أكدت جماعة أنصار الحوثي أن التحالف لم يوقف هجماته على
اليمن مع بدء مفاوضات
جنيف برعاية أممية، مؤكدة أن "العدوان" تصاعد وتضاعف في السواحل الغربية ومأرب والجوف وتعز، وضاعف من غاراته الجوية على مختلف المحافظات.
وقالت الجماعة، في بيان صادر عنها وصل "
عربي21" نسخة منه، إن هذا الأمر "يثبت بما لا يدع مجالا للشك أن العدوان يستغل هذه المحطات لتنفيذ مخططاته؛ لتحقيق مكاسب ميدانية عجز عن تحقيقها إلا تحت عناوين كهذه، كما فعل في عدن وغيرها".
وفي التفاصيل، أوضح البيان أنه "خلال الساعات الماضية شن عمليات واسعة في حرض ومأرب والجوف لا زالت مستمرة تتعدى موضوع خروقات هنا أو هناك، وهذا يدل على تخطيط مسبق، وبتواطؤ واضح من بعض القوى والمنظمات الدولية".
وطالب البيان الشعب اليمني بعدم الالتفات لشائعات "الحوار"، التي تهدف إلى خداع الشعب، ممثلا بجيشه ولجانه الشعبية؛ لمباغتتهم في مختلف الجبهات، فموقفنا هو الدفاع، ومتى ما توقف العدوان سيتضح ذلك، وفي حال استمر العدوان بهمجيته، فإن خيارات الشعب لا تزال مطروحة، وهي خيارات مدروسة، والخطوات القادمة ستكون خطوات كبيرة، ويصعب التراجع بعدها، وما كان سيصل إليه العدوان ومرتزقته قبل الدخول فيها سيصعب عليه الوصول إليها في حال استمر العدوان وأقدم الجيش واللجان الشعبية على تنفيذها.
وحمّل
الحوثيون في بيانهم المجتمع الدولي مسؤولية ما يحصل من تداعيات لاستمرار تصعيد العدوان لعملياته، التي سيكون مقابلها ردود حاسمة خاصة، وقد تم تبديد كل الأعذار والمبررات الواهية التي كان يتشدق بها النظام السعودي ومن يقف وراءه، رغم كل المبررات الواهية التي اختلقها العدوان بعد شن عدوانه، بما في ذلك قرار مجلس الأمن 2216، الذي أتى بعد العدوان بأسابيع، وجعل منه العدوان شماعة لاستمرار عدوانه، وتم قطع كل تلك الذرائع، ووضع النظام السعودي والمجتمع الدولي في زاوية ضيقة بعد التفاهم حول القرار، وغيره من النقاط.
ووجه البيان نداء للشعب يطالبه بالاستمرار في جهوزيته ومضاعفة صموده وثباته حتى يقضى الله أمرا كان مفعولا، وأن يدرك أن المرحلة مرحلة وعي، فيتحلى بأعلى درجات الوعي، فالاستهداف مستمر، سواء بآلة الحرب أو فيما بعد وقف العدوان إن تم ذلك، وما حاول العدوان نيله بآلة الحرب سيفشل في تحقيقه بمختلف الأساليب، وسيتحطم أمام وعي شعبنا وعظمته.
وأكد البيان أن العدوان لم يكن حريصا على الشعب اليمني في جميع مراحل الصراع، وأن الهدف هو نشر الفوضى، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإدخال البلاد في فوضى لا تنتهي.
واتهم الحوثيون النظام السعودي بأنه مستمر في كبريائه وهمجيته واحتقاره للشعب اليمني، من خلال محاولته الزج بمن حضروا في الرياض في الواجهة في المفاوضات ومحاولته التواري عن المشهد التفاوضي، لكي يخرج نفسه من المسؤولية، وتحمل ما ترتب على عدوانه من آثار كارثية على الشعب اليمني، على حد وصف البيان.
واستدرك بالقول: "إلا أننا قبلنا بالحوار مع من دفع بهم العدوان، رغم علمنا بما يهدف إليه النظام السعودي من خلال ذلك، ولو كان لديهم ذرة من شجاعة ونية صادقة لكف أذاهم عن الشعب اليمني لبرزوا بشكل مباشر واعتذروا عن عدوانهم، وعليهم أن يدركوا أن وقوف المجتمع الدولي معهم وتمرير مؤامراتهم على الشعب اليمني لن يعفيهم من ثأر الشعب اليمني، الذي أفرطوا في التنكيل به، وخلقوا جراحا عميقة لا يمكن تضميدها بالمغالطات والمكر والمكائد".
وطالب الحوثيون في ختام بيانهم
السعودية، والتحالف الذي تقوده، بأن يظهروا حسن نواياهم، ويكفوا عدوانهم، ويسهموا بدور إيجابي في دعم العملية السياسية، والشعب اليمني سيكون بمستوى المسؤولية، فكما كان أهلا للدفاع عن نفسه وكرامته واستقلاله، فسيكون أهلا في السلام والعفو والصفح بما يحفظ له الحد الأدنى من كرامته وحريته واستقلاله.