نشرت بعض الصحف الأردنية حول خطأ في كتاب
التربية الإسلامية للصف التاسع، في ما يتعلق بشجرة لآل بيت النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، ما أثار جدلا واسعا.
وعبر مواطنون عن استيائهم من وجود مثل هذه الأخطاء في المناهج التربوية، وتدريسها للطلبة على مدار السنوات السابقة دون أن يجرى عليها أي تصحيح، مشيرين إلى أن الكتاب كان يدرس حتى العام المنصرم.
وطالب 21 نائبا في الأردن في مذكرة نيابية، الثلاثاء، بعقد اجتماع طارئ لبحث مناهج التربية والتعليم بشكل عام، ومنهاج التربية الإسلامية للصف التاسع بشكل خاص.
وقال النواب في مذكرة: "إننا تفاجأنا بأحد مقررات منهاج التربية والتعليم وهو منهاج الثقافة الإسلامية للصف التاسع يشير إلى أن فاطمة هي بنت الرسول فقط وأن زينب ورقية وأم كلثوم لسن ببناته".
وأشارت المذكرة التي تبناها النائب خليل عطية، إلى أن هذا الأمر في غاية الخطورة، إذ إنه يستخدمه الشيعة في علومهم، مطالبة بتصويب هذه المعلومة ومراجعة جميع المناهج ومحاسبة واضعي هذا المنهاج.
من جهتها، قالت الدكتورة نائلة أبو سمك، المشاركة في تأليف كتاب التربية الإسلامية للصف التاسع، إن "الكتاب له 10 سنوات يدرس، ولم يسلط الضوء عليه سابقا، والكتاب الجديد لا يوجد فيه ما ذكر".
وتابعت أبو سمك لـ"عربي21"، بأن "كاتب المقال (ورفضت الإشارة إلى اسمه) الذي كتب عن منهاج التربية الإسلامية هو معلم قدم طلبا للمشاركة في تأليف المنهاج وتم رفضه لعدم تقديمه الامتحان المعقود لذلك، وبعدها كتب هذا المقال"، على حد قولها.
من جهة أخرى، قال مدير سياسات وزارة التربية والتعليم الدكتور زياد النسور، لـ"عربي21"، إن "المناهج بشكل عام بحاجة لإعادة تشكيل، وفلسفات جديدة، وكتاب التربية الإسلامية كتاب قديم". وأضاف النسور أن "إدارة المناهج بحاجة لخبراء ومختصين تربويين وفكريين".
وجدير بالذكر أن للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) أربع بنات هن: فاطمة، وزينب، وأم كلثوم، ورقية.. والثابت عند أهل السنة والجماعة أنهن جميعا من آل البيت.
ندوة حول المناهج
وفي سياق متصل، قال الخبير التربوي الدكتور ذوقان عبيدات، إن "كتاب التربية الإسلامية فيه بعض المفاهيم المغلوطة التي تنتهك حقوق الإنسان"، في ندوة نظمها المركز الوطني لحقوق الإنسان حول "مفاهيم حقوق الإنسان ومناهج التعليم في الأردن".
وبحسب موقع "نقابة المعلمين الأردنيين"، فقد ناقشت الندوة المدى الذي اعتمدت فيه معايير ومبادئ حقوق الإنسان في التعليم المدرسي والجامعي، والوقوف على أهم التحديات التي تجابه التقدم في هذا المجال.
وشارك في الندوة ممثلون من مؤسسات رسمية وأكاديميون ومؤسسات مجتمع مدني وأحزاب، وقدمت أوراق عمل متعددة، واستعرضت الجهود المبذولة من قبل الوزارة في دمج مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج المدرسية.
وبحسب ممثل إدارة المناهج في وزارة التربية والتعليم صالح العمري، فإنه سيتم تطوير بقية المناهج في السنوات القادمة، وإن الوزارة على أتم الإستعداد للتعاون والحوار مع كل المؤسسات الرسمية والأهلية في سبيل تطوير المناهج.