ما زال الغموض يلف تفاصيل حادثة مركز تدريب الشرطة في منطقة
الموقر الأردنية التي
قتل فيها ثلاثة مدربين أمريكيين وجنوب أفريقي، بالإضافة إلى أردنيين اثنين، بعد إقدام الضابط الأردني أنور أبو زيد الذي يعمل مدربا في المركز على إطلاق النار عليهم خلال تناولهم الغداء وفق الرواية الرسمية.
وتطالب عائلة الضابط أبو زيد بكشف تفاصيل الحادثة ومعرفة السبب الحقيقي لما وقع في المركز غداة ذلك اليوم، خاصة مع تضارب الرواية الرسمية التي تحدثت عن انتحاره في بادئ الأمر، وبعد رفض العائلة هذه الرواية فإنها تغيرت إلى مقتله على يد الحراسات الموجودة داخل المركز.
وكشف فادي أبو زيد شقيق الضابط أن معلومات وصلت إلى العائلة من مصدر رفض الكشف عنه، تفيد بأن من قتل شقيقه ضباط أمريكيون كانوا في المركز.
وقال أبو زيد: "لقد وصلت للعائلة من مصدر خاص، معلومات أكدت لنا أن الضباط الأمريكيين هم من قتلوا شقيقي، وذلك خلال اشتباك مسلح مجهولة أسبابه إلى هذه اللحظة"، مشيرا إلى أن من سقط من القتلى والمصابين في المركز، كان بسبب هذا الاشتباك، أي إنهم لم يكونوا مقصودين، إنما أصيبوا لوجودهم في محيط الاشتباك، على حد قوله وفقا لموقع "أردن" المحلي.
وكشف عن قيام الأجهزة الأمنية بحجز كل العسكريين والشرطيين الذين شهدوا حادثة إطلاق النار في مركز التدريب، علاوة على صدور تعليمات بـ"منع زيارة المصابين الذين يتم علاجهم في المستشفى، وذلك للسبب نفسه"، وفق قوله.
وبيّن فادي أبو زيد الذي يعمل مدرسا للغة الإنجليزية في مدارس محافظة جرش، أن "العائلة طلبت من الأجهزة المختصة تفريغ ومشاهدة كاميرات المراقبة الموجودة في مكان الحادث، من أجل المساعدة في التحقيقات الجارية، ولكننا لم نلق تجاوبا في هذا الموضوع، بل إن الجهات المختصة رفضت الإفصاح عما إذا كان هناك كاميرات مراقبة أم لا".
ولفت أبو زيد إلى أنه علم من مصادر مقربة من التحقيقات أن "السلاح المستخدم في الحادثة هو من نوع كلاشنكوف مدني وليس عسكريا" مشيرا إلى أنه وفي حال "صحت المعلومات، فكيف يتمكن شخص من إدخال سلاح مدني إلى منشأة عسكرية محاطة بحراسة أمنية مشددة؟".
وتحدث عن آخر اللحظات التي عايشها مع شقيقه، وقال: "كان شقيقي أنور في بيتي قبل الحادثة بيوم، وقد شربنا سويا القهوة، وقد لاعب ومازح أطفالي، لقد كان ودودا وحنونا". وشدد فادي على دفع الشبهات عن شقيقه بقوله: "لا علاقة لأنور بأي جهات متطرفة، لقد كان وقته مقسما بين العمل والمنزل والمسجد فقط".
من جانبها، استنكرت عشائر منطقة ريمون في محافظة جرش (شمالا) والتي ينحدر منها الضابط أنور أبو زيد في بيان عقب اجتماعها بمضافة عشيرة السعد مساء الثلاثاء، الحادثة والرواية الرسمية التي قالوا إنها "تحاول إلصاق التهمة بابنها وتحميله مسؤولية قتل اثنين من أبناء الشعب الأردني إلى جانب مقتل عدد من المدربين الآخرين"، مؤكدة "رفضها التام وعدم قبول الرواية المتضاربة بين ليلة وضحاها"، وفقا للبيان.
وكان شيخ عشيرة السعد التي ينتسب إليها الضابط أبو زيد رفض في تصريحات لمواقع أردنية محاولة بعض الجهات التي لم يسمها إلصاق تهمة التطرف بابنهم.
وقال سليمان السعد، النائب الأسبق في مجلس النواب الأردني والقيادي في الحركة الإسلامية، إن أنور كان يصلي كأي مسلم في هذا البلد، وعليه فإنه لا يجوز السؤال عن الوسطية والتطرف بناء على صلاته لأن كل الشعب يصلي.
وشدد على أن أنور لم يدخل السلك الأمني إلا بعد أن اجتاز الفحوصات المطلوبة بما فيها الإجراءات الأمنية وشهادات حسن السيرة السلوك، وهو ليس ضابطا عاديا، بل إنه ضابط يعمل في جهاز الأمن الوقائي وهو جهاز أمني له مهام استخبارية.
ولفت إلى أن نجلهم ربما تعرض لما تعرض له الجندي أحمد الدقامسة الذي قتل طالبات إسرائيليات عام 1994، خلال زيارة للجانب الأردني من الأغوار بعد قيامهن بالاستهزاء به خلال الصلاة، وحكم عليه بالسجن المؤبد وما زال يقبع في السجن حتى الآن.
يشار إلى أن النقيب أنور أبو زيد من مواليد 1986 وتخرج من جامعة مؤتة الجناح العسكري برتبة ضابط ملازم، وحصل على ترفيعات جراء سجله الشرطي حتى وصل إلى رتبة نقيب قبل وقوع الحادثة.