يعاني الرضيع
الفلسطيني حسام سكافي البالغ من العمر خمسة شهور، المصاب بمرض
الفشل الكلوي، من ارتفاع في درجات الحرارة، وفقدان للوعي، نتيجة عدم انتظام ضغط دمه، جراء نقص المستلزمات الطبية اللازمة لعملية غسيل كلى
الأطفال في قطاع
غزة.
وتقضي أسرة الطفل سكافي أوقاتها متنقلة بين قسمي العناية المركزّة وغسيل الكلى، داخل مستشفى عبد العزيز الرنتيسي بمدينة غزة، بعد أن تدهورت حالته الصحية، جراء استخدام فلاتر لتنقية الدم لا تتناسب مع عمره أو وزنه، كما تقول فاطمة سكافي، خالة الطفل.
وأضافت سكافي أن "أمه فقدت السيطرة على وضعه الصحي، فهو بالإضافة إلى فشله الكلوي، مصاب بارتفاع ضغط الدم، واستخدام فلتر لتنقية الدم، لعمر أكبر من عمره، أدى إلى حدوث عدم انتظام في ضغط دمه، الأمر الذي تسبب بتدهور واضح في صحته".
وتعرب سكافي عن قلقها على حالته الصحيّة وحياته، في حال استمر نقص الفلاتر اللازمة لعمليات غسيل الكلى، مشيرة إلى أنه يخضع لثلاث عمليات غسيل كلى أسبوعيا.
والطفل سكافي، واحد من عشرات الأطفال الذين يخضعون لعمليات غسيل الكلى داخل مستشفى عبد العزيز الرنتيسي بغزة، ويعانون من مضاعفات صحية متعددة جرّاء نقص الفلاتر، أكثرها مرض "انخفاض ضغط الدم"، الذي قد يتسبب بالوفاة.
وعلى سرير آخر، داخل قسم غسيل الكلى في المستشفى نفسه، يرقد الطفل يحيى الحاج ابن العام والنصف، وأنابيب تنقية الدم موصولة بجسده الصغير، إذ يخضع لعمليات غسيل الكلى، بشكل يوميّ.
ومنذ نفاد فلاتر تنقية الدم المخصصة للأطفال، من مخازن وزارة الصحة بقطاع غزة، يعاني الطفل الحاج من فقدان مستمر لتوازنه، جراء استخدام فلتر (f5) والمعروف علميا أنه يتم استخدامه لأعمار تزيد عن عمر الطفل الحاج.
وقال والده، محمد الحاج: "استخدام هذا الفلتر المخصص للمرضى ذوي الأعمار الكبيرة، يعمل على سحب كميات دم أكبر من اللازم سحبه، ما يؤدي إلى انخفاض ضغط دمه، فيعرضه لفقدان توازنه أو وعيه في بعض الأحيان".
ويتخوف الحاج على صحة طفله، وعلى حياته، في حال استمر نقص "الفلاتر" في مستشفى الرنتيسي للأطفال بغزة.
وحذّرت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، في بيان لها نشرته في نهاية أيلول/ سبتمبر الماضي، من توقف خدمات غسيل الكلى في مستشفياتها، جراء النقص الحاد في أجهزة فلاتر غسيل الكلى وأنابيب نقل الدم.
وقالت الوزارة إن "نقص الفلاتر سيسبب صعوبة في تقديم الخدمات لأكثر من 544 مريضا بالفشل الكلوي، منهم الأطفال الذين يحتاجون إلى 250 جلسة غسيل في الشهر".
وفي السياق ذاته، قال مسئول التمريض في قسم غسيل الكلى، أحمد عطا الله: " مخازن الأدوية والمستهلكات الطبية في وزارة الصحة، تعاني من نفاد عدة أنواع من فلاتر تنقية الدم والمستخدمة في عمليات غسيل الكلى، بالإضافة إلى نفاد أنواع أخرى من المستهلكات الطبية، كالبلازما".
وتابع قائلا: "من أنواع الفلاتر التي بلغ رصيدها صفر في مخازن وزارة الصحة، فلاتر (F3) المستخدمة لأطفال من عمر (6 شهور- سنة ونصف)، و(F4) التي تستخدم لأطفال من عمر (4 سنوات)".
ولفت إلى وجود نقص في بعض المستلزمات الطبية المستخدمة في جلسات غسيل الكلى كـ"البودرة، والسائل الغسول".
وذكر أن الأطفال الذين تبلغ أعمارهم من (6 شهور، وحتّى 4 سنوات)، ويصعب التعامل مع جلسات غسيل الكلى خاصّتهم، بسبب نفاد كميات الفلاتر المخصصة لهم، يتم تحويلهم للعلاج بالخارج.
ومضى قائلا: "أما الأطفال الذين يقرر الأطباء أن وضعهم الصحي يتحمّل عمليات غسيل الكلى باستخدام فلاتر كبيرة، غير مخصصة لأعمارهم وأوزانهم، نفعل لهم ذلك".
ولفت إلى أن الطفل المصاب بأمراض الكلى في قطاع غزة بات مهددا بفقدان حياته أثناء جلسات غسيل الكلى؛ نظرا لاستخدام فلاتر تنقية دم أكبر من التي يحتاجها، ما يصيبه بانخفاض في ضغط الدم "حاد"، مؤكدا على خطورة أوضاعهم الصحية.
ويبلغ عدد الأطفال الذين يخضعون لعمليات غسيل الكلى، داخل مستشفى الرنتيسي (28 طفلا)، حسب عطا الله.
وتتهم وزارة الصحة في غزة، حكومة الوفاق بعدم تسلّم مهامها في القطاع، وإعاقة دفع المصاريف التشغيلية لها، ما يعيق توفير مستلزمات مستشفيات قطاع غزة.
وتبرر حكومة التوافق، التي تشكلت قبل عام، عدم تسلم مهام عملها، بتشكيل حماس "حكومة ظل"، في غزة، وهو ما تنفيه الحركة.