توقعت صحيفة "التايمز" البريطانية تدهور العلاقات بين الكرملين وطهران؛ نظرا لاختلاف المواقف والمصالح بين البلدين.
وكتبت كاثرين فيليب تقول إن دخول الروس المتأخر إلى الساحة السورية يأتي بعد أن أنفقت
إيران أموالا ودماء، ومنذ أن بدأت الثورة ضد نظام بشار
الأسد.
وتضيف أن طهران ظلت تتعامل مع
سوريا على أنها محور مهم في حلمها لإنشاء هلال شيعي، يمتد من الحدود الأفغانية وحتى البحر الأبيض المتوسط.
ويشير التقرير إلى أن الإطاحة بنظام صدام حسين وصعود الحكومة الشيعية، جاءا لتأكيد حلم إيران. فقد تحول العراق إلى منطقة نفوذ شيعي، بعد رحيل الرجل القوي صدام. فيما كان الأسد يسيطر على سوريا ذات الغالبية السنية. وتحولت حماية النظام إلى مهمة صعبة مع مرور السنين التي اندلعت فيها الثورة.
وتبين الصحيفة أن ذلك جاء في الوقت الذي شلت فيه العقوبات، التي فرضت على إيران، وهو ما حدد من قدرة الجمهورية الإسلامية لدعم النظام السوري، حتى عندما تعرض لضغوط من عدة جماعات معارضة تدعمها قوى سنية في المنطقة، خاصة السعودية وتركيا ودول الخليج.
وترى الكاتبة أن التدخل العسكري الروسي يعد إنقاذ حياة للنظام، مستدركة بأن المصالح الروسية والإيرانية متحدة في الوقت الحالي، إلا أن التدخل الروسي في سوريا له علاقة بالمصالح الروسية أكثر مما هو متعلق بالشرق الأوسط. مشيرة إلى أنه ليست هناك مصلحة حقيقية بالتدخل في نزاع طائفي بين إيران والسعودية، التي تقود حملة في اليمن. وهو ما دفع إيران للتعامل مع دعم الأسد على أنه مسألة حياة أو موت.
ويلفت التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي تحدث عن رغبة بلاده بتعاون قريب مع الجامعة العربية.
وتنقل الصحيفة عن دبلوماسيين قولهم إن مصلحة
روسيا في سوريا ليست لها علاقة بالمنطقة، بقدر ما هي رغبة موسكو باستخدام التدخل وسيلة ضغط على الغرب لقبول تدخلها في أوكرانيا.
وتجد فيليب أن اللعبة البراغماتية التي تلعبها موسكو لا تمنعها من التعاون مع أعداء إيران في حال تحقق النصر على المسرح الدولي. وترى أنه يجب ألا تشعر إيران بالراحة؛ كون سوريا تقع في مركز اللعبة الدولية التي يلعبها
بوتين اليوم.
ويذكر التقرير أن روسيا لا تهتم كثيرا بقضايا تعد حيوية لإيران، مثل تأمين السلاح لحزب الله. وتفهم إيران أن الديموغرافيا في سوريا تلعب ضدها، فالغالبية السنية تعني أن استمرار حكم الأقلية وللأبد سيكون صعبا.
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن هذا واقع تحاول إيران فهمه، عندما بدأت الطائرات الروسية تقصف مواقع المعارضة. مشيرة إلى أن محاولة إيران التأثير على الوضع في سوريا ستغيب في دوامة القصف الروسي.