لم تجد صحيفة
مصرية وسيلة لإغاظة الصحف البريطانية، والنيل منها، سوى تصوير مصر في صورة حذاء عسكري (بيادة) يدهس الصحف البريطانية الرئيسة: "ديلي ميل، وإندبندنت، وديلي تليغراف"، وإلى جوارها عنوان يقول: "مصر ضد الكسر".
الصحيفة هي "المساء"، صحيفة مسائية يومية تصدر عن مؤسسة دار التحرير، وهي مؤسسة حكومية، تصدر عددا من الإصدارات الصحفية، من بينها صحيفة "الجمهورية".
جعلت "المساء" مانشيتها يوم الاثنين بعنوان: "مصر ضد الكسر"، وإلى جوارها الرسم المذكور، مستهدفة مهاجمة الصحف البريطانية، باعتبار أنها كشفت قصة نجاة طائرة ركاب بريطانية من صاروخ أطلقه الجيش المصري لدى هبوطها بمطار شرم الشيخ، في آب/ أغسطس الماضي، الأمر الذي اعترفت به السلطات المصرية، معللة ذلك بقيام الجيش بتدريبات في تلك المنطقة، وأن
الطائرة البريطانية كانت على علم بذلك.
وتناقل نشطاء عرب وغربيون على مواقع التواصل الاجتماعي صورة "المساء" ساخرين من أنها أساءت إلى بلادها، من حيث أرادت الإساءة للصحف البريطانية.
وتعجب الناشط المصري محمد صالح من أن "الجريدة مصورة مصر على أنها "بيادة"، متسائلا: "هي مصر الدولة، ولا الجيش هو الدولة؟".
وفي الموضوع، نقلت الصحيفة آراء عدد من خبراء الإعلام المصريين في كيفية الرد على الصحف البريطانية التي اتهمتها بأنها شنت هجوما على مصر، بعد حادث سقوط الطائرة الروسية، وأن هذه الحملة لم تستند إلى معلومات دقيقة، مشيرة إلى أن التحقيق ما زال قائما، وأنه ليس هناك تقرير نهائي بها.
ورأت الصحيفة أن هذا الأمر يتطلب الرد وفقا للمعلومات الصحيحة التي توصلت إليها التحقيقات، والتعامل بمنطقية وهدوء، التزاما بالسير علي نهج السيسي ذاته، الذي استعاد العلاقات مع الدول، قائلة إنه "يجب الرد بأسلوب راق ومحترم"، وهو ما لم تلتزم به الصحيفة نفسها فعليا.
ووفقا للصحيفة، طالبت أستاذة الإعلام السياسي في جامعة المنصورة، الدكتورة عايدة السخاوي، بإعداد استراتيجية للتعامل مع الصحف البريطانية المهاجمة لمصر، وكشف الجهات المالكة لهذه الصحف التي تلعب دورا كبيرا في توجيه سياستها من خلال تلك القنوات؛ بهدف تدمير السياحة المصرية، والإطاحة بالاقتصاد، وفق تعبيرها.
ونقلت "المساء" عن نائب رئيس جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا وعميد كلية الإعلام في الجامعة، الدكتور فاروق أبوزيد، قوله إن الصحف البريطانية التي تهاجم مصر، سواء أكانت "الإندبندنت" أو "الديلي ميل" أو "التليغراف"، تتصرف وفقا لرأي حكومتها التي تعلق علي حادث سقوط الطائرة الروسية بأن المعلومات المخابراتية لديها تؤكد تعرض الطائرة لحادث إرهابي، فقامت بجلب السياح من شرم الشيخ، وأيضا روسيا أعادت السياح، فكل هذه الأنباء ليست دقيقة أو منطقية، وفق قوله.
أما أستاذ الإعلام السياسي في جامعة القاهرة، الدكتور صفوت العالم، فقال إنه ليس مطلوبا الرد بهجوم على هذه الصحف البريطانية المعروفة بامتلاك قطر والإخوان لها بأكثر من 50 في المئة من أسهمها، وفق زعمه.
يذكر أن
الصحف المصرية تشن حملة شعواء في الوقت الراهن على الصحف البريطانية، وتتهمها بالفبركة، وانعدام المصداقية، واختلاق الأكاذيب، وذلك على إثر تغطية الصحف البريطانية لحادثة سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء، وترجيح هذه الصحف أنه تسبب عمل إرهابي في انفجارها.