لم تملأ عودة الرئيس
اليمني، عبد ربه منصور هادي، إلى مدينة
عدن (جنوبي البلاد)، الأسبوع الماضي، الفراغ الأمني الذي يعصف بالمدينة، فظاهرة
الاغتيالات وانتشار الميليشيات المسلحة، وحمل السلاح" في شوارع العاصمة المؤقتة، لا تزال عنوانا بارزا للمشهد العام هناك.
وأثار بقاء الباب مفتوحا أمام حالة الفوضى الأمنية في مقر إقامة رئيس البلاد، تكهنات البعض بأن "منصور هادي، لن يكون بمنأى عن الاستهداف"، أمر قد يطرح احتمال تعرض مقر إقامته في معاشيق عدن لهجمات بـ"السيناريو الوارد"، بصورة مماثلة لما حصل من استهداف مقر إقامة، نائب هادي ورئيس
الحكومة، خالد بحاح، مع وزراء آخرين.
غير أن بعض التحليلات استبعدت هذه الفرضية، نظرا لموقع قصر المعاشيق المعزول والمحصن أمنيا.
وفي إحصائية رسمية صادرة عن الأمن العام في عدن، فقد سقط 40 قتيلا في حوادث أمنية متفرقة منذ تحرير المحافظة في 17تموز/ يوليو الماضي.
من جانبه، أكد نائب رئيس تحرير صحيفة 14 أكتوبر( مؤسسة حكومية)، عبد الرقيب الهدياني، أن "الوضع الأمني في عدن والمناطق المحررة لا يزال هشا، ولا توجد أي إجراءات أمنية من شأنها أن تملأ الفراغ القائم، كما لم يحدث أي تحركات أمنية تجاه الجماعات الإرهابية أو الخلايا الأخرى أو حتى أمام ظاهرة حمل السلاح المتفشية في شوارع المدينة".
وقال في حديث خاص لـ"
عربي21" إن عدن شهدت خلال الـ 48 ساعة الماضية، ومنذ وصول الرئيس هادي إليها، ثلاث عمليات اغتيال وقيدت جميعها ضد مجهول".
وأوضح الهدياني، أن مظاهر الفراغ الأمني كثيرة، منها "بقاء مواقع حساسة ومناطق واسعة من عدن، لا تزال تخضع لجماعات من المقاومة الشعبية لم يتم تأطيرها بعد في المؤسستين العسكرية والأمنية"، لافتا إلى أن "أداءها الأمني، غير فاعل". وفق تعبيره
من جانب آخر، استبعد نائب رئيس تحرير 14 أكتوبر، نجاح أي هجوم لقصر الرئيس هادي، كما حدث لمقر الحكومة، معللا ذلك بأن القصر الرئاسي في منطقة المعاشيق، يقع بمكان معزول ومحصن أمنيا ولا يمكن استهدافه بالسيارات المفخخة كما حصل في مقر الحكومة سابقا".
وبحسب الصحفي الهدياني، فإن تحرير تعز، سيوفر حماية أمنية لمحافظة عدن من أي هجمات محتملة من المناطق المطلة عليها، والتي كان يتمركز فيها الإنقلابيون، وقد يستخدمونها في إطلاق صواريخ "باليستية" على وجه التحديد إلى المدينة". في إشارة منه إلى الحوثيين وقوات صالح.
ووصل الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، الثلاثاء الماضي إلى محافظة عدن التي أعلنها عاصمة مؤقتة للبلاد، قادما من العاصمة السعودية الرياض، في وقت تعيش فيه المدينة اضطرابات أمنية وعمليات اغتيالات، طالت عددا من القيادات الأمنية والعسكرية الموالية له.