلاد، وإعطاء دفع جديد، من أجل إنجاح المسار الديمقراطي".
وقال إن الهدف من إعلان هذه المبادرة، هو "التأسيس لإطار سياسي جديد مع شركاء نلتقي معهم في الرؤى والتصورات، حول طبيعة المرحلة القادمة والتحديات المطروحة على البلاد"..
كما أن الدايمي لاحظ أن الحزب الجديد سيكون "مفتوحا أمام الكفاءات الوطنية القادمة من فضاءات أخرى لم تمارس السياسة في السابق، وتدفعها المسؤولية اليوم للمشاركة في تقديم مقترحات وتصورات لإنقاذ البلاد وإنجاح المسار الديمقراطي والتنموي فيها"، بحسب تقديره.
انسلاخ عن النداء
ومن جانب آخر، أعلنت مجموعة القيادي المستقيل من الأمانة العامة لحركة
نداء تونس محسن مرزوق الانسلاخ رسميا عن الحركة، في مؤتمر حضره عدد كبير من المنتسبين للمؤتمر.
وكشف القيادي مصطفى بن حمد في ختام الاجتماع الذي انعقد بمدينة الحمامات السياحية عن بيان الانسلاخ، الذي وقعه عدد من إطارات نداء تونس بمختلف مستوياتها الوطنية والجهوية والمحلية، إضافة إلى ممثلي الحزب بالخارج.
وجاء في البيان الذي تلاه في تصريح إعلامي "إيمانا منا بضرورة التصدي للمسار غير الديمقراطي القائم على التعيينات بالولاءات والمساومات والمماطلة والإقصاء، والذي يستهدف تصفية المبادئ والأهداف التي انبنى عليها المشروع الوطني العصري لحركة نداء تونس، نعلن الانفصال التام عن كل المكونات والهياكل المسؤولة عن الأزمة الحالية وعن إعادة انتاجها والتنكر لشرعية المسار غير الديمقراطي، وعدم الاعتراف بكل القرارات الصادرة عنها".
الفكر البورقيبي
كما دعا البيان إلى "إطلاق مسار المشروع الوطني الأصلي المتواصل مع الفكر البورقيبي وذلك بمشاركة مباشرة من القواعد والإطارات الملتزمة في الحوار حول مبادئ وأهداف المشروع".
وجاء في البيان أيضا "تشكيل لجنة وطنية للمتابعة والاتصال وتشكيل لجان جهوية ومحلية مماثلة مفتوحة لكل الطاقات والقدرات الوطنية وتكوين لجان قانونية وسياسية وتنظيمية وتنظيم ندوة إطارات يوم 9 كانون الثاني/ يناير 2016 للنظر في نتائج أشغال اللجان والمصادقة عليها".
وحدّد البيان تاريخ 10 كانون الثاني/ يناير القادم لعقد اجتماع وطني شعبي للإعلان عن النتائج النهائية لأعمال اللجان، فيما دعا "كل المعنيين بالمشروع الوطني العصر الإصلاحي في البلاد للانضمام لهذا المسار".
"الوطنيون الأحرار" أو "فداء تونس"
ونقل موقع صحيفة "الشروق"، الأحد، عن مصادر من داخل الاجتماع، أنّ من الأسماء المقترحة للحزب الجديد الذي سيقع تأسيسه "الوطنيون الاحرار" أو "فداء تونس".
ويشكّل حزب نداء تونس، الذي تأسّس في 2012 أبرز أحزاب الائتلاف الحاكم في تونس منذ فوزه في الانتخابات التشريعية في تشرين الاول/ أكتوبر من العام الماضي.
وشهد الحزب صراعا داخليا منذ أسابيع وصلت حدّ تبادل العنف والتراشق بالتهم بين أنصار شقين متنازعين داخله يتزعمهما حافظ قايد السبسي، نجل الرئيس الحالي، ومحسن مرزوق مدير حملة الرئيس الباجي في انتخابات العام الماضي ومستشاره السياسي السابق.