أعلنت القوى العالمية الأحد تأييدها لتشكيل حكومة وحدة وطنية في
ليبيا وتعهدت بدعم اقتصادي وأمني للمساعدة في إعادة الاستقرار إلى البلاد التي تعمها الفوضى، والتي أنشأ فيها تنظيم الدولة فرعا له.
وعبّر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الإيطالي باولو جنتيلوني ومعهما مبعوث الأمم المتحدة مارتن كوبلر، عن تفاؤلهم حيال توقيع أغلبية ممثلي الحكومتين المتنازعتين في ليبيا على اتفاق وحدة في 16 كانون الأول/ ديسمبر.
ووقع ممثلون عن 17 دولة بينها مصر وألمانيا وروسيا وتركيا والصين بيانا مشتركا، يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار والتعهد بقطع أي صلات مع الفصائل التي لا توقع على الاتفاق.
وحضر 15 ليبيا يمثلون فصائل مختلفة الاجتماع. وانقضت مواعيد محددة سابقة دون الوفاء بها وسط خلافات داخلية في الدولة مترامية الأطراف المنتجة للنفط، التي تعج بفصائل مسلحة.
وجاء في البيان: "نحن مستعدون لدعم تنفيذ الاتفاق السياسي وتأكيد التزامنا الثابت بتقديم الدعم السياسي الكامل لحكومة الوحدة الوطنية، وكذك المساعدة التقنية والاقتصادية والأمنية وفي مجال مكافحة الإرهاب كما ُهو مطلوب".
وبدا كيري وجنتيلوني اللذان ترأسا الاجتماع على ثقة بأن الاتفاقية باتت قريبة، وشددا على الحاجة إلى حكومة الوحدة لمكافحة التهديد المتنامي لتنظيم الدولة.
وقال جنتيلوني: "رسالة اجتماع اليوم واضحة"، مضيفا: "ما يهم هو استقرار ليبيا لأن هذا سيساهم بدوره في الحرب على الإرهاب".
وانزلقت ليبيا أكثر فأكثر إلى الفوضى منذ الإطاحة بمعمر القذافي قبل أربعة أعوام.
تنظيم الدولة
وكان تنظيم الدولة استغل حالة الفوضى التي شهدتها ليبيا وأقام قاعدة له في سرت وأصبح له نحو 3000 مقاتل، وقد هاجم فندقا وسجنا في
طرابلس وحقول نفط وحواجز أمنية عسكرية. كما نشر مقطع فيديو ذبح فيه 21 مسيحيا من أقباط مصر على شاطيء ليبي.
ويدعو اقتراح الأمم المتحدة إلى تشكيل مجلس رئاسي، على أن يكون مجلس النواب هو المجلس التشريعي إلى جانب مجلس استشاري هو مجلس الدولة.
وللمجلس الرئاسي أن يشكل حكومة في غضون 30 يوما من توقيع الاتفاق، على أن يصدق عليها البرلمان ويدعمها قرار يصدر من مجلس الأمن التابع للامم المتحدة. وقال دبلوماسيون إن عقوبات قد تفرض على المعارضين فيما بعد.
غير أنه في ضوء التشرذم الحاصل في ليبيا، تظل علامات استفهام قائمة حول رد فعل المعارضين والفصائل المسلحة الرافضة للاتفاق، لما سيرون أنها حكومة لا تمثل الجميع وكيف يمكن استمالتهم.
وقال كيري: "نحن مستعدون للاجتماع (مع حكومة الوحدة الوطنية) بسرعة لتسريع قدرتها على استلام زمام الحكم".
وستواجه أي حكومة تحديات هائلة بسبب ما لحق بصناعة النفط من جراء الهجمات والاحتجاجات. وقد انخفض الإنتاج لأقل من نصف مستواه قبل عام 2011 الذي كان يبلغ 1.6 مليون برميل في اليوم.
ويقول المسؤولون الغربيون إنه سيتعين على الليبيين البت في شكل المساعدة الأجنبية التي يريدونها، لكنهم لا يستبعدون شن ضربات جوية من جانب واحد على المتشددين. وقد شنت الولايات المتحدة غارات كما قامت فرنسا بتسيير طلعات استطلاعية.
وستتركز المساعي في البداية على الأرجح على التدريب ودعم القوات المحلية.