أطلق التدخل الروسي إلى جانب نظام بشار الأسد حملة شيعية كبيرة لمناصرة الرئيس فلاديمير
بوتين، حيث تتداول صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي أن بوتين يمتد بالنسب إلى محارب نصراني قاتل مع
الحسين في كربلاء ضد جيش
يزيد سنة 61 للهجرة.
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي تسابق شيعي متعدد ومتنوع على نقل الروايات التي تزعم أن الرئيس الروسي يمتد نسبة إلى المحارب "وهب النصراني" الذي تقول الكتب الشيعية إنه قاتل مع الحسين في واقعة الطف بكربلاء وقتل معه.
ونقلت صفحة "حشدنا" على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"؛ نص حديث الشيخ "أوس ضرغام الياسري"، الذي أورد حديثا عن الإمام السجاد "ابن الحسين" ويرويه "أبو جعفر" وفيه يقول: سألت الإمام السجاد عن وهب النصراني فقال: "يخرج من صلبه من ينصر شيعتنا ويجاهد أعداءنا"، مشددا على أن الرواية صحيحة ومعتمدة لدى أهل العلم.
ويضيف الياسري في محاضرة مكتوبة نشرتها الصفحة أن "قدر شيعة أمير المؤمنين كان ولا يزال يتلقى النصرة من أصحاب الأديان الأخرى، ومنهم وهب الأنصاري وجون بن حوى اللذان قاتلا واستشهدا مع الإمام الحسين"، حسب قوله. وأضاف: "اليوم يأتي بوتين ليكمل المسيرة من بعدهما"، على حد تعبيره.
وفي ذات السياق، وعلى موقع تويتر، أطلق "رافضي وافتخر" سلسلة تغريدات، ومنها: "المواقف البطولية للرئيس بوتين لا تصدر إلا من سليل لوهب الأنصاري" معربا في تغريدة أخرى عن "امتنان شيعة العالم لهذه المواقف المشرفة التي تأتي في ساعة العسرة"، بحسب تعبيره.
من جهتها، قالت "خادمة المقاومة الشيعية" على تويتر إن "وهب الأنصاري اتبع الإمام بعد رؤيته معجزة تدفق البئر من تحت الصخرة التي أزالها الحسين، في حين قرر بوتين مناصرة
الشيعة بعد أن شاهد صمودهم الأسطوري في وجه داعش ومن تحالف معهم"، وفق قولها.
ولوحظ حجم التفاعل
العراقي الشديد مع حملة تشبيه بوتين بوهب الأنصاري، وكذلك نشر صورة مكونة من مقطعين، يبين الأول الرئيس الروسي والثاني شخصية وهب الأنصاري المأخوذة من فيلم إيراني يروي قصة معركة الطف في كربلاء.
وأفردت مواقع وصفحات تابعة لميلشيات الحشد الشعبي جزءا كبيرا من تغطيتها الإخبارية لنشر مواضيع عن الشكر والثناء على الموقف الروسي الداعم للنظام السوري، مع تصاميم مركبة لصور يظهر فيها بوتين وهو يرتدي العمامة الشيعية، وأخرى وهو يؤدي الزيارة للمراقد الشيعية في قم وكربلاء والنجف.
وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قد أعلن في وقت سابق ترحيبه بتوجيه ضربات جوية روسية ضد تنظيم الدولة في العراق، في وقت أعلنت موسكو أنها تفكر في شن مثل هذه الهجمات.
وباشر الطيران الروسي مطلع الشهر الحالي بتوجيه ضربات جوية ضد مختلف فصائل المعارضة السورية لدعم قوات الأسد التي شهدت هزائم متتالية في الأشهر الماضية، ولم تستهدف أي من الغارات مواقع تنظيم الدولة حتى الآن.