أطلع الرئيس الروسي، فلاديمير
بوتين، نظيره التركي، رجب طيب
أردوغان والملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، في اتصال هاتفي على تفاصيل مجريات الزيارة التي قام بها الرئيس السوري
بشار الأسد إلى موسكو، الثلاثاء.
ونقلت وكالة "انترفاكس" الروسية للأنباء عن الكرملين قوله إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحدث عبر الهاتف مع العاهل السعودي
الملك سلمان، وأطلعه على نتائج زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى موسكو.
وذكرت مصادر في رئاسة الجمهورية التركية، أن أردوغان أعرب بدوره عن قلقه بخصوص التطورات الأخيرة في
سوريا، وقلقه من إمكانية حدوث موجة نزوح جديدة، جراء الهجمات التي تستهدف حلب ومحيطها.
وسلط أردوغان الضوء على الأهمية التي توليها تركيا لقتال "كل الجماعات الإرهابية، بما في ذلك داعش"، مشيرا إلى الصلات بين وحدات حماية الشعب الكردية السورية ومتمردي حزب العمال الكردستاني.
بدوره، قال رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، في اجتماع جمعية المتقاعدين الأتراك في العاصمة أنقرة، إن "زيارة الأسد لموسكو، وتدخل روسيا في سوريا يكشف بوضوح الدعم الذي تقدمه للنظام السوري.
وشدد داود أوغلو على أن بلاده لن توافق على مرحلة انتقالية لا يقبلها الشعب السوري، مؤكدا ضرورة التركيز على صيغ رحيل الرئيس السوري، عن السلطة.
وأضاف رئيس الوزراء التركي: "نحن أيضا لا نقبل مرحلة انتقالية يرفضها الشعب السوري". وزاد قائلا: "ما الذي يمكنني قوله. ليته يبقى لفترة أطول في موسكو حتى يشعر الشعب السوري بالراحة، وإذا بقي هناك بصفة دائمة يمكن أن تبدأ فترة انتقال حقيقية".
يشار إلى أن الزيارة التي قام بها الرئيس السوري بشار الأسد الثلاثاء إلى روسيا لمقابلة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعتبر أول زيارة يقوم بها الرئيس السوري للخارج منذ اندلاع الأزمة السورية عام 2011؛ حيث أعرب الأسد لبوتين، خلال هذه الزيارة، عن بالغ امتنانه للمساعدة التي تقدمها روسيا لسوريا، وقال "نشكر مشاركتكم الأخيرة وإعلانكم عن جبهة من أجل مكافحة الإرهاب".
وأضاف أنه "لولا التحركات والقرارات الروسية لابتلع الإرهاب، الآخذ في الانتشار بالمنطقة، منطقة أكبر بكثير". وشدد على أن حل الأزمة هو حل سياسي في نهاية المطاف.
من جهته، قال بوتين إن روسيا شعرت بضرورة التدخل في سوريا لأن خطر الإسلاميين المتشددين الذين يقاتلون قوات الأسد هناك يمثل خطرا على أمن روسيا.
وأضاف "للأسف هناك في الأرض السورية نحو 4000 شخص من الاتحاد السوفيتي السابق -على أدنى تقدير- يحاربون القوات الحكومية ويحملون أسلحة في أيديهم"، وزاد "ونحن -بطبيعة الحال- لا يمكن أن ندعهم يعودون إلى الأراضي الروسية بعد أن حصلوا على خبرة في ميدان القتال وتلقوا توجيها عقائديا".
ولم يخف بوتين عزم بلاده تقديم المساعدة من أجل إيجاد حل سياسي في سوريا، وقال وفقا للنسخة المكتوبة للكرملين "نحن مستعدون للمساهمة ليس فقط في مسار العمليات العسكرية في التصدي للإرهاب، ولكن أيضا في العملية السياسية".
ونقلت وكالة "رويترز" لاحقاً عن وسائل إعلام روسية قولها إن بوتين اتصل بكل من ملك الأردن عبد الله الثاني، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وتباحث معهما في تطورات المشهد بسوريا.