بدأ النظام السوري حملة ترويجية يسعى من خلالها إلى إظهار مدى تعافيه عقب الضربات الجوية الروسية على مواقع المعارضة السورية في عموم البلاد، ليرسل الرئيس
بشار الأسد رُسله إلى الساحل السوري وإلى الجبهات المشتعلة في ريف دمشق، تزامنا مع زيارته المفاجئة إلى
روسيا.
وفوجئ السكان في مدينة جبلة الساحلية بظهور
أسماء الأسد زوجة رئيس النظام في اليوم نفسه الذي ظهر فيه الأسد باجتماع مفاجئ مع الجانب الروسي في العاصمة الروسية موسكو بعد أربعة أعوام مضت من عمر
الثورة السورية، والتي لم يزر فيها الأسد أي دولة عربية أو غربية.
وبثت شبكة "أخبار جبلة" الموالية للنظام السوري عدة صور لـ"أسماء الأسد" أثناء جولتها التفقدية على جرحى قوات النظام في قرية "صنوبر" التابعة لمدينة جبلة، كما أظهرت الصور عقيلة الأسد، وهي تشارك عناصر النظام السوري الحديث والجلسات العامة وتشرب معهم العصائر.
وأرجع مراقبون للشأن السوري أسباب زيارة أسماء الأسد إلى مدينة جبلة الساحلية في هذا الوقت بالتحديد الى الحديث عن مشروع ترويجي إعلامي للنظام السوري بدأ من رأس هرم النظام، ويهدف إلى إظهار جدوى وفعالية الضربات الجوية في
سوريا، وأنها حلت الكثير من العقد التي أحاطت بالأسد لسنوات، كما تسعى هذه الزيارات إلى توجيه رسالة للمجتمع الدولي بجهوزية الأسد للخروج والتباحث مع أي دولة حول مستقبل التطورات في سورية.
ولم يستبعد المراقبون أن يكون قيام الأسد وعقيلته بهذه الجولات والزيارات السريعة في الوقت الراهن قد جاء بطلب روسي تهدف من خلاله موسكو إلى كسب المزيد من الأصوات المؤيدة لحملتها العسكرية على مواقع المعارضة السورية في البلاد، وإظهار فعاليتها أمام التحالف الأمريكي العربي.
من جانب آخر، زار مجموعة من الفنانين السوريين الموالين للنظام السوري نقاط التماس بين قوات النظام والمعارضة السورية على تخوم مدينة "داريا" في غوطة دمشق الغربية، وكان من بين المشاركين في الوسط الفني الفنان "عارف الطويل، ورامي كزعور"، ومجموعة من الطلاب الجامعيين والصناعيين، ووفد من جمعية "سورية المستقبل" الموالية للنظام السوري.
وتزامنت الزيارة التي قام بها الطويل مع المجموعات المشاركة مع زيارة الأسد إلى موسكو، وزيارة أسماء إلى مدينة جبلة الساحلية، كما أظهرت الصور التي نقلتها وسائل الإعلام تقديم وجبات غذائية من قبل الوفد لقوات النظام السوري المتمركزة على أطراف مدينة "داريا"، والتقاط العديد من الصور معهم.
وشملت الزيارات المتزامنة زيارة وفد العاملين في مؤسسة الكهرباء التابعة للنظام السوري قوات النظام وحزب الله اللبناني على تخوم مدينة "الزبداني" في ريف دمشق، نقلوا لهم شكر حكومة النظام على حربهم ضد ما أسموه "الإرهاب" في المنطقة.
وتأتي سلسلة الزيارات السابقة في اليوم ذاته الذي التقى فيه الرئيس الأسد بالرئيس الروسي فلاديمير
بوتين في العاصمة الروسية موسكو عدة ساعات، الزيارة التي جاءت عقب عدة أسابيع فقط من بدأ الغارات الجوية الروسية المنفردة التي تحمل شعار مكافحة الإرهاب والتي تستهدف تنظيم "الدولة الإسلامية"، إلا أن الغارات الجوية الروسية لاقت أصوات كثيرة منددة له بعد استهدافها لمواقع الجيش السوري الحر في عدة مدن سورية.