تساءل الكاتب اللبناني الشيعي، وسام الأمين، عن موقف
حزب الله من مشاركة
إسرائيل في تحالف ضد
تنظيم الدولة، بعد تقارير صحفية عن عرض روسي لإسرائيل بالمشاركة في تحالفها الجديد.
وكانت صحيفة الرأي الكويتية نقلت عن الصحافة الإسرائيلية أن
روسيا عرضت على إسرائيل المشاركة في تحالفها الشرق أوسطي ضد تنظيم الدولة، الذي يضمّ إيران والعراق ونظام الأسد وحزب الله اللبناني، وذلك من أجل مساندة نظام الأسد ومنعه من السقوط.
ونقل الكاتب اللبناني، في تقريره على موقع "جنوبية" اللبناني الشيعي المعارض، عن الصحافي الإسرائيلي إيهود يعاري في مقال له أن "الروس عرضوا على إسرائيل إدارة حقول الغاز في مياهها الإقليمية، وقدموا للإسرائيليين ضمانات عسكرية مفادها أن حزب الله، الذي يمتلك صواريخ أرض - بحر روسية من نوع ياخونت يبلغ مداها 300 كيلومتر، لن يهاجم منشآت الغاز البحرية الإسرائيلية".
وكانت انتهت مساء الخميس لقاءات الوفدين العسكريين الروسي والإسرائيلي في تل أبيب، التي ناقشت تنسيق الأعمال العسكرية؛ بهدف تجنب الاحتكاك في
سوريا، وذلك مع تداول معلومات أن المباحثات تطرقت إلى مصالح أساسية بين البلدين.
كما استشهد الأمين بمقال تحليلي نشرته صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية، كتبه ألون بن دافيد، بأن الدعم الروسي للأسد يمكن أن يخدم مصالح إسرائيل؛ لأنه يمكن أن يجلب الاستقرار لسوريا، وهذا أفضل سيناريو لإسرائيل"، بالإضافة لما قاله خلص رون بن يشاي في "يديعوت أحرونوت" إلى أن "نتنياهو لا يذهب بأياد فارغة، فمجرّد اللقاء ذاته يشكّل اعترافا إسرائيليا بالدور الروسي المتنامي في المنطقة، وهو ما يخدم تطلعات روسيا للاعتراف بها قوة عالمية، تقابل قيمتها مكانة الولايات المتحدة".
واعتبر الأمين أن "دعوة روسيا لإسرائيل، وإن كان ظاهرها مكافحة الإرهاب، إلا أنها تشكل دعوة لها للانخراط في "تحالف مشاريع، ظاهره قتال داعش، وباطنه دعوة روسيا لإسرائيل أن تقف معها ومع إيران والنظام السوري في مواجهة مشروع التسوية الأمريكية المدعوم من العرب والأتراك، والذي يقضي بإزاحة نظام بشار الأسد".
وأشار الأمين إلى أن "إغراء المحافظة على نظام الأسد وخيار (سوريا المفيدة) فيه مصلحة مؤكدة لإسرائيل، بدل سيطرة أنظمة إسلامية على الحكم في دمشق، التي تملك عمقا عربيا قويا ومتحالفا مع الجار التركي الذي لم يعد يخفي طموحاته الإقليمية"، بحسب تعبيره.
وأضاف قائلا: "لذلك، فإن كان لا يعني إسرائيل كثيرا شعار مكافحة إرهاب داعش الذي يرفعه التحالفان في المنطقة، الغربي بقيادة أمريكا، والشرقي بقيادة روسيا، وتفهمه تل أبيب جيدا أنه تنافس من أجل السيطرة والهيمنة على المنطقة، وهو لا يعنيها لا من قريب ولا من بعيد، فإن إغراء بقاء نظام الأسد الضعيف في دولة تشكل ثلث المساحة الحالية لدولته هو إغراء لا يمكن مقاومته من قبل الدولة العبرية، التي خرج على لسان أكثر من مسؤول فيها ما يفهم منه أن (سوريا المفيدة) لإيران وروسيا (أي العلوية)، يمكن أن تكون مفيدة لإسرائيل أيضا".
واختتم الكاتب بالقول إنه "يبدو أن إيران وحزب الله قد يرحبان في المرحلة القادمة بغارات سلاح الجو الإسرائيلي على فصائل المعارضة السورية تحت أولوية شعار محاربة إرهاب داعش، وذلك من أجل حماية نظام الأسد، وهو الهدف المشترك الاستراتيجي للإيراني والروسي والإسرائيلي على حدّ سواء، ومن أجل حماية دولة (سوريا المفيدة) الآتية لاحقا، والتي ستكون مفيدة للجميع"، بحسب قوله.