نشرت صحيفة لوفيغارو الفرنسية تقريرا حول تسابق شركات مواد
التجميل الفرنسية لغزو السوق
الإيرانية، خاصة في ظل عشق الإيرانيات لمستحضرات التجميل الفاخرة والموضة الباريسية.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن الغرفة التجارية الإيرانية الفرنسية؛ تقدّر عدد الزبائن المحتملين للبضائع الفرنسية الفاخرة بحوالي 11 مليون إيراني، فرغم أن هذا النوع من التجارة يشهد كسادا كبيرا في الدول الغربية بسبب الأزمة الاقتصادية، فإن الشركات الفرنسية تؤكد أنه قطاع واعد ومربح جدا في إيران، بسبب عشق الإيرانيات لهذه السلع.
ونقلت عن "جمعية منتجي ومصدري منتجات النسيج في إيران"، أن 7 مليارات يورو هو الحجم المنتظر لتجارة مواد التجميل الفرنسية في إيران، في ظل تعطش المستهلكين الإيرانيين لهذه السلع.
وذكرت الصحيفة أن
النساء في إيران، رغم إجبارية ارتداء الحجاب في بلدهن، تمكن من مسايرة العادات الغربية في مجال الأزياء والتجميل، ويقبلن على أشهر الماركات العالمية، مثل رالف لورين وتومي هايلفايجر الأمريكيتين، وزارا ومانغو الإسبانيتين، وبينيتون ولوي جو الإيطاليتين.
وذكرت الصحيفة أن واجهات المحلات الفرنسية لا تزال قليلة في شوارع طهران، ولكنها مرشحة للازدياد في الأيام القادمة، حيث أمضت عدة شركات فرنسية عقودا مع أخرى إيرانية خلال هذه الفترة، لتزويدها بالمنتجات الفرنسية أو فتح محلات فاخرة ذات طابع فرنسي في إيران.
ونقلت الصحيفة عن تيري بيراسا، مدير شركة بول بريال للأزياء، أنه "يعتزم توقيع عقد تزويد حصري خلال الشهر المقبل مع شركة إيرانية، وسيفتح في مرحلة أولى محلا فاخرا وكبيرا في أحد أثرى أحياء طهران".
ويعوّل بيراسا لدخول هذه السوق الجديدة على ماركة شركته المعروفة، وسلعه الموجهة للنساء بين سن 30 و60 سنة، كما يعوّل على رغبة الإيرانيين في شراء السلع الأوروبية الأصلية، بدلا عن السلع المقلدة التي كان يتم ترويجها بأسعار منخفضة.
وفي تقرير آخر لها، نقلت الصحيفة عن كارول غارسيا، مؤسسة شركة غران دي كاستال لمستحضرات التجميل، أن إيران تحتل المرتبة السابعة في استهلاك مواد التجميل في العالم، ما جعل هذه المرأة التي بدأت أعمالها قبل 12 سنة فقط في مدينة تولوز الفرنسية ببيع العطور عبر الإنترنت، تطمح إلى مضاعفة مرابيحها عبر غزو الأسواق الخارجية، وعلى رأسها السوق الإيرانية.
وقد قررت هذه السيدة التوجه نحو "بلاد فارس"، بعد أن أخبرها مدير التسويق في شركتها أن "الإيرانيات يولين اهتماما كبيرا جدا بوجوههن وأيديهن، لأنها أجزاء الجسم الوحيدة التي يسمح لهن بالكشف عنها، كما أنهن يمضين وقتا طويلا في بيوتهن أمام المرآة".
وقد وقعت هذه الشركة عقدا مع شركة "فاركيش" الإيرانية للبيع بالتجزئة، منذ شهر حزيران/ يونيو الماضي، بما أن هذا النوع من التجارة لا تشمله العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران.
وقالت الصحيفة إن مديري الشركات الفرنسية التي أبرمت عقودا للدخول للسوق الإيرانية، يخططون لفتح محلات فاخرة وجذابة في الأحياء الثرية، لاجتذاب المستهلكين الإيرانيين، من النساء خاصة، ولكنهم إلى حد الآن لم يفصحوا حول نواياهم فيما يخص عدد المحلات وكمية البضائع التي ينوون تصديرها لإيران، ولم يعلنوا أيضا عن التفاصيل المالية لهذه العقود.
وأضافت أن العديد من الشركات الغربية نجحت في الالتفاف على العقوبات المفروضة على إيران، والحظر المفروض على البنوك في التعامل مع الشركات الإيرانية، من خلال الاستعانة بوسطاء من دولة الإمارات.