في مسرح باتاكلان الباريسي، كان المهاجمون يرددون الجمعة قبل ارتكاب مجزرة بين الجمهور: "إنها مسؤولية هولاند، لا يجدر به التدخل في
سوريا!"، وفق ما روى أحد الشهود لوكالة فرانس برس.
وقال مقدم البرامج في الإذاعة والتلفزيون، بيار جانازاك: "كنت أحضر الحفل الموسيقي مع شقيقتي وأصدقاء. كنا جالسين في الطابق العلوي. مضت حوالي ساعة على بدء حفل فرقة (إيغلز أوف ديث ميتال)، حين سمعنا طلقات نارية في الأسفل. ظننا في البدء أن ذلك جزء من الحفل، لكننا سرعان ما أدركنا ما يجري".
وتابع: "كانوا ثلاثة على ما أعتقد، وكانوا يطلقون النار مباشرة على الحشد. كانوا يحملون بنادق ضخمة، أعتقد أنها كلاشينكوف.. كانت تبعث دويا هائلا وراحوا يطلقون النار بدون توقف".
اقرأ أيضا:
140 قتيلا بهجمات متزامنة بباريس وإعلان الطوارئ (فيديو+صور)
اقرأ أيضا:
مشاهد من هجمات باريس بإستاد فرنسا وقاعة باتاكلان (فيديوهات)
ولفت إلى أن المهاجمين "لم يكونوا ملثمين"، مضيفا أنهم "فتحوا النار على الحشود بكل بساطة، بدون توقف، يتهيأ لي أنه كان لديهم الكثير من الذخائر. ثم وقع انفجار أقوى، لكنني لا أدري تماما ما حصل".
وقال: "اختبأت في الحمامات في الطابق العلوي، كنا أربعة في الحمامات، لم يأتوا إلى هناك. كانوا يحتجزون رهائن وسمعتهم يتكلمون إليهم. كانوا يقولون إن هناك عشرين رهينة، لكنني لم أخرج للتحقق..".
وتابع روايته قائلا: "سمعتهم يحاولون التفاوض مع الشرطة من النافذة، سمعتهم بوضوح يقولون للرهائن (إن هذا بسبب هولاند، هذا بسبب رئيسكم، لا يجدر به التدخل في سوريا). وذكروا العراق أيضا".
وكانت
فرنسا أول دولة تنضم إلى التحالف في شن ضربات جوية ضد التنظيم في العراق، لكنها استبعدت فعل الشيء نفسه في سوريا، خشية أن يصب ذلك في مصلحة الأسد، غير أنها بدأت لاحقا بالتحليق فوق سوريا لجمع المعلومات حول
تنظيم الدولة هناك، لتعلن بعدها شن غارات في سوريا.
اقرأ أيضا:
فرنسا تدرس توجيه ضربات جوية لتنظيم الدولة في سوريا
اقرأ أيضا:
فرنسا تشن غارات ضد تنظيم الدولة في سوريا
وأعلنت الرئاسة الفرنسية في بيان صادر عنها، أن فرنسا "ضربت في سوريا" استنادا إلى معلومات جمعت خلال الطلعات الاستطلاعية الجوية.
وقالت الرئاسة إن هذه العملية "جرت في إطار احترام استقلالنا في تحركنا بالتنسيق مع شركائنا في المنطقة"، وهي تؤكد التصميم على "مكافحة التهديد الإرهابي الذي تمثله داعش"، بدون إضافة أي تفاصيل عن العملية.
وأضافت: "سنضرب في كل مرة يمس فيها الأمر أمننا القومي"، وذلك بعدما تحدثت السلطة التنفيذية عن الدفاع المشروع عن النفس، لتبرير عزمها على شن ضربات جوية في سوريا ضد تنظيم الدولة..
وتابع الشاهد: "ثم سمعنا إطلاق نار حين تدخلت الشرطة. كان الرصاص ينطلق في كل الاتجاهات ودوت انفجارات من جديد".
وذكر أن عناصر الشرطة عمدوا بعد بعض الوقت إلى "فتح باب وطلبوا منا أن نخرج. طلبوا مني أن أخلع قميصي قبل أن أخرج ليتأكدوا من أنني لا أحمل قنبلة".
وقتل 120 شخصا في سلسلة اعتداءات متزامنة مساء الجمعة في باريس، بحسب حصيلة مؤقتة. وقضى معظمهم في مسرح باتاكلان. كما أنه قتل ثمانية من المهاجمين لم تعرف هوياتهم بعد.