كتب حسين شبكشي: مع قراءة هذه السطور يكون موسم الحج لهذا العام قد شارف على الانتهاء، والحديث الأهم هو عن حادثة تدافع الحجاج في منطقة منى، التي ذهب ضحيتها عدد كبير منهم.
كان اللافت هو "توظيف" الحادثة بشكل فوري لأهداف سياسية واضحة جدا، سواء أكان ذلك من قبل أعضاء في تنظيم جماعة الإخوان المسلمين أو إيران وأبواقها في المنطقة.
وطبعا لكل من هذين الطرفين أهدافه، فلا يمكن أخذ تعليقاتهم على الحدث بأي نوع من الجدارة ولا الاحترام ولا المصداقية، ولكن السعودية صرحت رسميا بأنها شكلت لجنة لمعرفة أسباب الحادث وهل هو "طبيعي" نتيجة تدافع الحجاج المفاجئ أم وراءه "شبهة" تحريك أفواج بعكس اتجاه الحجاج؟
هذا ما سيتبين مع الانتهاء من التحقيق وتفاصيل النتائج المتعلقة به. ولكن المهم هو الاستفادة القصوى من هذه الحادثة الأليمة وتطبيق معنى الحج "لمن استطاع إليه سبيلا" بمعنى عصري وجديد،
فتكون معاني الاستطاعة هنا اليوم ليس لها علاقة فقط بمفهوم القدرة الجسمانية والصحية ولا القدرة المالية، ولكن لا بد أن تشمل "الوعي" بالواجبات والشروط والمناسك ومراعاة مفاهيم السلامة والنظام، وذلك عبر دورات استباقية للحجاج في بلادهم قبل قدومهم لأداء مناسك الحج، وفقط من يجتاز هذه الدورات بنجاح له الحق في السفر لأداء المناسك.
هذا مطبق فعلا في ماليزيا منذ زمن ليس بالقصير، ومطبق بفعالية ونجاح. ولعل أكبر دليل على التأثير الإيجابي لما قامت به ماليزيا هو أن حجاجها الأقل مشكلات والأكثر التزاما بالتعليمات خلال موسم الحج، لأن تنوع الثقافات وعدم الإلمام المسبق بالمطلوب والمفروض من العوامل المسببة للمشكلات خلال موسم الحج.
هناك أيضا مفتاح آخر للحل من خلال النظر في الفترة الزمنية لأداء كل منسك من مناسك الحج العظيمة، فمع التوسع المكاني الذي جرى الاهتمام به عبر الأزمنة يكون من البديهي جدا الاهتمام بالتوسع الزماني لها،
ومن البديهي جدا القول إن حلا كهذا من شأنه أن يخفف المعاناة ويقلل من احتمالية زهق الأرواح.
السعودية ليست بحاجة لشهادة بخصوص ما تقدمه من خدمات وتسهيلات وإجراءات لخدمة الحج والحجاج تأتي في مقدمة خططها التنموية وتجند لذلك كافة قدراتها المالية والبشرية، وهي تسعى بشكل دوري ومؤسسي مستمر في تطوير الأداء وتحسين ما يقدم من خدمات.
وهذه الواقعة ستكون فرصة جادة لمحاسبة من قصّر وتطوير ما يستحق أن يطوّر.
تبقى ضرورة التركيز على من يستغل هذه الحادثة الأليمة لأسباب سياسية وانتقامية لا علاقة لها البتة بالصالح العام المطلوب لأنهم يشاركون في جرم أعظم وهو الفتنة.
عموما، هذه الحادثة كانت سببا في مراجعة دقيقة لخطط الحج ومعرفة مكامن الخلل فيها، ولكن الأهم أنها فرصة لمعرفة العدو الشامت وإدراك الفرق الحقيقي بينه وبين الصديق الناصح. رب ضارة نافعة.
رحم الله من توفاه، ومنّ بالشفاء على كل مصاب.
(عن صحيفة الشرق الأوسط اللندنية 27 أيلول/ سبتمبر 2015)
الملاحظة هي اقحام جماعة الاخوان المسلمين في كل قضية السؤال للكاتب الهمام العملاق يا ليت لو تتفضل علينا وتعطينا تعليقا واحدا من جماعة الاخوان المسلمين استغلت به الحدث لاغراض سياسية والا الاخوان صاروا الحائط المائل لكل من يريد ان يتسلق سياسيا على ظهرهم اتقوا الله فيما تقولون لان الكلمة انت محاسب عليها
ام
الإثنين، 28-09-201503:17 م
هناك جانب مهم في القضية وهو عمل دورات للعامين في الحج علىالطبيعة قبل احج لمعرفة المنافذ والطرق واعني بهم الجنود والكشفة الذين ? يأتون للعمل من منطقهم ا? في وقت الحج فيكونون غي قادرين لمساعدت الحجاج التائهينومنع المخالفين منهم لأوقات الرم لكل مجموعةمنعا للتزاحم
كن موضوعيا
الأحد، 27-09-201502:00 م
يا أيها الكاتب كن موضوعيا ولا تكن ملكيا أكثر من الملك...كونوا قوامين لله شهداء بالقسط...لا تضع المسؤلية على أكتاف الحجاج فالدولة المتصدرة لادارة الحج هي المسؤلة في كل الحالات سواء كان العمل اهمالا أو مدبرا أو جهلا من الحجاج لأن من يتصدر للسلطة يتحمل المسؤلية..هذه ألف باء علم الادارة...كن موضوعيا وناقش الأمر بحيادية -التي هي جزء لا يتجزأ عن الموضوعية- بعيدا عن مصطلحات الشماتة والصداقة والمؤامرة والتعالي...مصطلحات الستينيات التي أوردت الأمة موارد التهلكةز
منصف
الأحد، 27-09-201501:49 م
كعادتنا نحن العرب نطعن في الآخر لأنه سيس القضية و بأخذنا العزة بلإثم و ننسى فضيلة الإعتراف بالخطء ، ما أسهل أن نعلق فشلنا و سوء تنظيمنا على المؤامرات ، أم هي تربية الطغاة آتت أكلها .
Ahmed Ali
الأحد، 27-09-201508:56 ص
لقد جعل ال سعود والنظام السعودي من خلفه الحج سلعة من ممتلكاتهم الشخصية يتاجرون بها ويستغلونها سياسيا