سخر كاتب
لبناني من محاولات السياسيين من
الشيعة في إيران ولبنان وسوريا إقناع الجمهور بضرورة التحالف مع أمريكا وروسيا والتنسيق مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، من خلال بث أفكار بين أوساط البيئة الشيعية الذين يعادون أمريكا وإسرائيل، مثل أن أصول
أوباما شيعية، وسمّي تفكّها بـ"أبي حسين أوباما".
ووصف هذه الحال بـ"التخريف"، ومحاولة قمع العقل الممانع وتزييف وعيه، بمقولات مثل "أبو حسين أوباما" و"أبو علي
بوتين".
وأضاف الكاتب محمد حواد في موقع "جنوبية" اللبناني المعروف بمعارضته لسياسات
حزب الله وإيران، أن "البيئة الشيعية التي تتغذّى وتغذّي حزب الله، في لبنان وسوريا وربّما في العراق وغيره، لا تتمكن من رؤية العالم إلا بعينين صغيرتين، عينين مذهبيتين، عينين تظنّان أن العالم أنشئ على مقاس مجموعة بشرية صغيرة، لا تزيد نسبة عددها عن 2 أو 3 في المئة من عدد سكّان كوكب الأرض، الذي هو أقلّ من نقطة في هذا الكون اللانهائي"، وفق تعبيره.
وقال إن "هؤلاء من الذين يسكنون بعضا من ضاحية بيروت الجنوبية، يظنّون أنّهم في يوم قريب سيحتلّون العالم ويحكمونه".
وأشار إلى أن الإعلام الرديف لحزب الله، أي الـ"ما دون" قناة "المنار" والإعلام الرسمي، لا ينفكّ يسوّق حكايات و"تفنيصات"، ضمن ثقافة "تحتقر عقول جمهوره وتسخر منهم"، على حد قوله.
وبحسب الكاتب، بدأ هذا الأمر في "حماية المقامات" الدينية في
سوريا، بعد كذبة "حماية القرى الشيعية في سوريا"، وصولا إلى ربط الحرب السورية والأزمة اليمنية والعراقية باقتراب ظهور المهدي، وربط التضحية بآلاف الشبّان اللبنانيين الشيعة بضرورة "حماية ظهر المقاومة".
ووصل الأمر -وفقا للكاتب- من "حماية المقاومة" إلى تنسيق شبه علني بين رئيس النظام السوري بشار الأسد والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ورئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أي بين "ظهر المقاومة" وبين إسرائيل ذاتها.
وذكر أنّه عشية التحالف الإيراني الأمريكي العلني، بعد الاتفاق النووي، سرت نكتة في أوساط بيئة "حزب الله" عن أصول أوباما الشيعية، وسمّي تفكّها بـ"أبي حسين أوباما".
وقال: "اليوم بعد التدخّل الروسي في سوريا، والصيني، مضافا إلى أياد عربية كثيرة وإيرانية وطيران أمريكي وقوات تركية، بدأت تنتشر صور للرئيس الروسي فلاديمير بوتين كتب عليها "أبو علي بوتين".
وأضاف ساخرا: "بناء على ما تداوله أنصار الحزب، فإنه لا يمكن فهم تصرّف دول كبيرة بحسب خريطة مصالحها، وتحرّك قواتها للدفاع عن قواعدها ونفوذها، إلا من خلفية شيعية، فأوباما جاء بالطائرات الأمريكية؛ لأنّه يحمل شرشا مسلما أو شيعيا، كذلك فإنّ بوتين قرّر مساندة الأسد فبات كأبي علي".
وتابع متهكما: "لسنا نحن لبنانيين وسوريين من بتنا أحجارا في أيدي أوباما وبوتين، بل هم جاؤوا ليقوموا بما تمليه عليهم شيعية متأخّرة وصلوا إليها وإلينا".
وأشار إلى أن ما ذكره "ليس تضخيما لمزحة. هذه طريقة، فهم شريحة كبيرة من جمهور حزب الله للعالم الذي يعيشون فيه. أو قل هي طريقة سوء فهم هذا الجمهور لأهمية المصالح السياسية والعسكرية والاقتصادية، التي تحرّك الدول الكبرى وجيوشها، التي تسرق منهم أبناءهم وتعيدهم في توابيت بالآلاف إلى الجنوب والضاحية والبقاع".
ولفت إلى أنها "ثقافة كاملة يغذّيها المعلّقون والمحلّلون السياسيون المضحكون، و(المهابيل) الذين نراهم على شاشات الممانعة، الذين لا يمكن أن يقنعوا أحدا خارج تلك البيئة بما يقولونه. فدورهم يقتصر على (استحمار) و(استهبال) جمهور الممانعة، وتغذيته بتحليلات خرافية".
وختم حواد متسائلا: "ماذا بقي غير التخريف لإقناع جمهور تأسّس على معاداة أمريكا ومقاتلة إسرائيل، بأنّه لا بدّ من التحالف مع أمريكا والتنسيق مع نتنياهو، من أجل معاداة أمريكا ومقاتلة نتنياهو".