كتب هشام ملحم: قبل سبع سنوات كانت طموحات باراك أوباما في الشرق الأوسط كبيرة؛ التوصل إلى سلام بين الفلسطينيين وإسرائيل خلال ولايته الأولى، فتح الجسور المغلقة مع إيران وسوريا، وفتح صفحة جديدة مع العالم الإسلامي، وإنهاء أطول حربين في تاريخ الولايات المتحدة في أفغانستان والعراق. الآن ومع اقترابه من بدء سنته الثامنة الأخيرة في البيت الأبيض، يستطيع باراك أوباما أن يقول إن إنجازه الوحيد هو الاتفاق النووي مع طهران، الذي لا يبدو أنه سيؤدي إلى بداية جديدة مع ايران، التي لا تزال واشنطن تعتبر نشاطاتها في العراق وسوريا "تخريبية".
العلاقات الأميركية مع بعض الدول المسلمة المهمة (باكستان، تركيا، السعودية ومصر) إما فاترة وإما متوترة. والولايات المتحدة لا تزال متورطة عسكرياً في أفغانستان والعراق (وأيضاً في سوريا)، والاهم من ذلك هو أن وجودها العسكري سوف يبقى إلى ما بعد انتهاء ولاية أوباما في كانون الثاني 2017، إذ سيورثه لخلفه. وأقصر مسافة قطعها أوباما خلال سنواته السبع في البيت الأبيض كانت على طريق السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل. بعد السنوات السبع العجاف وصل عدد المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية إلى أكثر من 350 ألفاً، إضافة إلى 300 الف في القدس والأراضي المحيطة بها والتي احتلتها إسرائيل عام 1967.
عندما التقى الرئيس أوباما رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو الاثنين في واشنطن تركزت محادثاتهما على ايران وسوريا والمساعدات العسكرية و"عملية السلام" الفلسطينية - الإسرائيلية. وقبل وصول نتنياهو، قال روبرت مالي منسق شؤون الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي للصحافيين: "لن يكون هناك اتفاق على حل نهائي شامل خلال وجوده (أوباما) في منصبه، وربما لن نستطيع ترتيب مفاوضات جدية بين الطرفين" خلال هذه الفترة. لذلك أراد أوباما "الاستماع" إلى آراء نتنياهو ومقترحاته في شأن ما يمكن اتخاذه في الأراضي المحتلة من إجراءات تخفف من حرارة التوتر بين الطرفين، بعد تصاعد أعمال العنف في الشهرين الأخيرين، ولإنقاذ حل الدولتين وتفادي بروز "حل الدولة الواحدة".
نتنياهو حمل معه بعض المقترحات التي يمكن وضعها في خانة "تحسين نوعية حياة الفلسطينيين" تحت الاحتلال مثل تخفيف أثر الحواجز الأمنية على تحركاتهم، وتوفير فرص العمل، إلى ما هنالك من إجراءات شكلية لا تمس بالاحتلال. هذا ما انحدرت إليه طموحات أوباما في نهاية سنته السابعة في السلطة. موسم التملّق لإسرائيل في سنة الانتخابات الرئاسية في أوجه الآن، وقت الذي يستمر الانهيار العربي في سوريا والعراق وما أبعد منهما وهو انهيار له أسباب سياسية وثقافية واقتصادية مختلفة منها فشل قيادة أوباما في المنطقة.