نشر موقع "ميدل إيست مونيتور" البريطاني تقريرا حول الجهود التي يبذلها الفنان
الفلسطيني محمد
عساف، أثناء جولة فنية ترويجية يقوم بها في لندن، للتعريف بمعاناة الشعب الفلسطيني والدعوة لتدخل دولي لإنهاء العنف الدائر.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "
عربي21"، إن الفنان الفلسطيني محمد عساف، الذي نجح في الخروج من قطاع غزة المحاصر ليصبح نجما فنيا في الشرق الأوسط، دعا إلى إنهاء العدوان
الإسرائيلي في وطنه الجريح، والتدخل الدولي لحل القضية الفلسطينية.
وذكر التقرير أن عساف، الذي لمع نجمه للمرة الأولى من خلال برنامج "عرب أيدول" قبل سنتين، يقوم الآن بجولة ترويجية لفيلم بعنوان "يا طير الطاير" يروي سيرته الذاتية. وقد استغل هذا الشاب البالغ من العمر 26 سنة هذه الجولة، ليس للترويج لهذا الفيلم، بل لتسليط الضوء على معاناة الناس في فلسطين المحتلة.
ونقل عنه التقرير قوله: "إن العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين وصل إلى مستويات مرعبة، ونحن ندعو إلى وقف ذلك، كما ندعو المجتمع الدولي وخاصة الأمم المتحدة إلى التدخل واتخاذ خطوات عملية، إذ إن الاكتفاء بكلمات التنديد والشجب لم يعد ينفع، لأن
الاحتلال الإسرائيلي الجائر هو السبب الأول لتواصل العنف على مدى السنوات الماضية".
ونقل التقرير عن عساف، الذي يشغل منصب سفير الأمم المتحدة للنوايا الحسنة في فلسطين، قوله إنه "شهد جميع أنواع العنف في بلده ومشاهد القتل، ووصف دوامة العنف التي تعيشها فلسطين بأنها نتيجة مباشرة للسياسات القمعية والحصار الذي يعيشه الشعب الفلسطيني".
ونقل التقرير عن عساف قوله "إن الناس وصلوا إلى درجة الانهيار بسبب الحصار والاحتلال، لأن إسرائيل تعتمد نظام الفصل العنصري وتواصل سياستها الاستيطانية، وتقوم بتدمير منازل ومزارع الفلسطينيين بدون وجه حق، وتهين الناس بشكل يومي في نقاط التفتيش".
يذكر أن استمرار سياسة القمع وغياب بوادر انفراج معاناة الفلسطينيين، وعمليات القتل بدم بارد التي تقوم بها إسرائيل ضد الفلسطينيين خارج إطار القضاء، بما فيها قتل الأطفال والنساء، أدت إلى تعميق الشعور بالغضب لدى الفلسطينيين، ولهذا فإنهم يقومون في هذه الفترة بالتحرك لمواجهة هذا المظالم، وهذ ليس بالشيء الجديد، ولكن ما تغير فقط هو أن الأمور انحدرت إلى الأسوأ بسبب تزايد الضغط والقمع وسياسة العقاب الجماعي التي يعتمدها الاحتلال. فالفلسطينيون لا يريدون شيئا غير الحرية والاستقلال والعيش بكرامة.
وذكر التقرير أن محمد عساف دعا، في حديثه عن الانتفاضة التي اندلعت مؤخرا في الضفة الغربية والقدس، الجامعة العربية إلى تحمل مسؤوليتها في حماية المسجد الأقصى، على أمل أن يمنع ذلك الاعتداءات الإسرائيلية المستقبلية، وتدنيسه من قبل اليهود المتطرفين، الذين يريدون تأدية طقوسهم الدينية في هذا المكان المقدس تحت حماية جنود الاحتلال.
وأكد عساف أمام وسائل الإعلام على أن المسجد الأقصى هو ثالث أقدس مكان في الإسلام، وأن الفلسطينيين سيتصدون لأي محاولة لتحويله لمعبد يهودي، كما سيتصدون لمخططات تهويد القدس.
وعبر عساف عن اعتزازه بالفيلم الذي يروي سيرته الذاتية، ليس لأسباب ذاتية، بل لأنه يعبر عن معاناة الفلسطينيين، وخاصة أولئك المحاصرين في قطاع غزة.
ونقل التقرير عن مقدمة البرامج التلفزية لينا قيشاوي، وهي خطيبة محمد عساف، تعبيرها عن تأثرها الكبير بعدد الأطفال الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي، وخاصة قصة الطفلة رهف حسان، ذات الثلاث سنوات، التي ماتت مع أمها الحامل نور، خلال قصف إسرائيلي على قطاع غزة الأحد الماضي.
وقالت لينا إن "الفيلم الذي يعبر عن الدمار الذي لحق بالقطاع، لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن يوصل على سبيل المثال مدى فظاعة قصة الأطفال الأربعة الذين استهدفهم الطيران الإسرائيلي، عمدا بينما كانوا يلعبون كرة القدم على شاطئ غزة".
وذكر التقرير أن فيلم "يا طير الطاير"، تم تصويره في قطاع غزة وجنين وفي الأراضي المحتلة، والأردن. وهو يروي قصة عساف من الطفولة التي عاشها في مخيم للاجئين، إلى فوزه في مسابقة "عرب أيدول" في سنة 2013.
ونقل التقرير عن الممثل الأمريكي الشهير "هيو غرانت"، الذي حضر لمساندة محمد عساف، إعجابه الشديد باختيار شخصيات وأحداث الفيلم، حيث قال "إن الرأي العام الدولي أصبح محصنا ضد صور القتلى والجرحى التي تعرضها الأخبار كل يوم، لذلك فإن هذه اللمسة الفنية في الفيلم كانت ضرورية لإيقاظ ضمائر الناس وإيصال الرسالة بشكل أفضل".
وذكر هذا الممثل أن الفيلم يحتوي على لمسة سياسية ذكية تحقق الأهداف المرجوة وتضع القضية الفلسطينية على رأس الاهتمامات الدولية، فالفن لا يمكن أن يحل القضية فعليا، ولكنه يفتح أعين الناس عليها".