في أوضح دليل على مظاهر القلق من التحولات التي تعصف بالإقليم، سيعلن رئيس الوزراء
الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير حربه موشيه يعلون الأحد، عن بدء العمل في إقامة جدار أسمنتي على طول
الحدود مع الأردن.
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرنوت" في عددها الصادر الأحد عن مصدر عسكري إسرائيلي بارز، قوله إن تدشين الجدار جاء لمواجهة خطر تعاظم الجماعات الجهادية السنية وإمكانية استخدامها الحدود مع الأردن في تنفيذ عمليات في العمق الإسرائيلي.
ونوه المصدر إلى أن إسرائيل تخشى أيضا أن تتعرض لموجات من المهاجرين العراقيين والسوريين، الذين يمكن أن يندفعوا إلى داخلها عبر الحدود مع الأردن.
وفي السياق، ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن إسرائيل ستشرع في تدشين الجدار قبالة مطار "تمناع" إلى الشمال من إيلات والملاصق للحدود مع الأردن.
وأشارت الإذاعة صباح اليوم، إلى أن قيادة المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال تخشى أن يتعرض المطار تحديدا لعمليات تسلل من الحدود الأردنية، بحيث يقوم المهاجمون، الذين سيكونون "جهاديين"، بالسيطرة على المطار أو طائرات للحصول على رهائن من أجل إطلاق أسرى بهم داخل سجون الاحتلال.
ونوهت الإذاعة إلى أن هناك مصدر تهديد آخر يتمثل في إمكانية أن يتم استهداف المطار والطائرات الهابطة والمقلعة منه بصواريخ أرض-جو تطلق من داخل الحدود الأردنية، مشيرة إلى أن جيش الاحتلال يعتمد بشكل أساسي في تفادي هذا السيناريو على الجهود التي تبذلها الأجهزة الأمنية الأردنية.
وأوضحت الإذاعة أن الأجهزة الأمنية في كل من الأردن وإسرائيل ترتبطان بتعاون أمني وتبادل معلومات استخبارية.
وكان موقع "وللا" الإخباري قد نشر مؤخرا تقريرا تناول مخاطر تعاظم قوة الإسلاميين، سيما الجهاديين في محافظة "معان" الأردنية القريبة من الحدود.
ويستدل من التقرير على أن الأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية تقوم بعمليات رصد حثيثة لموازين القوى داخل المناطق الجغرافية في الأردن.
ويذكر أن الأردن كان قد تقدم بشكوى إلى منظمة الطيران العالمية ضد إسرائيل في أعقاب قرار تدشين مطار "تمناع"، حيث أكدت الشكوى أن المطار سيهدد الملاحة الجوية في مطار العقبة الدولي.
وبحسب الشكوى الأردنية، فإن الأنشطة الإلكترونية داخل المطار الإسرائيلي ستؤثر على قدرة هيئات التحكم في المطار الأردني على توجيه الطائرات المقلعة والهابطة.
وتقدر تكلفة إقامة الجدار بثلاثة مليارات شيكل (حوالي 900 مليون دولار) تغطي 235 كلم من الحدود.