قالت صحيفة "ذي ديلي بيست" في تقرير لها، إن الجيش الأمريكي فشل في القضاء على
تنظيم الدولة، وما زال جيش التنظيم الإرهابي بعد عام من الضربات الجوية المحدودة ناجحا في جذب مجندين جدد من جميع أنحاء العالم.
وأشارت الصحيفة إلى أن تنظيم الدولة ربما تكون قدراته العسكرية تدهورت، ولكن سمعته ذاعت وانتشرت ونجح في نزع لقب له كقوة عظمى.
ونوهت إلى أنه رغم خسارة تنظيم الدولة لما يُقدّر بنحو 2000 مقاتل خلال العام الماضي، فإن التنظيم جذب 20- 30 ألف مقاتل جديد، وفقا لمسؤول في المخابرات الأمريكية.
وأضافت أن هذا الوضع يشكل خاتمة ونهاية قاتمة لـ"أوباما"، وتعثرا لمشروعه في القضاء على تنظيم
القاعدة في أفغانستان وباكستان، خاصة بعد "مقتل أسامة بن لادن".
وأورد تقرير الصحيفة تصريحا لمدير الاستخبارات الأمريكية "جيمس كلابر" قال فيه: "إن الهم الأمريكي الأكبر يتمثل في إعلان الخلافة، لأنه يؤدي لإيجاد مجموعات فرعية جديدة، وأكثر تلك المجموعات تطورا موجود في ليبيا".
وشددت الصحيفة على أن هناك مسابقة للجهاد العالمي بين القاعدة وتنظيم الدولة، يتقدم فيه تنظيم الدولة بشكل أسرع مع مرور الوقت، محذرة من أنه يمكن أن يكون هناك تطور نوعي في سلسلة التهديد للغرب وأمريكا.
واستدركت بالقول: "ولكن تنظيم الدولة قد يلجأ لهجمات صغيرة محتملة في أمريكا وهذا يجعل التنظيم أكثر خطورة من القاعدة، في المدى القريب على أقل تقدير".
وأكدت أن تنظيم الدولة في
سوريا والعراق يضم مئات المقاتلين الغربيين، وعشرات المقاتلين الأمريكيين، وفقا لتقديرات المخابرات الأمريكية.
ونوهت إلى أنه قد سافر أكثر من 25 ألف مقاتل أجنبي من أكثر من 100 دولة إلى سوريا، وعلى الأقل 4500 من الغربيين، بما في ذلك 250 من الولايات المتحدة الذين سافروا إلى سوريا والعراق، أو حاولوا أن يصلوا إلى هناك.
وحصرت الصحيفة استراتيجية أوباما لهزيمة تنظيم الدولة بالاعتماد على ضربات جوية وعمليات خاصة وتدريب المعارضة واستشارات ونصائح عسكرية للجيش
العراقي والقوات الكردية، وأكدت الصحيفة أن معظم القوات المعارضة التي يتم تدريبها على استعداد للقتال والانسحاب من البرامج الأمريكية لأن أمريكا ترفض أن يهاجموا العدو الرئيس الديكتاتور بشار الأسد.
وأكدت "ذي ديلي بيست" أن تنظيم الدولة يدفع ما يقرب من 360 مليون دولار سنويا لـ30 ألف مقاتل، براتب مقداره 1000 دولار في الشهر للمقاتل الواحد، مشيرة إلى أن مصدر هذا المال من خلال مبيعات النفط والابتزاز والخطف وفرض ضرائب على من هم تحت حكمها، بالإضافة إلى ما تقتطعه المجموعة من رواتب الموظفين الحكوميين في مناطق سيطرتها.
وأشار تقرير الصحيفة إلى أن القوة الكامنة في تنظيم الدولة تتمثل في أنه يعمل من خلال الآلاف من حسابات بوسائل التواصل الاجتماعي، وهذا من شأنه أن يجعل التنظيم شديد الخطورة.
وفي طريقة اختبار ولاء الأتباع بين تنظيم الدولة والقاعدة قالت الصحية إن القاعدة كانت تطلب من عناصرها المؤثرة والفاعلة زيارة باكستان أو أفغانستان للتدريب على صنع قنابل متطورة أو ما شابه ذلك، لكن تنظيم الدولة يتحدى أتباعه من خلال إرسالهم لقتل شخص ما في أمريكا أو إرسالهم للخطوط الأمامية للقتال بسوريا، وحتى لو فشلت العملية وقتل هذا العنصر فإن التنظيم يصنع لنفسه دعاية كبيرة جدا.
واستدركت بالقول إن مثل تلك الهجمات لا يمكن مقارنتها بإسقاط طائرة تحمل مئات، كما يفعل فرع تنظيم القاعدة في اليمن، وأشارت الصحيفة إلى أن أمريكا ما زالت تشعر بالقلق من قدرة القاعدة على تطوير مستويات عالية للتخطيط.
وأشار التقرير إلى أن تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية ما زال يستهدف الغرب، ولكن لا يوجد بينه وبين تنظيم الدولة قضايا مشتركة أو عملية تقويم استراتيجي.
وختمت الصحيفة تقريرها بالقول إن إطالة أمد الصراع من شأنها أن تضعف القاعدة في القوة والعدد، وفي المقابل فإنه سيتوقف سعي تنظيم الدولة للتكيف مع القاعدة، معتمدا على فقدان القاعدة لهيبتها وقلة القوى البشرية المنضوية تحت رايتها.
لمطالعة التقرير الأصلي:
إضغط هنا