أحبطت السلطات التركية اعتداء "كبيرا" في إسطنبول كان مخططا تنفيذه الجمعة في اليوم ذاته الذي نفذت فيه اعتداءات باريس الدامية التي أوقعت 132 قتيلا، وفق ما أعلن مسؤول حكومي.
ونقلت وكالة "فرانس بريس" عن المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته، قوله: "نعتقد أنهم كانوا يخططون لهجوم في إسطنبول في اليوم ذاته لهجمات باريس (...) والمعطيات الأولية لتحقيقاتنا تشير إلى أننا أحبطنا هجوما كبيرا".
وفي نفس السياق، قال مصدران أمنيان الأحد إن السلطات التركية تشتبه في أن متشددا بريطانيا بارزا اعتقل في
تركيا الأسبوع الماضي ربما كان يخطط لتنفيذ هجمات في إسطنبول على غرار
هجمات باريس.
وقال مسؤولو أمن أتراك الجمعة إن رجلا يعتقد أنه "أيان ليزلي ديفيز" وهو زميل للمتشدد البريطاني في تنظيم الدولة المعروف باسم "جون الجهادي" اعتقل في إسطنبول الأسبوع الماضي.
وقال مصدر منفصل إن ديفيز اعتقل مع آخرين ربما كانوا يخططون لهجوم في إسطنبول بالتزامن مع الهجمات بالأسلحة والقنابل في باريس التي قتل خلالها 129 شخصا على الأقل.
وقال المصدر "ديفيز شخصية تتحمل مسؤوليات كبيرة داخل تنظيم الدولة ولم يقبض عليه وحده بل كان مع مجموعة."
وتابع قوله "الآن نحقق فيما إذا كانوا خططوا لهجوم في إسطنبول مماثل للهجوم في باريس. ونشتبه بأنه ربما كان سيحدث
هجوم بالتوازي مع هجوم باريس في اليوم نفسه."
وديفيز هو واحد من مجموعة من المتشددين البريطانيين الذين يعتقد أنهم كلفوا بحراسة سجناء أجانب لدى تنظيم الدولة إلى جانب محمد إموازي الذي لقب بـ"جون الجهادي" بعد ظهوره في مقاطع فيديو لقتل رهائن أمريكيين وبريطانيين. وقال مسؤولون أمريكيون وبريطانيون إنه يعتقد أن إموازي قتل في ضربة بطائرة بدون طيار في سوريا.
وإسطنبول هي واحدة من أكثر المقاصد السياحية شعبية في العالم، ويزورها أكثر من عشرة ملايين سائح في العام.
ومن ناحية أخرى، قال المصدر إن ثمانية أشخاص يشتبه في صلاتهم بتنظيم الدولة اعتقلوا في أنقرة الأحد لكنه رفض الكشف عن جنسياتهم.
*خطر أكبر
وهذه الاعتقالات هي الأحدث ضمن ما يعتبرها الكثير من حلفاء تركيا الغربيين حملة أمنية تأخرت كثيرا ضد أنشطة الإسلاميين المتشددين في تركيا عضو حلف شمال الأطلسي المتاخمة للعراق وسوريا.
وقال مسؤول تركي كبير آخر إن نشاط تنظيم الدولة زاد في تركيا، الأمر الذي أدى لتوسيع نطاق استجابة قوات الأمن.
وقال المسؤول "تنظيم الدولة أيضا يغير أساليبه ولا ينفذ هجمات داخل سوريا وحسب، إنه يظهر وجودا أكبر هنا، ومن ثم فإننا نوليه المزيد من الاهتمام ونتعامل مع ذلك."
وتبادلت الشرطة التركية ومن يشتبه في أنهم من عناصر تنظيم الدولة إطلاق النار للمرة الأولى خلال حملة مداهمة في إقليم ديار بكر الجنوبي الشرقي في أواخر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وقتل شرطيان تركيان وسبعة متشددين، ووقعت مواجهات فيما سبق على الحدود السورية التركية.
وقال مسؤول تركي كبير ثان "الآن باتت التهديدات والهجمات من تنظيم الدولة التي كانت تحدث كل ستة أو سبعة أشهر تحدث كل شهر أو شهرين، هذه مشكلة خطيرة للغاية".