قال الكاتب تسفرير رينات إن هناك مبادرة تتحدث عن إقامة مشروع حقول شمسية في
الصحراء الأردنية لتوريد الكهرباء لإسرائيل ومناطق السلطة الفلسطينية مقابل حصول الأردن على الماء.
وقال الكاتب بمقاله في صحيفة هآرتس إن المبادرة عرضت أمس في ندوة لمعهد بحوث الأمن القومي في تل أبيب، من قبل أعضاء المنظمة البيئية "اكوبس" والتي تضم في عضويتها باحثين
إسرائيليين، وأردنيين وفلسطينيين.
وأشار الكاتب إلى أنه "مع وفرة الإشعاع الشمسي على مدى معظم أيام السنة والعلم الذي راكمته على مدى السنين، كان يفترض بإسرائيل أن تكون نورا للأغيار في كل ما يتعلق بإنتاج الكهرباء الشمسية. ولكن بحثا جديدا يطرح الإمكانية في أن الأغيار بالذات هم الذين سيوفرون النور لإسرائيل. وصحيح حتى نهاية العام 2015 تنتج إسرائيل أقل من 2 في المئة من كهربائها من مصادر متجددة، وليس لأن لديها فائضا من الكهرباء".
وحسب استنتاجات البحث الأولية، كان يمكن أن تقام في الأردن منشآت شمسية على مساحة مئات الكيلومترات المربعة، لتزود قسما مهما من الكهرباء التي يحتاجها هو وجيرانه. ومن أجل توريد نحو خمس استهلاك الكهرباء التي تحتاجها إسرائيل في العام 2030، ستكون بحاجة إلى مساحة 195 كيلومتر مربع. كلفة الاستثمار ستكون 16.5 مليار دولار.
وأوضح أن هذه الكلفة أدنى بـ 30 في المئة من كلفة الكهرباء للمستهلك الإسرائيلي حتى ذاك العام.
وقال إن الماء حسب الخطة، سيضخ في الاتجاه المعاكس، من إسرائيل إلى الأردن وإلى السلطة الفلسطينية. وحسب نتائج البحث، فإنه من أجل التغلب على النقص المتوقع، سيتعين على إسرائيل تقريبا أن تضاعف حجم تحلية المياه، ليصل إلى مليار و100 مليون متر مكعب في السنة. وهذا يتضمن منشأتي التحلية التي ستفعل في قطاع غزة (للسكان المحليين) وما يحليه الأردن في المنشأة التي يقيمها قرب العقبة.
وبحسب باحث إسرائيلي فإن خلفية المشروع هي "أزمة المياه القاسية في المنطقة ففي عمان توجد أماكن لا يتم فيها توريد المياه إلا مرة واحدة في الأسبوع والناس يجمعون الماء في البراميل".
ولفت إلى أن الأفكار التي تم وضعها في مشروع البحث عرضت مؤخرا أمام مندوبي الوزارات الحكومية المختلفة ومع أنها ليست مبادرة حكومية، فمن المهم أن نتذكر أن "اكوبس" أدى دورا مهما في وضع خطة لإعادة تأهيل نهر الأردن الجنوبي، التي في نهاية المطاف تبنتها جهات حكومية في الأردن وفي إسرائيل.
وقال الكاتب إن المشروع إذا طبق سيكون مهما لمصالح إسرائيل التي تحتاج إلى استقرار سياسي في الأردن، الذي هو المفتاح لصد انتشار المحافل المتطرفة مثل المنظمات التي تقاتل في سوريا.