السيد إبراهيم عيسى الإعلامي والكاتب
المصري المعارض لمبارك والمؤيد للسيسي والمعادي للإخوان والقريب من سويرس وأصحاب المال، منذ أيام وهو يشن حملة تحريض ضد الانتفاضة
الفلسطينية ويسخر منها عبر برنامجه السخيف.
أتابع عيسى منذ 2002 وشاهدته أول مرة عبر برامج فضائية دريم ولمحت منه فكرا مختلفا غير تقليدي، مما أثار فضولي ولفت انتباهي، وتتبعت مقالاته عبر الإنترنت في صحيفة الدستور في 2005، ورغم قلة حديثه في الشأن غير المصري آن ذاك إلا إنه كتب في مقالاته المعدودة دعما مفتوحا لحماس ومقاومتها وثورتها، وضد التسوية وأبي مازن، وتطور الأمر حتى قدم نفسه كأحد عرابي المقاومة خصوصا بعد توطين علاقته بحزب الله اللبناني.
لماذا عيسى اليوم يتوتر من الهبة الفلسطينية ويدعو للهدوء، ويسخر من ضرب السكاكين ويقلل من انتفاضة شعبنا؟! بماذا تضره أو تهمه وهو غادق بنعيم رؤوس الأموال والسلطة المصرية؟
الانفصام ما يميز شخصية عيسى، فحينما حض على العدالة ولعن الظلم وحاربه بمقالاته وبرامجه، كانت مؤسسته الدستور مثالا حيا للظلم والاستبداد والطبقية والتفرقة الهائلة، فراتبه يبلغ عشرات الآلاف من الجنيهات في الشهر الواحد، وفي الوقت نفسه فإن المحررين والصحفيين يتلقون فتافيت قليلة لا ترتقي لأربعين وخمسين جنيها، مما يدل على أنه صنع ودعم من جهات أرادت استثماره في وقت لاحق، وما يعزز صناعته في تلك المرحلة أن نظام مبارك القوي لم يستطع اعتقاله رغم حكم قضائيا بحقه.
فعيسى يتعامل مع الفكر والأحداث بمنطق الفهلوة والاستكساب الفج، فيمدح ويذم الأمر نفسه بأوقات ومناسبات مختلفة. فيشيد بالإخوان ودورهم في 25 يناير، ويعاديهم على الحدث نفسه ويقلل منهم ويتهمهم بأقذع الصفات، ويرفض الحكم العسكري ويدعم رئيسا عسكريا ويصبح بوقا من أبواقه، ويدعو للديمقراطية ومن ثم يصبح أحد المروجين للاستبداد والمدافعين عنه.
ورغم اقتحامه للمواضيع الإسلامية والدينية فإنه غير متدين ويحاول اللمز والتشكيك بالأصول والقواعد والبديهيات عبر برامجه الإعلامية ومقالاته المثيرة للجدل والتشكيك، لهذا ظنه البعض شيعيا وما عرفوا أنه عاش لحظات يقتات بفهلوته من حزب الله وإيران ليس إلا.
نحن الفلسطينيين لا يهمنا عيسى وغيره كثيرا حينما يتحدث عن تعقيدات الواقع المصري، فيقف مع هذا الطرف ويعادي ذاك فهذا امر مصري محض، ولكن السؤال ماذا تريد يا إبراهيم عيسى من الانتفاضة الفلسطينية؟ بماذا يضرك شعب قرر الانتفاض وقتال عدوه بأبسط الأسلحة بالحجر بالمقلاع وبالسكين؟! أم إن أوامر المانحين والراعين والأسياد تحتم عليك هذه الفهلوة الممجوجة؟! أم إن مصلحتك التقت مع حلم نتنياهو الذي يتمنى الاستيقاظ من النوم فيجد الانتفاضة وقد توقفت والشعب استكان ليكمل حلم هدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل.