حذّر قائد عسكري
إسرائيلي من أن مدينة "إيلات" عرضة لخطر هجمات يمكن أن تشنها الجماعات الجهادية انطلاقا من
الحدود مع
مصر أو الأردن.
وقال قائد لواء "إيلات" في قيادة المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي، العقيد آفي دهان، إن مواجهة الجماعات الجهادية تشكل تحديا استراتيجيا خاصا بالنسبة لإسرائيل، لعدم توفر وسائل عسكرية يمكن أن تردع هذه الجماعات.
وفي مقابلة أجراها معه موقع "وللا" الإسرائيلي، قال دهان إن هذه الجماعات لا تملك مرافق حكم ومؤسسات تمثل ذخرا لها تخشى خسارتها في حال نشبت مواجهة مع إسرائيل، ما يجعلها أكثر استعدادا لمواصلة العمليات المسلحة.
وأشار دهان، المسؤول عن تأمين مقاطع الحدود مع كل من مصر والأردن إلى الجنوب من "إيلات"، إن السبب الرئيس للشروع في بناء الجدار مع الأردن يتمثل في الحاجة لتقليص قدرة الحركات الجهادية على مفاجأة إسرائيل، وتنفيذ عمليات عبر الحدود مع الأردن.
ونوّه إلى أن ما يجعل الحدود مع الأردن بالغة الحساسية حقيقة أنها تقع بالقرب من مرافق حيوية وحساسة، لا سيما مطار "إيلات"، الذي يستخدمه ملايين الأشخاص في العام.
ولفت دهان إلى أن السبب الرئيس الآخر الذي دفع إسرائيل لبناء الجدار يتمثل في الحاجة إلى مواجهة إمكانية تدفق اللاجئين عبر الحدود، متوقعا أن ما يحدث في أوروبا يمكن أن يحدث في إسرائيل.
وشدد على أن السماح بتدفق اللاجئين يعني تحولا أمنيا وديموغرافيا بالغ الصعوبة، ما جعل إسرائيل تستثمر أموالا طائلة من أجل بناء الجدار.
وكشف دهان النقاب عن أن ضباط وجنود لوائه اضطروا لتعلم أنماط الحياة والتعامل المتبعة في قبيلة "الحويحات"، التي تقطن في مناطق سيناء المتاخمة على الحدود، بسبب اشتغال أبناء هذه القبيلة في مجال التهريب، وبسبب معرفتهم الكبيرة بالمنافذ التي يمكن أن تؤدي إلى "إيلات".
ونوّه إلى أن ما يجعل مهمة تأمين الحدود مع مصر بالغة الصعوبة هو الطابع الجبلي للمنطقة جنوب "إيلات"، ما استدعى الاستثمار في بناء منظومة دفاع معقدة.
وأشار دهان إلى أن الجيش الإسرائيلي أعد منظومة عسكرية وأمنية متكاملة لمواجهة عمليات التسلل التي يمكن أن تقوم بها الجماعات الجهادية أو المهربون، سواء من خلال توظيف منظومات رصد استخباري متطورة جدا، أو استخدام منظومات إطلاق نار قادرة على التعرف على المتسللين وتصفيتهم قبل وصولهم للحدود.
وأضاف دهان: "لا يمض يوم دون أن أبلغ قادة الكتائب الذين يعملون تحت إمرتي أنه يتوجب عدم تمكين الجهاديين من مهاجمة إيلات أو الطرق المؤدية إليها والمواقع العسكرية المنتشرة على طول الحدود مع مصر".
وشدد على أن ما يجعل مهمة تأمين الحدود مهمة بالغة الحيوية حقيقة أن "إيلات" بشكل خاص تعد ذخرا استراتيجيا لإسرائيل؛ بسبب جذبها لثلاثة ملايين سائح في العام، ما جعلها مصدر دخل مادي مهم بالنسبة لتل أبيب.