أقر رئيس الوزراء التركي "أحمد داود أوغلو"، في ندوة صحفية عقدها الخميس، أن الأحزاب السياسية التركية فشلت في تشكيل حكومة ائتلافية، بعد مجموعة من اللقاءات التشاورية معها، وأرجع ذلك لغياب الأرضية السياسية الملائمة.
وجاءت ندوة داود أوغلو بعد انتهاء لقائه مع زعيم حزب الشعب الجمهوري (أكبر أحزاب المعارضة)، كمال
قليجدار أوغلو في دار الضيافة الحكومي بالعاصمة أنقرة، حيث تناقشا في مجموعة من القضايا أهمها تعزيز التحول الديمقراطي وإعداد دستور جديد، والملف الاقتصادي، والبرامج الاجتماعية، والسياسة الخارجية، ومسيرة انضمام
تركيا للاتحاد الأوروبي، والسياسات المتعلقة بقضايا الشرق الأوسط".
وقال داود أوغلو، "لقد قمنا بمشاورات صادقة مع حزب الشعب الجمهوري وباقي الأحزاب، لكننا لم نستطيع تشكيل حكومة ائتلافية لغياب الأرضية السياسية الملائمة".
وأضاف "مستعدون لتقاسم السلطة مع أحزاب أخرى، وقد قمنا بذلك وجالسنا معظم الأحزاب، وفق المشروعية السياسية والأخلاقية المستمدة من الشعب".
ووجه داود أوغلو في الندوة ذاتها، رسالة للشعب التركي قال فيها "لن نعطي الفرصة لمن يريد أن يدفع بالبلاد إلى الفوضى، وأنتم من أعطيتم لنا هذا التفويض، والمهام التي وكلتمونا إياها، وإن كانت صعبة فنحن سنقاوم لإنجازها وتحقيقها، وإننا نريد أن نعمل ما تريدونه منا كشعب، وهذا ما نشتغل عليه كحكومة ودولة شعبية متجذرة، أخذت شرعيتها من تصويت أغلبية الأتراك".
واستدرك قائلا إن "الشعب لم يمنحنا حق الحكم المنفرد، إلا أنه منحنا شرعية الحزب الأكبر، فقد حصلنا على نسبة تصويت 41 في المائة في
الانتخابات التشريعية، إذا نحن الأفضل، وبذلك سنستمر في مساعي الحزب وخدمة البلاد حتى لا يبقى بدون حكومة".
ورفض رئيس الحكومة الإعلان عن قرار رسمي لانتخابات مبكرة، وقال إن "الأحزاب متفقة على الذهاب إلى انتخابات مبكرة، لكن سننتظر البرلمان أن يصدر قرارا رسميا بذلك"
وكانت مباحثات ماراثونية جرت بين وفدي الحزبين على مدى 36 ساعة، توزعت على خمس جلسات منفصلة، حيث التقى ممثلو الحزبين خمس مرات في 24 و28 و30 تموز/يوليو الماضي، و1 و3 آب/أغسطس الجاري.
جدير بالذكر أن حزب العدالة والتنمية الذي يترأسه أحمد داود أوغلو لم يتمكن من الحصول على عدد من مقاعد البرلمان تؤهله إلى تشكيل حكومة بمفرده، وذلك في الانتخابات النيابية التي جرت في 07 حزيران/يونيو، كما فشل داود أوغلو في تشكيل حكومة ائتلافية مع أحد الأحزاب الثلاثة الأخرى.