تناقض صارخ بين خوض الجيش حربا جديدة، ولكن على الأسعار، في وقت تزداد فيه التكهنات بوجود شبهة جنائية في حادث سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء، السبت الماضي، الذي خلف 224 قتيلا، بينهم 17 طفلا، برغم أن سيناء مسؤولية هذا الجيش نفسه، برا، وبحرا، وجوا.
هذا التناقض جسدته - بدون أن تشعر - الصحف
المصرية الصادرة الثلاثاء 3 تشرين الثاني/ نوفمبر 2015، ما يوضح إلى أي مدى تم توريط الجيش في أمور ليست من مسؤولياته، في وقت ترك فيه ساحته الأساسية للحوادث المثيرة للجدل، كحادث هذه الطائرة، وفق مراقبين.
هكذا توزعت اهتمامات الصحف الرئيسة، وغالبية مانشيتاتها، بين هذين الموضوعين، وتوزعت عليها، كما سيأتي.
الجيش يخوض حربا على الأسعار
خرجت صحف الثلاثاء تتفاخر بالحرب الجديدة التي يخوضها الجيش على الأسعار.
فقالت "الشروق": الجيش يبدأ هجوم "ضبط الأسعار"، مشيرة إلى أن القوات المسلحة بدأت أمس الدفع بسيارات لبيع المواد الغذائية بأسعار كخفضة، تنفيذا لتعهدات الرئيس (رئيس الانقلاب) عبدالفتاح
السيسي، الأحد، بالعمل على خفض أسعار المواد الغذائية نهاية الشهر الحالي.
ومن جانبه، قال عضو مجلس إدارة اتحاد الصناعات، عبدالرحمن الجباس، إن خفض الأسعار خلال شهر شبه مستحيل، لأن التجار والصناع لن يتنازلوا عن هامش الربح، حيث إن التكلفة السعرية للمنتجات والسلع الغذائية مرتفعة، بعد ارتفاع سعر الدولار، فضلا عن عدم تواجده بالبنوك المحلية، وصعوبة فتح الاعتمادات المستندية، وفق "الشروق".
وبدأت الحرب على الأسعار
هكذا جاء مانشيت "اليوم السابع" قائلة إن الحكومة ممثلة في وزارات التموين، والداخلية، والزراعة، والتنمية المحلية، وجهاز حماية المســتهلك، رفعت درجة الطوارئ، ووضعت خطة لمواجهة ارتفاع الأسعار، تنفيذا لمــا أكــده الرئيس عبــد الفتاح السيسي، في خطابه أمــس الأول.
وبــدأت المحافظات أمس في تشــكيل لجــان لتحديد منافذ بيع الســلع المخفضة أســعارها، وأكدت مصــادر مطلعــة - بحسب "اليوم السابع" - أن المحافظات شــكلت لجانا تضم قيادات من المحليات، والشرطة والجيش، لتحديد المنافــذ لتغطيــة معظــم المناطق، مــع التركيز على المناطق الشــعبية.
في السياق نفسه، قالت البوابة: "البوابة" تحقق في وعود السيسي. وأشارت إلى أن القوات المسلحة ستطرح منتجات بتخفيض 25%، وأن هناك تخفيضات على السلع الأساسية في مجمعات
"الأهرام" و"النيل".
ومن جهتها، خصصت الأهرام مانشيها لموضوع الأسعار نفسه أيضا، فقالت: "سلع غذائية بأسعار مخفضة في 4 آلاف منفذ.. التموين: التوسع في إقامة السلاسل التجارية بجميع المحافظات".
وبحسب الصحيفة: "بدأت وزارة التموين في تنفيذ تكليفات الرئيس عبدالفتاح السيسي للعمل على مواجهة ارتفاع الاسعار، بطرح كميات كبيرة من اللحوم والدواجن والسلع الغذائية بأسعار مخفضة بنسبة تصل إلى نحو 20% عن أسعار السوق، من خلال 4 آلاف منفذ تمويني على مستوى الجمهورية".
ونقلت "الأهرام" عن وزير التموين والتجارة الداخلية، خالد حنفي، تأكيده أن هناك تعاونا وثيقا بين منافذ البيع والسيارات المتنقلة التابعة للوزارة ومنافذ جهاز الخدمات العامة للقوات المسلحة، لتكثيف المعروض من المواد الغذائية بأسعار مخفضة، في إطار المنافسة بين الدولة والقطاع الخاص من أجل المواطن، بحسب ما قال.
وفي مانشيتها أشارت "المصري اليوم"، أيضا، إلى: "خطة الحكومة لتنفيذ وعد الرئيس بـ"حصار الأسعار"، مشيرة إلى أن هذه الخطة تتضمن تخفيض حلقات البيع والوسطاء ليتم طرحها بشكل مباشر للمواطنين من خلال أسواق الجملة، وتطوير المجمعات الاستهلاكية، ومنح قروض للشباب، تتيح لكل 5 شباب الحصول على سيارة نقل مبرد، تحصل على السلع من خضار وفاكهة من منافذ الحكومة.
ومن المقرر أن تشارك القوات المسلحة في تنفيذ الخطة من خلال استغلال منافذها، وستعرض، خلال اجتماعها نهاية الأسبوع الجاري، عددا من الإجراءات لإقرار الخطة، للسيطرة على ارتفاعات الأسعار، والحد من التضخم، بالإضافة إلى زيادة الدعم المقدم للمواطنين من خلال البطاقات التموينية، وفق المصري اليوم.
ونبهت الصحيفة إلى قول السيسي - في كلمته بالندوة التثقيفية للقوات المسلحة الأحد - إن مشكلة الأسعار لم تغب عنه طوال الفترة الماضية، و"إن شاء الله آخر هذا الشهر ستكون الدولة خلصت تدخلها لخفض الأسعار بشكل مناسب".
تطورات حادثة الطائرة الروسية
في سياق متصل، ركزت صحف الثلاثاء على موضوع سقوط الطائرة الروسية من زاوية عودة شبهة
"العمل الإرهابي في الحادث".
وبحسب مانشيت "الشروق": "الكرملين يعيد شبهة العمل الإرهابي في حادث الطائرة الروسية".
فقد ارتفعت في موسكو أمس نبرة الحديث عن وجود فرضية "العمل الإرهابي" وراء تحطم الطائرة الروسية في سيناء، إذ أعلن الكرملين أنه لا يجوز استبعاد أي فرضية عند التحقيق في أسباب الحادث، بحسب تصريحات السكرتير الصحفي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، دميتري بيسكوف.
ومن جهتها، رجحت شركة "كوجاليم آفيا" المالكة للطائرة، في مؤتمر صحفي، لنائب مديرها العام، ألكسندر سمير نوف، تعرضها لتأثير خارجي أدى إلى تحطمها، باعتباره التفسير الواقعي الوحيد لما أعلنه المحققون عن تفكك الطائرة ، وهي في الجو، قبل سقوطها على الأرض، وفق "الشروق".
وفي المقابل، قالت "الوطن" - في مانشيتها -: "التحقيقات تستبعد قصف الطائرة.. وروسيا: كل الاحتمالات واردة".
ونقلت "الوطن" عن "مصدر سيادي" قوله إن "طريقة سقوط الطائرة لا تدل على استهدافها بأي عمل إرهابي، وإن التحقيقات استبعدت كل سيناريوهات تعرض الطائرة لقصف إرهابي".
ونقلت الصحيفة عن مصادر قولها إن مصر رفضت طلبا
روسيا بنقل الصندوقين الأسودين إلى موسكو، أو إجراء التحقيقات هناك، بحجة أن أحد الصندوقين به تلفيات.
وأضافت أن لجنة التحقيق تترأسها مصر وتضم مندوبين عن روسيا وإيرلندا وشركة إيرباص وفرنسين وألمانيين ومندوبا عن شركة التأمين التي ستدفع تعويضات الضحايا، وأن التحقيقات تجري بالإدارة المركزية للحوادث بوزارة الطيران.
ومن جهتها، تحدثت "اليوم السابع" عن أن: "النيابة تستدعي مسؤولى مطار شرم الشيخ في قضية الطائرة الروسية".
وبحسب الصحيفة: "يضــع الصندوقــان الأســودان للطائرة، اللذان من المفتــرض تفريغ بياناتهما اليــوم الثلاثاء، كلمة الفصــل في الحــادث، فيمــا تواصلت لليــوم الثالث علــى التوالي، عمليــات البحث عن أشــلاء ضحايــا الطائــرة، واســتمرت التحقيقــات الموسعة التي شــارك فيها خبراء طيران روسيون ومصريون".
في الوقت ذاته تحدثت البوابة عن "فخ كوجاليم آفيا" للهروب من مسؤولية الطائرة المنكوبة، وكذك فخ توريط مصر في الحادث، مشيرة إلى أن تصريحات الشركة المالكة للطائرة دفعت الكرملين إلى التلميح بتعرضها لعمل إرهابي في سماء العريش.
وكشفت الصحيفة أن القوات المسلحة بدأت في رفع متعلقات ضحايا الحادث
ومن جهتها، رأت صحيفة "الدستور" في مانشيتها أن: "لغز انفجار الطائرة المنكوبة يزداد غموضا".
وأكدت أن الطائرة انفجرت فجأة دون إشارات أو استغاثات مع برج المراقبة، مشيرة إلى وصول كبير المحققين الروس على رأس وفد كبير، وانضمام فريق آخر من هولندا وإيرلندا للجنة التحقيق.
وكشفت أن مفاجأة التحقيق هي أن الخبراء يفحصون قطعا من جسم الطائرة في مكان الحادث نفسه للتأكد من احتمال انفجارها بعبوات ناسفة أو من عدمه.
ونقلت عن خبير أمني، لم تسمه، قوله إن توسيع دائرة البحث إلى 50 كيلو معناه أن الطائرة انفجرت في الجو، وفي المقابل هناك تأكيدات بأن الطائرة لم تضرب بصاروخ.
وأضافت الدستور أن شركات الطيران الإماراتية غيرت رحلاتها بعيدا عن سيناء، في حين اعتبر وزير الخارجية سامح شكري قرار "إير فرانس ولوفتهانزا" بوقف التحليق فوق سيناء - غير مسؤول.
ومن جهتها، أكدت الأهرام أن "القوات المسلحة تواصل البحث عن ضحايا الطائرة المنكوبة"، قائلة إنه
"لليوم الثالث علي التوالي تواصل فرق الإنقاذ من القوات المسلحة جهودها في البحث عن باقي جثامين الضحايا المتناثرة وسط صحراء سيناء، وجمع أجزاء الطائرة المتناثرة، التي تناثرت علي مسافة 20 كيلو مترا بالصحراء، وإن فرق الإنقاذ قامت بتوسيع دائرة البحث إلى 50 كيلومترا".
في الوقت نفسه، كشف مصدر في لجنة فحص محتويات الصندوقين الأسودين للطائرة، أنها لم تتعرض لهجوم خارجي، ولم يصدر قائدها أي إشارات استغاثة قبل اختفائها من على شاشات الرادار.
وقال مسؤولون روس إن الطائرة انشطرت في الجو على الأرجح، وإنه من المبكر جدا الحديث عن سبب تحطمها، فيما أعلن مدير المخابرات الأمريكية، جيمس كلابر، أنه لا توجد مؤشرات على وجود عمل إرهابي في سقوط الطائرة حتى الآن.
وتحت عنوان: "الصندوق الأسود" يفضح أكاذيب "داعش"، نقلت الأهرام عن مصادر في اللجنة الثلاثية المسؤولة عن تفريغ الصندوق الأسود الخاص بالطائرة، قولها إن وراء الواقعة حدوث خلل داخل الطائرة قبل سقوطها، ما أدى إلى كسر بالجدار الأيمن من ناحية الذيل، وهو ما ينفي احتمال سقوطها إثر استهدافها بصاروخ أو هجوم خارجي كما ادعت بعض المواقع القريبة من تنظيم داعش الإرهابي.
وفي سياق متصل، أشارت صحيفة "الأخبار" إلى انتظام رحلات الطيران إلى شرم الشيخ والغردقة.