بعد سيطرتها على أغلب مناطق الجنوب، وطردها الحوثيين من خامس مدينة جنوبية وهي شبوة، قطعت المقاومة الشعبية شوطا كبيرا في السيطرة على مدينة تعز، كبرى المحافظات اليمنية، وبوابة الجنوب وخاصرتها، وأعلنت أنها باتت تسيطر على ما يقارب الـ90% من المحافظة.
وحققت المقاومة الشعبية، تقدما متسارعا على الأرض، وأحكمت قبضتها على أخطر المربعات الأمنية الذي كان يخضع لسيطرة الحوثيين، ويشمل "إدارة أمن المحافظة، ومقر محور تعز، ومعسكر الشرطة العسكرية، ومبنى محافظة تعز، وقصر الرئيس السابق علي عبدالله صالح"، وفقا لمصدر في المقاومة.
وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الإفصاح عن هويته، أن المقاومة تقدمت للمرة الأولى في معاقل الحوثيين بمنطقة الجحملية، وكسبت مواقع كانت تستخدم لقصف الأحياء السكنية.
وذكر المصدر، أن المقاومة تستعد للزحف صوب مبنى "القصر الجمهوري"، الذي يضم معسكرا للحرس الجمهوري، الموالي للرئيس السابق، ومعسكر القوات الخاصة، شرق المدينة.
في غضون ذلك، فقد بدأ رجال المقاومة بتمشيط مديرية مشرعة وحدنان في جبل صبر بعد أن أجبروا مليشيات الحوثي على الانسحاب.
وتقدم مقاتلو المقاومة الشعبية المدعومون بتحالف تقوده
السعودية في جبهة واسعة عبر جنوب
اليمن في الأسابيع الأخيرة، الأمر الذي أجبر الحوثيين ووحدات الجيش المتحالفة مع الرئيس السابق علي عبد الله صالح على التراجع.
وتمكنت المقاومة الشعبية في مدينة
تعز الأحد، من تطهير قلعة القاهرة التاريخية المطلة على المدينة.
وأكدت المقاومة في بيان، نقلته وكالة الأنباء السعودية (واس)، أن عناصرها تخوض حاليا اشتباكات عنيفة في محيط الأمن السياسي المتوقع أن يتم تطهيره في غضون الساعات القليلة القادمة.
يذكر أن الحوثيين سيطروا على العاصمة
صنعاء في أيلول/ سبتمبر الماضي وفر بعدها هادي إلى ميناء عدن الجنوبي، ومن هناك إلى السعودية. واستعادت القوات الموالية له السيطرة الكاملة على عدن الشهر الماضي، ومنذ ذلك الحين استطاعت إخراج الحوثيين من محافظات لحج والضالع وأبين بدعم من الضربات الجوية والمستشارين العسكريين التابعين للتحالف الخليجي العربي.
وبدأ التحالف الذي تقوده السعودية في شن ضربات جوية في أواخر آذار/ مارس مع دخول الحوثيين المتحالفين مع إيران ميناء عدن، آخر مدينة كبرى تصمد أمام تقدم الحوثيين على مدى ستة أشهر في جميع أنحاء البلاد.
وفي الأثناء، شهدت مدينة تعز السبت تخرج الدفعة الأولى من "قوات النخبة"، من أبناء المحافظة.
وأوضحت مصادر إعلامية، نقل عنها موقع "براقش" اليمني، أن الدفعة الأولى من قوات "النخبة التعزية"، بدأت اليوم بالمشاركة في القتال في مختلف الجبهات، إلى جانب المقاومة الشرعية، وقوات المجلس العسكري التابع للمقاومة.
وكانت المقاومة استعادت السيطرة على خامس محافظة جنوبية السبت لتضيفها إلى المناطق الأخرى التي انتزعتها من المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء.
وصرح الناشط السياسي في شبوة، سالم العولقي، بأن "المحافظة سلمت" للحراك الجنوبي الذي يقاتل في صفوف القوات الموالية للرئيس هادي.
وذكر مسؤولون عسكريون هذا الأسبوع، أن محافظ شبوة الموالي للمتمردين فر من المحافظة الغنية بالنفط مع اقتراب دخول القوات الموالية لهادي إليها.
واتهموا المتمردين بزرع ألغام في المباني الحكومية في المحافظة كما فعلوا في المحافظات الأخرى قبل أن يفروا منها.